يعتبر باب المغاربة و حارة المغاربة أحد الرموز التاريخية التي خلدها التاريخ للمجاهدين المغاربة الذي حاربو إلى جانب الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي، و سميت بإسم المغاربة لنسبهم للمملكة المغربية، و حدث هذا بعد أن "أرسل خليفة المغرب يعقوب المنصور أسطولا ضخما مكونا من من مئة و ثمانين قطعة بحرية لمنع الصليبيين من الوصول إلى سواحل الشام" [1] لحماية القدس بعد طلب من صلاح الدين الأيوبي لمساعدته، و بعد تحرير القدس بقي المغاربة هناك و سكنوا بجانب المسجد الأقصى و لا تزال أوقافهم ماثلة هناك و مازالت عوائل فلسطينية كثيرة تحمل ألقابها المغربية، و لهذا الباب و الحارة أسماء أخرى ستكشف لأول مرة.
فقرة تاريخية للتذكير فقط _
الأساطيل الجهادية البحرية كانت من إختصاص المغرب الأقصى في عهد السلطان المغربي ابو يوسف يعقوب المنصور الموحدي و كانت جاهزيتها تفوق ما لدى مصر و الشام عددا و قوة عسكرية، و كانت أخبار إنتصاراتها في الأندلس شائعة فوصل صداها لملك الدولة الأيوبية صلاح الدين الأيوبي ما جعله يعقد العزم على مراسلة المنصور الموحدي من أجل مساعدته على سد الثغور البحرية على النصارى في الشام و ذلك لأن البحرية المصرية و الشامية لم تكن بالمستوى المطلوب.
فأرسل صلاح الدين سفيره بن منقذ إلى المغرب لملاقاة الخليفة المنصور و عندما وصل للمغرب قد وجد المنصور في الأندلس فإنتظره بفاس إلى حين عودته، و جلب له بعد الهدايا "قرآنين كريمين منسوبين، و 100 درهم من دهن البلسان، و 20 رطلا من العود، و 600 مثقال من المسك و العنبر، و 50 قوسا عربية بأوتارها، و 20 من النصول الهندية، و سروج عدة ثقيلة." و معها رسالة خاصة من الناصر صلاح الدين و عاد المنصور من الأندلس إلى المغرب و لقي سفير صلاح الدين في مدينة فاس و لما قرأ الرسالة وجد فيها جفاءا من عدم مخاطبته ب "أمير المؤمنين" فكتمها في قلبه فأعتذر له عن الأسطول و رحل بعدها بن منقذ خائبا إلى صلاح الدين الأيوبي، وقال ابن خلدون "وانتهت أساطيل المسلمين على عهده في الكثرة والاستجادة ما لم تبلغه من قبل ولا من بعد فيما عهدنا"[2]
و بعد مدة من التفكير و مراجعة الذات يستجيب أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي لطلب صلا الدين و أرسل له أسطولا مغربيا مكونا من 180 سفينة من السواحل المغربية محملة بالأسلحة والذخائر والعتاد وعلى متنها الآلاف من المتطوعة المغاربة، حيث مثل هذا الأسطول عشرين بالمائة من الجيوش التي حققت النصر في معركة حطين أولاً 1187 م، و كان قائد هذا الأسطول محمد العلمي الفاسي الدي قاد المغاربة الذين شكلوا الأسطول المغربي من فاس و مراكش و غيرها من المدن المغربية. [3]
و بعد إنتصار الأسطول المغربي على النصارى تمسك صلاح الدين بالمغاربة بعد تحريرهم القدس، حيث قال قولته: " أسكنت هناك في مكمن الخطر على القدس حيث الأرض اللينة، أسكنت قوما يثبون في البر و يفتكون في البحر، اسكنت من استأمنتهم على بيت الله، اسكنت المغاربة" و عليه بني الحي المغربي "حارة و باب المغاربة | Morocco Gate" اوقفها صلاح الدين بنفسه للمغرب الأقصى آنذاك.
باب المغاربة يقع في السور الغربي بمحاذاة حائط البراق، حيث هناك أسكن صلاح الدين الأيوبي الجيوش المغربية القادمة من المغرب و ذلك لأن تعدادها كان ربع الجيش بأكمله أسطول بحري كبير من سواحل المملكة المغربية، بعد أن سمح للشاميين و المصريين و العراقيين و جنسيات أخرى بالعودة لأوطانهم، و حدث أن سألوا الملك الناصر عن سبب الإبقاء على المغاربة في بيت المقدس بينما سمح للبقية بالعودة فأجابهم بمقولته الشهيرة "أسكنت هناك في مكمن الخطر على القدس حيث الأرض اللينة، أسكنت قوما يثبون في البر و يفتكون في البحر، اسكنت من استأمنتهم على بيت الله، اسكنت المغاربة.“[3]
_
صورة راية العلم المغربي في حارة المغاربة
فلباب و حارة أو الحي المغربي عدة أسماء أخرى تطلق عليه فهذه بعض الأسماء التي كانت تطلق عليه و منها "المغرب الأقصى" و "بلاد مراكش" و "الحي المغربي" نظرا للعدد الكبير من المغاربة الذين يقطنون هناك منذ الأيام أسكنوا فيها من طرف صلاح الدين و أوقفها بإسم المغرب كعربون شكر لهم على حمايتهم للمسجد الأقصى و قتالهم بإستماتة من أجله.[3] و وجه السيد خالد مشعل كلمته للمغاربة من أجل الإنتفاضة حول فلسطين "لكم يا أهل المغرب في القدس وفلسطين باب وأي باب ، ولكم فيها حارة وأية حارة ، لكم فيها مجد تليد ومكان وزمان وذاكرة حية".
