السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
- قبل أن تبدأ صديقي ، إن لم تكن مستعدا لكي يقص عليك صديقك من أصدقائك قصص من قصصه ، فلا تتابع القراءة و أغمظ عيناً و أقفل التبويب مستعينا بشق من العين المفتوحة ، و أكمل عملية التصفح و كأن شيئا من هذه الجمل لم يكن ، أو تابع القراءة بنهم !
طوال السنوات التسع التي درست فيها الرياضيات (من الإبتدائي الى الإعدادي) كانت جميلة حقا ، لم أكن حتى أراجع الدروس لإجتياز أي أمتحان وذلك بالخصوص في مادة الرياضيات ، لم أعمل جاهدا في حل التمارين التي تطلب منا ، عكس ما فعله آخرون ، لأنني ببداهة كنت أتمكن منها و لو بدون تحضير ، كل الأمور جيدة و رائعة الى حد الساعة ، ..
في المرحلة الثانوية أردت أن أتابع و أكمل على نفس المشوار ، لكن لم أبرع في تحصيل النتائج بالطريقة القديمة ، ببساطة لأن رياضيات ما قبل الثانوية ليس هي رياضيات ما بعدها ، و ذلك ليس أن رياضيات الثانوية صعبة أو معقدة ، هي في نظري منطقية و بعد الشرح هي مفهومة وبالتالي سهلة ، إذا ما المشكلة ، المشكلة تقبع أساسا في العمل ، لا أظن أنني كنت مستعدا لتطبيق كل ما يطلبه او لا يطلبه الأستاذ منا لانني لم أعتد على ذلك طوال تسع سنوات ، طوال كل تلك السنوات كنت لا أُبالي بالعمل الجاد ، ..
لذلك فأي شخص في نظري إن تراكمت عليه معلومات لا مترسخة يستعملها للحضة و لا يبالي للحضة التي تليها ، و طُلبت منه دفعة واحدة في جزء من تمرين ، فإنه من المستحيل أن يستطيع حلها لانه في تلك الحالة تكون المصيبة العظمى هي المصائب الصغرية ( ك هل A^n * A^m هي A^n+m أم هي A^n*m ) . و هذا تقريبا هو ما عانيت منه و لا زلت أعاني ، فالسؤال الذي تبادر لذهني هو هل سأصلح الوضع و أعيد حل تلك المشكلات الصغيرة أو أترك اللعنة تُكمِل ما بَدأت ، بعد البحث وجدت انه من المنطق أنك لا تثابر إلا فيما تحب و إن كنت تحب عملا ما فلن تجد من المضجر أن تعيده ألف مرة ، لكن أنا في هذه الحالة ، إظافة الى عدة عوامل وَقَفَتْ ضد حبي للرياضيات ( فجأة بدأت أكره هاته المادة) ، و لذلك أكملت خطواتي في التيار الذي سيأخذني الى الشلال الذي سيسقطني على الصخرة التي سوف تشق رأسي الى نصفين !
أنا في السنة الأخيرة لحياتي كتلميذ (إنشاء الله) ، و أنا أرى أنني هنا و الرياضيات هناك ، لكن أنا لا أود أن تأتي الرياضيات إلي و أعلم أنها لن تفعل ، لذك إنشاء الله سأذهب إليها . أنا شعرت بل أدركت أن لا إنسان قد يستطيع مساعدتي ، لكن أدركت أنني بإمكاني مساعدة نفسي ، ..
أنا ياصديقي لا أسرد لك قصة حياتي لأضيع دقائق من ما تاحياه ، إلا أنني أقص ما قصصت كي تعمل جاهدا على ألا تكره شئيا ، كي على الأقل تكون قادرا على أن تحسن التعامل معه. كما إنك إن كنت تحب شيئا فاعلم أنك سوف تجيده ، بل قد تصبح عبقريا فيه إن خصصت له مدة معينة من العمل اليومي ...
أنا هنا أعطي النصح ، و آخد النصح ، إذا و فقط إذا كان النصح نصحا ، لا تفاهةً ـ لذلك أنا لا أرضى أن أنشر التفاهة
إن رأيت أن لك رأيا في ما أكتبه ، لكنك تحس أن شيأ يمنعك عن التعبير أو الكتابة و يخبرك أنك ستضع يدك في صحن مليئ بالتفاهة ، لا تنساق أبدا إليه لأنني نفسي لو إنسقت حوله ما كنت كتبت ماكتبت ، ..
التعليقات