هرم ماثلو والازمة السورية      

ماثلو هو عالم نفس اسمه ابراهام ما سلو أمريكي الجنسية والداه مهاجران روسيان وضع نظريات عديدة منها نظرية التحفيز البشري ومن أهم أقواله

1.من الضروري لتغيير إنسان هو أن تغير فكرته عن نفسه.

2.من الجيد أن الإنسان يتقاضى المال عن شيء يجب أن يقوم به.

قام بترتيب الاحتياجات البشرية وفق هرم عرف باسمه و ذلك في عام 1943م و فيه عبر عن تدرج الحاجات الإنسانية إذ تبدأ من الحاجات الفيزيولوجية و تنتهي بتحقيق الذات حيث يمكن للدارسين و أصحاب الاختصاص و بعيدي النظر أن يطبقوا هذه النظرية على الأمم و المجتمعات الإنسانية و يمكن للأشخاص البسيطين و المحدودين التفكير أن يطبقوها في مجال الأفراد و الجماعات الصغيرة هذه النظرية هي نظرية محورية أدت الى تدمير الانسان في الكثير من المجتمعات و الأمم وادت الى هدم الكثير من الأمم و ذلك بسبب تدمير هذا الهرم من الأعلى وصولا للقواعد الدنيا في حاجات الانسان و ذلك بتحريك الرغبات الكامنة لدى أفراد المجتمعات و كانت سببا في القلاقل والحروب و النزعات الداخلية لكيانات مجتمعية و أممية مختلفة و ذلك بسبب الفروق المجتمعية و المادية الناتجة عن تدمير القواعد حيث تقوم الدول الهادفة لتدمير أي مجتمع تقوم بلعبة الدرج في تدمير الاصطفاف الطبيعي في المجتمعات و كانت بلدي الحبيب سورية للأسف ميدانا وملعبا لتلك اللعبة القذرة من الدول الاستعمارية التي تدعي الخوف على حقوق الإنسان الذي تسعى ضمنيا لتدميره و سحقه وقتله من خلف الستار .

إن هرم ماثلو مكون من خمسة درجات من الحاجات التي يحتاج لها الانسان والتي تختلف باختلاف الظروف التي يعيش بها الأنسان وفقا لطبيعة المجتمعات وخلفياته الثقافية والاجتماعية والمادية ويمكن تلخيص هرم ماثلو بالأشكال التالية:

ولو نظرنا الى الاشكال السابقة و سألنا أنفسنا ما علاقة هذه الرسوم التي خطت منذ ثمانين عام بواقعنا الان وما هو قادم في المستقبل و لو نعلم بأن هذه الرسوم تختصر جميع اوجاعنا و هو سبب أساسي في الحرب الكونية الشيطانية التي تدار على بلدنا الحبيب سورية خاصة وعلى جميع دول العالم الثالث لسرقتها وتهميشها و بقائها خاوية من البشر لتبقى الخزان المليء و البقرة الحلوب للرأسمالية و الصهيونية العالمية إن خمسة سطور تختصر الكثير من مكر الغرب و الكثير من الام المجتمعات المهمشة أن حجم المؤامرة و الحرب الكونية التي تتعرض لها بلاد العرب وللأسف أمة أقرأ لا تقرأ و أصبحت لغة الضاد تستخدم في التضاد و أمة اعتصموا بحبل الله قطعت جميع الحبال حتى الحبل السري في العائلة الواحدة .

و كما نعلم ويعلم أبسط عمال البناء أن أسهل و أنجح طريقة لهدم أي بناء هي هدمه من الأعلى للأسفل من الأقل ارتكازا وجاذبية وقربا للقواعد الى الأسفل فكيف لنا أن نصدق بأن تدمير الغرب لنا يكمن في خمسة سطور أن هذه الخمسة سطور تحتاج لألاف الكتب و المحاضرات والاحصائيات لتعد ما نجم عنها من تدمير وتفكك و قتل المجتمعات و المثل الاجتماعية وفيما يلي نعدد الفئات المستهدفة و طريقة استهدافها ابتداء من أعلى الهرم لأسفله.

أ – الحاجة لتحقيق الذات: ان تحقيق الذات في أي مجتمع او أمة يتحقق بالقدرات العلمية والأدبية والقيادية والسياسية في المجتمعات هي مجموع تظافر جميع القدرات السابقة لتكوين نواة المجتمع والرقي فيه من الحضيض للقمة و لو رجعنا بذاكرتنا قليلا

لما قبل عام 2011 فسنجد أن نسب العلم و العمران و التفوق المجتمعي كانت قد وصلت للذروة و بأن وجود الطبقة المفكرة العالمة و المخططة جعلت من سورية قطبا في الشرق الأوسط و العالم فما كان من الغرب الا السعي لاستهداف ذروة الهرم ممن يسعون لتحقيق الذات الأعلى للارتقاء بسورية فقاموا بسلسلة من الأحداث أما بواسطة العملاء المأجورين أو بواسطة عمليات مخابراتية أو باستهداف مباشر من قبل إسرائيل أو أذرعها و في سبيل العرض و العد و المثال وليس الحصر سنذكر بعض الأهداف المستهدفة لتدمير الذات الأعلى للمجتمع السوري:

1- اغتيال العالم المفكر الدكتور عزيز أسبر العامل في البحث العلمي.

