تجربتي مع اختلال الانيه ونوبات الهلع

السلام عليكم

اريد ان اكتب تلك التجربه لتكون مرجعا لي في حياتي وتكون سببا في تغير اشخاص اصيبوا بنفس مشكلتي وعانوا نفس معاناتي وسببا في الخروج من هذه الازمه .

في اخر ثماني سنوات من عمري اصبت بنوبات الهلع والوسواس القهري والاكتئاب واختلال الانيه الذاتي وفوبيا المجتمع وفوبيا السفر وفوبيا الخروج خارج المنزل ومخاوف كثيره من اشياء غير منطقيه ومنطقية واشياء لا داعي لذكرها .

انعزلت عن العالم بعدما اتتني نوبات الهلع واختلال الانيه لسنتين ونصف لم اري الشمس ولا الليل فقط اعرفهما من الهاتف ولو كان المرض مقتصر علي نوبات الهلع لما انعزلت هكذا .

خلال السنتين والنصف لم افعل شئ مفيد سوي ان الاكتئاب زاد علي والمخاوف ونوبات الهلع واختلال الانيه زادوا بشكل ملحوظ جدا وكأني ساهمت في تغذيتهم ولم احد منهم .

بعد السنتين كان الجيش ينتظرني وبعد ان انهيت دراستي بعد رسوب سنتين وجدت نفسي في شأن اخر ، وقد قدمت ورقي وانتظرت موعدي للتجنيد وكل الامور تسير بخير وللأسف ان مجمع التجنيد كان بعيدا عن منزلي حوالي سفر 8ساعات بالمواصلات .

اضطررت لأن يأتي معي احد اخوتي واستأجرنا سيارة خاصه بدلا من المواصلات وبالفعل ذهبت وقدمت ورقي وانتظرت ثاني يوم لأكشف .

كانت الامور بخير لأن اخي معي وكل شئ علي مايرام ولكن في قرارة نفسي كنت قلقا لأن بعد الجيش يجب ان ابحث عن عمل واتزوج واشياء كثيره وكانت رأسي مزدحمه بالافكار واشياء لي عنها تساؤلات كثيره ماذا وكيف .

بعد ان كشفت اضطر اخي للسفر لمنزلنا بسبب امر طارئ وقال لي انه سيعود وغاب يوما واثنان وثلاثه وانا بمفردي وكنت مطمئن لاني اعلم انه سيأتي مجددا .

الي ان اتصل بي وقال انه لن يأتي الي الا بعد اسبوع او اكثر ، حينما اغلقت المكالمه بدأت المخاوف ومشاكلي تظهر علي السطح بدأت احس بنوبات الهلع تحرق جلد ظهري وبطني ووجهي واختلال الانيه وكأني في حلم او سكران اري بصعوبه امامي ، بدأت عيني تزغلل النظر والمشاكل بالظهور .

كنت قد انتهيت من ورق الجيش واعطوني غير لأئق طبيا وبعد مكالمة اخي كنت وقتها قد انتهيت من استكمال الاوراق وكنت في السكن المؤقت وعندما اكون في السكن فالمشاعر تلك لاتظهر لاني اشعر بالامان .

اذا من هنا استلهمت علاجي لعلاج هذه المشكله اذ ان العلاج هنا يرتكز علي عوامل الامان فعندما اكون في السكن تنتهي الاوجاع من نوبات وغيرها ولكن عندما انزل للشارع تبدأ الاوجاع في سباق علي من سيقهرني اولا ، وهنا تذكرت كلام احد مواقع العلاج السلوكي وهو انه كي تخلص المريض من معاناته مع هذه المشاكل النفسيه يجب ان تعرضه لمصدر مخاوفه وهو علاج يسمي ب التعرض ومنع الاستجابه ، اي انك تعرض نفسك لمصدر الفوبيا او المخاوف وتمنع الاستجابه وهي شعورك بأنك تريد ان تذهب لمنزلك حالا او تتصل بأحد يأتي معك علي سبيل المثال ، فمنع الاستجابه هو ان تتألم ولا تهرب وتنتظر الي ان يختفي الالم ولكن هذا العلاج لايستخدم لأي مرض ، فقط حالات قليله من تستخدمه وليس كل شخص .

قلت في نفسي ان امامي حوالي ٨ ساعات سفر وستكون بالمواصلات وليست سيارة خاصه وسأكون بمفردي في اماكن كثيره وكنت خائفا منذ زمن ان اسافر ويأتيني اختلال الانيه فهو احيانا يجعلني اشعر بشعور كأني فقدت ذاكرتي لحظيا غير انك تشعر انك في حلم وتستغرب الاشياء من حولك .

قلت في نفسي لابد ان اتعرض لهذا النوع من العلاج واتعرض لمصدر مخاوفي ، وقد قررت السفر يوم الاحد واخبرت اهلي ورأيت انزعاجهم فهم يعرفون حالتي جيدا وكانوا خائفين جدا ولكن اخذت قرار وشعرت بتحديا وكأن هذه الاوجاع تحاربني بمعني شعرت انها من تسيطر علي حياتي لستانا من يحكمها .