و عند ذكر كلمة المغاربة يتم تحريف معناها و تزويرها من طرف بعد الدول التي تجاورنا و ذلك بغرض شملهم في تاريخ صنعه المغاربة فقط، جيش ذهب من مدينة مراكش عاصمة الإمبراطورية المغربية آنذلك في عصر الموحدين فجأة أصبحت تسمى بأن المغاربة تشمل كل دول إتحاد المغرب العربي لكن هو أيضا تزوير كما ذكرت سابقا، حيث أن المغرب منذ القدم تعني المملكة المغربية بإسميها المغرب و المملكة المغربية، و ليس كما يدعون أنهم قديما كان المغرب العربي واحدا حتى الدلائل تثبت العكس لم يكن يوما موحدا فكيف أصبح موحدا إذا و الاتحاد تم إنشاؤه حديثا؟ دولة المغرب توسعت أيام الموحدين و هذا يعطيها صفة الإمبراطورية المغربية مثل توسع الدولة العثمانية على حساب الدول الأخرى و كونت إمبراطورية فالأمر مماثل بالنسبة للمغرب كدولة و هذا يبطل هاته الأكاذيب التي يروجونها عمدا و هم يعلمون الحقيقة فقط يصرون على ترويج الكذب كعادتهم، أما إستعمال إسم حديث الصنع و حشوه في الأحداث التاريخية هذا كله تزوير تاريخي، و حسب كتب رحلات إبن بطوطة مثلا "رحلة إبن بطوطة" و "نفح الطيب" للمقري التلمساني ستجدون أن تسمية المغرب قديما هي المغرب الحالي و عاصمته الرباط، و سابقا الإمبراطورية المغربية التي تمتد إلى ليبيا شرقا إلى نهر السينيغال و هذا ليس المغرب العربي الذي يدعون وجوده من اجل إثبات أن لهم إسهامات في تاريخنا، أما التونسيين فكانو يسمون بالقيروانيين و الجزائر بالزابيين حسب كتاب "الإستقصاء في أخبار المغرب الأقصى"، و أضيف إلى كتب التاريخ الأخرى فهي تقول "جيش مغربي" و ليس "جيش مغاربي" و لأن كلمة "مغاربي حديثة إلى جانب المغرب العربي الذي تأسس سنة 1989 و هو إسم سياسي و ليس جغرافي و أما "المغرب الأقصى/ الأوسط/ الأدنى" فهي تسمية تصف حدود الإمبراطورية المغربية و كذلك إتساعها، و عندما تقول الإمبراطورية العثمانية كمثال فالعثمانيين هم الشعب التركي حاليا و عندما نقول المغاربة فهم الشعب المغربي، و نتمنى من دول الجوار إحترام الأسس التاريخية و عدم تزويرها لازال لديكم الوقت لصناعة تاريخكم و أتركوه للأجيال الصاعدة .. أما تاريخنا فهو يخصنا كمغاربة و ليس للمغاربيين، و لن ننسى باب المغاربة بدولة الفييتنام التي بناها المغاربة هناك بعد إنتهاء حرب الهند الصينية حيث شارك فيها الجنود المغاربة و استقروا هناك و تزوجوا و كونوا أسرهم .. حقيقة لا يمكن تزويرها "مغربي" و "مغربية" هي جمع ل"مغاربة" و المغاربيين هم المغرب و ليبيا و موريتانيا و تونس و الجزائر.
المصادر و المراجع:
[1]- صلاح الدين الأيوبي ويعقوب المنصور
[2]- ديوان العبر ج6، ص330
[3]- الاستقصا ج2، ص181 - 183
[4]- باب المغاربة موقع أرشيف المسجد الأقصى المبارك -
[5]-المصلوحي: صلاح الدين الأيوبي جَعل المغاربة أُمَناء على "الأقصى" (عائشة المصلوحي المغربية المَقدسيَّة كما يحلو لها نعتُ نفسها، المُنحدرة أُصولها من بلدة تامصلوحت القريبة من مدينة مراكش لأب مغربي وأم فلسطينية والمُزدادة بحي المغاربة بالقدس الشريف.) جريدة هيسبريس
[6] - الإستقصاء في أخبار المغرب الأقصى - الناصري
التعليقات