2- استهداف مراكز البحث العلمي لعدة مرات في اللاذقية وجمرايا ومصياف وغيرها من مراكز البحث العلمي.

3- استهداف الأقطاب والمرجعيات الدينية التي تمثل الاعتدال والاستقرار والتوسط الديني كاغتيال العلامة العالم الأمام محمد سعيد رمضان البوطي.

4- العالم عيسى عبود الذي كان يمتلك 175 براءة اختراع والذي كان يعتبر كأصغر علماء العالم وأكثرهم إدراكا.

5- استهداف الفنانين الوطنيين والذين لهم قاعدة اجتماعية ومعروفين بانتمائهم الوطني مثل ياسين بقوش ومحمد رافع،

6- استهداف القادة المرجعيين للعروبة والقومية والمقاومة كعميد الاسرى العرب في السجون الإسرائيلية سمير القنطار والقائد المقاوم عدنان مغنية والقائد المقاوم قاسم سليماني.

7- اغتيال العقول الأكاديمية والمرجعيات العلمية الطبية مثل ألياس أسحاق عميد كلية الهندسة الزراعية في الحسكة ومدير الأثار والمتاحف في تدمر والدكتور ميلاد مخول دكتور في جامعة البعث واللواء الطبيب المتقاعد عزت الحاج حسن والقائمة تطول بكثير من القامات الكبيرة العلمية والأدبية والمعرفية.

ب-تدمير التقدير والمكانة المجتمعية والعالمية لسورية

وبعد النظر للقامات والأسماء والمراكز المستهدفة ستجد الغرب ومخابراته والموساد الذين بدأوا بتدير الجسد باستهداف العقل المفكر والعارف وعندما يستهدف الدماغ في الجسد سيبدأ الجسد بالتخبط والسير باتجاه الجنون وما أن حققت الاستخبارات خطوتها في تدمير وتهجير العقول حتى بدأت بتدمير المستوى الرابع من الهرم وهو تدمير تقدير الأخرين للوطن وتشويه صورته وذلك بمايلي:

1- المساس في انتماء المواطن للوطن وولائه له وذلك بتدمير مؤسساته السيادية كالجيش و مراكز الامن لزعزعة الأمن و الأمان وخلق بيئة متوترة للمجتمع من الفزع و الرعب و الخوف من القادم و كان ذلك بشراء بعض الذمم و الضمائر لبعض ضعفاء النفوس و أولي الانتماءات المتطرفة و الولاءات الخارجية و ذلك بعدة طرق ومن أهمها:

أ-التهديد وذلك بالوصول لأهالي بعض العناصر وتهديد اهاليهم بالقتل وأن تعملوا أدوات او جواسيس أو أن تنشقوا والا أهلكم تحت مرمى سيوف التطرف.

ب- الوعيد بالمناصب وذلك باكتساب بعض الفشلة والمعدمين الانتماء والصيع لقب أمير أو قائد أو مفتي جبهة أو حتى بالحوريات لسوداوي الأدمغة ومعدميها.

ج-الغمر المالي من حيث التمويل والدعم المالي للمخربين والمتطرفين والموظفين الجواسيس أو المنشقين.

د-الرجعية وذلك بتحريك النعرات القومية والانتمائية للأفراد ورفع الانتماء العشائري والقبلي فوق الانتماء الوطني.

2- تدمير الثقة بالدولة و تم ذلك بالعقوبات و الحصار الاقتصادي حيث أن صغار الكسبة من تجار و مواطنين الذين وضعوا أموالهم و أنفسهم وما امكن لهم من قدرات مالية و اقتصادية مما يملكون تحت تصرف الدولة و بنوكها قام ضعاف النفوس من بعض التجار الذين لادين لهم الا مالهم ولا وطن لهم الا الحقائب الذين قاموا بسحب أموالهم من البنوك و الحصار الاقتصادي الذي تعرضت له البلاد و قانون قيصر الأمريكي أدى لضعف سعر صرف الليرة وعدم استقرار السوق مما أدى لزعزعة الأمن الاقتصادي و سحق الفعاليات الصغيرة و الذي أدى لهجرة الطبقة الشابة و هجرة العقول بحثا عن التأمين الاقتصادي لعوائلهم مما سبب ضعضعة وضعف البنية الاقتصادية و أدى لتدمير و ضعف و جمود الوضع الاقتصادي .

3- تدمير منجزات الدولة وبناها التحتية من جامعات ومطارات وجسور وسرقة وتدمير وتهريب المصانع والآلات الإنتاجية بواسطة المخربين الى دول الجوار.

4- نسف احترام الاخرين للقومية السورية وذلك بسبب التضخيم الإعلامي الاعمى التابع للمخابرات الغربية من العربية والجزيرة ومئات القنوات والابواق الإعلامية التي أوصلت صورة سوداء عن أخلاق وسلوك المجتمع السوري مما أدى لحرب نفسية يتعرض لها السوريين في المغترب.

5- تدمير احترام المواطن السوري للمجتمعات الأخرى حيث أن ما يتعرض له الشعب السوري من قمع و أبتزاز وتنمر في الدول العالمية أدى لنفور نفسي و أبتعاد الشعب السوري عن بقية الشعوب حيث أن الأعلام ركز و أضاء على الفجوات و تصرفات الشذاذ من الشعوب الأخرى مما زاد الشرخ و الهوة بين الشعب السوري و الشعوب الأخرى.

ثالثا: تدمير الحاجات الاجتماعية للشعب السوري : و هو المستوى الثالث من مستويات الحاجات الأجتماعية للمجتمعات و الافراد حيث قصدت وهدفت و سددت المخابرات المعدية وأذنابها من اعلاميين ومرتزقة لتفتيت العلاقات الاجتماعية و تفكيك وحدة المجتمع السوري وذك من خلال مايلي:

1- تدمير الصداقات و العلاقات الأجتماعية : و ذلك من خلال الأضاءة على بعض الحالات الشاذة التي حصلت خلال أعوام الازمة من خلال الحوادث الشاذة لأشخاص شاذين حدثت في الجامعات و الثكنات و المدارس و غيرها من الأماكن حيث أنها تركت و نجم عنها فجوات بين الطلبة و أبناء الموسسات المستهدفة مما الى الى انتاج شروخات ونفور بين افراد الكيان الواحد .

2- تدمير العلاقات الاسرية : و هذا الاستهداف رأينا ظهوره جليا من خلال استهداف الدخل و الحالة الاقتصادية للافراد حيث أن ازدياد نسب الفقر و الحاجة الذي أصاب المواطنين أدى للقطيعة و الإهمال حتى بين افراد الاسرة الواحدة حيث أن الفرد يجد نفسه لا شعوريا بسبب اعباءه اليومية والضغوط النفسية و المادية ووقت العمل الطويل يبتعد عن القيام بواجباته الاسرية بأتجاه اقرب الناس له وقد يصل أحيانا للحلقة الاضيق من الاسرة وقد شاهدنا الكثير من حالات الطلاق سببها الضغوط النفسية و الحاجة والوضع المادي للاسر المعوزة و الفقيرة حاولو أختراق الترابط الاسري من خلال إحلال الفقر حيث أن حاجة الافراد سببت و الغت الكثير من الواجبات كمباركات الأعياد و الولادة و النجاح وغيرها من المناسبات مما سبب الفجوات حتى في نطاق الاسرة الواحدة .

3- تدمير الالفة و الرغبة الجنسية بالارتباط و الزواج : و ذلك من خلال إحلال الفقر بين شباب الوطن و تسيليط الضوء على هوامش على انها أساسية على حساب اساسيات الاستمرارية كاللباس و المباريات و الجوالات و السيارات و غيرها من الثانويات على حساب الديمومة المجمعية وهذا أدى الى ضرب الشرعية الأهم في المجتمع و هم فئة الشباب و أن هذه الظروف و استمرار استنزاف الطبقة الشابة من خلال استمرار الحرب أدى لخوف الشباب من الارتباط وذلك خوفا من الموت او الفقر و خوفا على عائلته من بعده مما أدى لإزالة فكرة الزواج مما أدى لزيادة نسب العاذبين من الجنسين و هذا مع الأيام يسبب فجوة عمرية في المجتمع.

4- ضرب التعايش و السلم الأهلي : و ذلك بتسليط الاعلام المتطرف للتفريق بين الأديان و المذاهب و العشائر وحتى العوائل مستغلين مشاكلا تاريخية او كذبات ملفقة او مشايخ ماجورة كالقرضاوي و العرعور وغيرهم من شذاذ الفكر المتطرف .

5- ضرب الازدهار و الانفتاح المجتمعي : ان الانفتاح المجتمعي مرتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الاقتصادية و الأمنية حيث أن الدمار و الفقر جعلت من المنازل مقامات الزامية لجميع المواطنين مما أدى لتدمير و ضرب السياحة و التجارة غيرها من منابع الازدهار و الانفتاح المجتمعي .

رابعا: ضرب حاجيات الأمان : و هو المستوى الثاني من مستويات الضروريات المجتمعية و قد عمدت الأستخبارات الغربية العملاء لها نسف الأمن و الأمان في المجتمع السوري و قد قاموا بخطوات عديدة لتدمير هذا المستوى و كان ذلك من خلال ما يلي :

1- الأرهاب الفردي المنظم : و ذلك بتشكيل ودعم عصابات الإرهاب الفردي من عصابات خطف و سلب و قطع طرقات و التي تطورت مع الأيام و مع الدعم المادي و اللوجستي لتنجب النصرة و داعش و الجيش الحر و غيرها من شذاذ الاحلام و مارقي التاريخ.

2- ضرب الامن الوظيفي : و ذلك من خلال شراء ذمم بعض الموظفين و القيام بأغرائهم ماديا لتفكيك بنية المجمع الوظيفي .

3- ضرب أمن المواد: و ذلك من خلال الحصار الاقتصادي الخانق على عمليات الاستيراد و التصدير و استهداف مراكز الثقل الاقتصادي و مناجم الامن القومي للمواد الأساسية كمنابع النفط و المناطق الصناعية و الزراعية الكبرى مما أدى لاختناقات و نقص في هذه المواد مما أدى لانقطاعها او شحها او صعوبة تامينها من قبل الدولة او من قبل الافراد .

4- ضرب أمن الممتلكات : و ذلك من خلال التفجيرات الإرهابية و القصف العشوائي و الهجومات البربرية على ممتلكات المدنيين من جهة وعمليات سرقة المعامل و السيارات من جهة أخرى .

خامسا: تدمير الحاجات الفزيولوجية الأساسية للمواطن السوري :وهو المستوى الأول من قاعدة الهرم الذي يلامس معدة وقلب وجلد المواطن هو الفزيوجية العصبية و المكون العضوي للإنسان و قد تم استهداف المواطن السوري بعدة أماكن منها :

1- تدميره صحيا : و ذلك بسبب منع التوريد للدولة السورية للأدوية و المواد الأولية الداخلة في الصناعات الدوائية مما أدى لغلاء أسعار الادوية و فقدانها او حتى عدم قدرة المواطن على شرائها مما يسبب فجوة في العرض و الطلب مما يؤدي لازمة صحية و فاقد دوائي و ازمة صحية .

2- منعه من الماء : و ذلك من خلال استهداف السدود و تدمير المضخات الأساسية و ردم الابار مما يسبب هجرات عشوائية و تغيير ديموغرافي للجغرافية و السكن و يسبب الخسائر الزراعية بشقيها النباتي و الحيواني الذي يسبب نقصا في سلة الامن الغذائي الذي يسبب نقصا في العرض وزيادة في الأسعار مما يسبب عدم القدرة على الشراء .

3- منعه من الطعام : و ذلك بالحصار الاقتصادي و زيادة أسعار المواد المستوردة ومع نقص المواد الأولية الداخلة في الأسمدة و المبيدات أدى لارتفاع أسعار المواد الداخلة في الإنتاج الزراعي مما سبب زيادة أسعار المواد الغذائية .

4- حرمانه من الحب : شخص يحاصر و يحارب بماءه و لقمة عيشه و وجوده ولا مكان فيه للمشاعر سيفقد تدريجيا المشاعر و الاستقرار العاطفي .

5- حرمانه من النوم : أنسان يحارب في كل شيء فمن الطبيعي أن يصيبه التفكير و الهم و ينجم عنهما الارق الذي هو سبب في قلة النوم و الإرهاق وحتى الازمات النفسية و الجسدية و العقلية و القلبية .

6- تدمير توازنه الوجودي : شخص يحارب في كل شيء و لا مكان فيه لأي شيء فانه انسان ميت مع وقف التنفيذ حتى اعلان وفاته بنعوة رسمية .

ختاما : رغم كل ما مر و سيمر من حنظل و مر و أن حاربونا بالخمسة مستويات من الهرم لم ولن ينجحوا في تدميرنا فكما أن للهرم خمسة مستويات فوق الأرض فهناك قواعد بنيت تحت الأرض تحمي القواعد العليا من الهرم بلدالابطال الشهداء و القادة الاوفياء و الأمهات الطاهرات و الجامعات الولادات لم و لن ينكسر هذه الأرض كتب عليها أن تكون ملحا للرجولة و الشرف و الحياة اليوم و البارحة و غدا ان شعبا وفيا يعشق الحياة سيبقى مبتسما يعشق الحياة و ان مات حماك الله سورية بلد الخلود و عرين الأسود

وكما قال القائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله

قوتان لا تقهران قوة الله وقوة الشعب

طوبى للوطن والخلود للشهداء