جاء الاحد وذهبت للمواصلات وركبت الميكروباص واول ما ركبت شعرت بهجمه قويه وغريبه ولم تزورني هذه الحدة من نوباات الهلع يوما لدرجة اني كنت سأفقد الوعي ولكن استعنت بالله وقاومت هذا الشعور بصعوبه شديده وظلت عندي النوبه القاسيه لمدة ساعتين ونصف وانا مستفيق وبعد فتره شعرت بهجمه قوية اخري جدا جدا من اختلال الانيه لدرجة ان الرؤية تشوشت واصبحت اشعر اني لست هنا وكان شعوربا بالفعل مؤلم وقاسي جدا حتي اني كنت اريد ان اصرخ او ابكي من شدة النوبة وجائني شعور بأني ضعيف ولم فعلت في نفسي ذلك وياليتني لم افعل وشعرت بأني اريد ان انزل واعود للسكن واخي يأتي ويإخذني ، فجأه نطت في ذهني فكرة كنت قرأت عنها وهي تسمي عقلية الضحية وغالبا من يمروا بتلك المشاكل النفسيه يمروا بنفس هذه العقليه ، فغيرت تفكيري وقلت سأكون رجلا مسؤلا دعك من هذه الخرافات والضعف انا لست ضعيفا ويجب ان افعل ذلك واسافر وحدي ، ماذا لو مثلا حدث شئ واضطررت ان اسافر وحدي كيف سيكون موقفي وهذا الحديث جعل النوبات تقل شيئا الي ان مرت ربع ساعة وشعرت بهجمه قويه من تلك النوبات وكأنها نار اغريقية كلما تطفئها بالماء تعاود الظهور ، لم استسلم تذكرت احد المقالات التي تتحدث عن اختلال الانيه وكانوت يقولون انها تشنجات تحدث في الدماغ، وانا اسميها امعاء الدماغ اي ان التشنجات تشبه تشنجات المعده او المرئ وهذا مايجعل نوبات اختلال الانيه تحدث ولكن كان هناك مقال نقيض هذه المعلومه وهو ماهو اساس نوبات اختلال الانيه وهو تعريف علمي بعيدا عن الخرافات ، عندما يكون الانسان خائفا او مزعورا او تحدث له صدمه نفسيه قويه ، يشعر العقل ان الشخص في خطر فيقوم بدوره وهو له حكمه سبحان الله حيث يقوم بفصل الانسان عن الواقع حتي لايتعرض للخوف من شئ ولا بالخطر وتركيبة عمل هذا العقل سبحان الله تحمي الانسان من السكتات الدماغيه او امراض الدماغ الاخري .

وهناك اليه اعتمدوها الاطباء كي يعود الانسان الي الواقع مره اخري وهو ان يزول المسبب ، والمسبب هنا هو الخوف او القلق وعندما يزول يشعر العقل ان الانسان بخير فيرجعه للواقع وتنتهي المشكله ، وهنا تذكرت حديث احد الاطباء علي ان تمارين الاسترخاء التفريغي تقضي علي اختلا الانيه تماما ، كنت اتذكر كل ذلك وجسدي يشتعل من الالم والنوبات فبدأت بممارسه تمرين الاسترخاء التنفسي حوالي دقيقيتين مع اغماض العين وعندما انتهيت وجدت ان النوبات تشتعل اكثر فقمت بعمل التمرين مرة اخري خمس دقائق مع اغماض العين وعندما فتحت عيني ، شعرت بأن النوبات اختفت تماما ولكن تبقي القليل ، فقمت بممارسة التمرين عدة مرات الي ان انتهت المشكله تماما ، وهنا قد تعرضت لمصدر المخاوف ومنعت الاستجابه ولم اهرب ، باقي المواصلات كنت اشعر بشعور طفيف جدا من نوبات الهلع واختلال الانيه ، شعور ضعيف جدا بمجرد تجاهلي له ينتهي وعدت بفضل الله للمنزل ورأيت وفهمت ان المخاوف شئ غير حقيقي تماما تماما ، وبرغم تناولي السيبرالكس وهو اقوي دواء في علاج نوبات الهلع واختلال الانيه لم استفد منه مثلما استفدت من هذا العلاج السلوكي ولكني لازلت اتناول العلاج مع طبيبي لم اتركه لازلت في فترة احتاج فيها للدواء كما اخبرني طبيبي ، وهذه قصتي اردت ان ادونها لنفسي اولا ثم لو رأها احد يمر بنفس ظروفي تكون مصدر الهام له ، انا الان اخرج وامشي في اي مكان وعدت لحياتي القديمه التي كانت قبل 8 سنوات ، اصبحت اجتماعيا واذهب هنا وهنا بدون اي خوف او نوبات اختلال انيه او هلع ورسالتي لأي شخص يعاني من هذه النوبات انا لم اشفي منها وهي موجوده لكن ضعيفه وانا من اسيطر عليها ويجب عليك ان تسعي للعلاج وان تعرض نفسك لمصدر مخاوفك واغلب من يعانول مثلي لايخرجون للشارع او يسافرون وحدهم ، يجب ان تمر بهذا الالم حتي تشفي وانا ما فعلته قد يكون خاطئا لان اسلوب التعرض ومنع الاستجابه يجب ان يكون تحت اشراف طبيب مختص وهذه بالفعل حماقه ولكن الحمدلله اتت ثمارها فلذلك اقول لمن يعاني لاتعتزل العالم هذا شئ لن يفيدك بل اسعي علي علاجك مع طبيبك او مع اي احد وتوكل علي الله واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين .