في السنوات الأخيرة صار التسويق الإلكتروني مجال مفتوح للجميع… منصّات مجانية، أدوات جاهزة، دورات متوفرة في كل مكان، وحتى الذكاء الاصطناعي صار يكتب ويصمّم ويسوّق عنك.

ومع هذا…

ما زال أغلب المسوّقين الجدد يفشلون. لماذا؟

بعد سنوات من متابعة مشاريع وتحليل حملات والعمل مع مسوّقين مبتدئين… اكتشفت أن المشكلة ليست في قلّة الأدوات، بل في قلّة الفهم.

وأول نقطة لازم يعرفها أي شخص يدخل عالم التسويق هي:

1. التسويق ليس منشورات… التسويق "قراءة للإنسان"

كثير يظن أن التسويق = تصميم بوستر + نشر.

بينما الحقيقة:

التسويق يبدأ قبل المنشور… ويبدأ من فهم الجمهور:

ما الذي يحفّز العميل؟

ما الذي يخيفه؟

كيف يتخذ القرار؟

ما مشكلته العميقة التي يبحث عن حلّها؟

المحتوى يصبح قويًا عندما يخاطب شعورًا… لا عندما يقدم معلومات فقط.

2. سر المحتوى الناجح بسيط: "قدّم قيمة… بدون ما تطلب شيء"

أغلب المسوّقين يكتبون محتوى بصيغة:

"اشترِ الآن – اطلب الآن – عرض خاص".

والناس تهرب من هذا الأسلوب.

بينما المحتوى الذي يصل هو المحتوى الذي يجعل القارئ يقول:

"واو… هذا الكلام فعلاً أفادني!"

عندما تقدّم قيمة بدون مقابل…

الناس هي التي تقرر تتابعك وتثق فيك وتتفاعل معك.

3. الاستمرارية أهم من الذكاء

المسوق الناجح لا يربح من أول منشور، ولا ثاني منشور.

لكن مع الاستمرار:

المنشور العاشر يبدأ يجذب

المنشور الخمسون يعرفون اسمك

المنشور المئة تصبح لديك "علامة شخصية" واضحة

التسويق مثل بناء عضلة… نتيجته تحتاج وقت.

4. نقطة لا يتكلم عنها كثيرون: "الهوية"

المسوّق الناجح له أسلوب خاص، نبرة، طريقة.

مجرد ما يشوف القارئ منشورك يعرف أنه لك…

وهنا تبدأ قوة البراند الشخصي Personal Brand.

وتبدأ حساباتك تنمو بدون ما تدفع إعلانات.

5. لا تبيع… ساعد

بدل ما تسوّق للمنتج مباشرة…

سوّق للمشكلة التي يحلّها.

بدل ما تقول "خدمتي ممتازة"،

قل: "هذه طريقة بسيطة تساعدك تتجاوز المشكلة الفلانية."

الناس لا تشتري المنتج…

الناس تشتري الراحة و الحل و الاختصار.

بعد قراءتك للمقال… عندي فضول أعرف:

ما هي النقطة التي شعرت أنها كانت ناقصة عندك في بداياتك؟

هل هو فهم الجمهور؟

أم أسلوب كتابة المحتوى؟

أم الاستمرارية؟

اكتب رأيك في التعليقات…

(وبصراحة… النقاشات تحت المنشور أحيانًا تكون أعمق من المقال نفسه!)

وإذا تعرف أحد بدأ يدخل التسويق ويتخبط في الطريق…

ارسل له المقال، لأنه فعليًا قد يوفر عليه شهور من الضياع.

انا أشارك المعرفة حتى أسهّل الطريق لغيري…