"رُزقت بِه و كأنِي دَعوتُ الله لِـيرزقني بِـحسنَة فرزقني الله بعَشرة أمثالهَا، كان في قلبي إيمان ثابت، أمنية ودعوة حفظتها ملائكة السماء،ليتني عرفت تلك الحسنة، التي كان هو ثوابها،لولا خوفي من الوشاة والحاسدين ، لطُفت به بقاع الأرض متباهياً بما آتاني الله، وكانت حيرتِي الجميلة به هو أنه جّبر خاطر أم رضا عُمر، مروره على قلبي كأنه آيةٌ قُرِأَت علی نفسي فاهتدت،
سـبحــانَ من وضعـه فــي قلبــي بـهذه القــوة..
شاءت الأقدار بالفراق، واعتلى الحزن سابع سماء، فما كان للقلب سوى عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم، فقسماً بمن نفخ من روحه بالأجساد أني أحبه حباً جماً، وأردتُ أخذه بيدي إلى الله، كنت أسأله بيتاً صغيراً يؤمني فيه بركعتين، وتمنيتُ سؤاله عن أذكار الصباح والمساء وركعتي الضحى وجزء من القرآن، تمنيتُ أن أوقظه لصلاة الفجر حاملة وعاءَ الماء بيد وقلبي بالأخرى لتمسح عنه بقايا النعس، تمنيتُ عمرةً معاً لأقول لله : لقد جاءك بي يالله، لكن تيقنتُ الآن أنه من المستحيل أن نكون معاً وأن نأتي معاً، فقررتُ أن آتي وحدي وسأحتسبه عندك.