🔴 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وقف التجارب السريرية المتعلقة بدواء هيدروكسي كلولروكين Hydroxychloroquine، وذلك بناءا على دراسة كبيرة شملت حوالي 90 الف حالة إصابة بفايروس كورونا وخلصت إلى أن هذا الدواء ليس له تأثير كبير في علاج هذا المرض، بل بالعكس قد يسبب مشاكل على مستوى القلب لدى المرضى وقد يؤدي إلى الوفاة عند من يعاني من أمراض القلب قبل اصابته بالفيروس،
طبعا هذه دراسة كبيرة وذات مصداقية في المجتمع العلمي ولا خلاف في ذلك، لكن هذا لا يمنع من ملاحظة عدة نقاط حول اعتماد منظمة الصحة العالمية لها دون غيرها وإظهار ان اضرار الدواء اكثر من منافعه؛
ابتداءا ومن خلال تجربتي الشخصية المتواضعة في العمل مع مرضى كوفيد 19 فقد لاحظت التحسن الكبير الذي طرأ على عدد من المرضى الذين دخلوا المستشفى في حالة يرثى لها وخرجوا وهم على أحسن حال خلال عدة أيام، ولم يكن هناك أعراض جانبية ذات شأن لديهم، وذلك بعد خضوعهم للعلاج الذي يشمل هذا الدواء إضافة إلى المضادات الحيوية ومضادات التخثر،
دواء الهيدروكسيكلوروكين من اقدم العلاج المستعملة في عالم الطب، ونتائجه العلاجية تعتبر جيدة في كثير من الأمراض، ونادرا ما يسبب أعراضا جانبية للمريض اذا تم أخذه تحت إشراف طبي، فعلى سبيل المثال نحن في تخصص الأمراض الجلدية نقوم كثيرا بوصف هذا الدواء للمرضى ولمدة طويلة نسبيا تصل إلى أشهر أو سنوات مقارنة مع مدة عشر أيام في علاج كورونا ومن النادر جدا حصول مضاعفات أو آثار جانبية لدى المرضى بسبب هذا الدواء
صحيح أن هنالك بعض الاعراض الجانبية الكارثية للهيدروكسيكلوروكين خصوصا على مستوى العينين وفقدان البصر، بل وقد تؤدي إلى الوفاة لدى بعض مرضى القلب، وهذا معروف منذ زمن طويل وهي نادرة جدا، ولذلك لا يجب اخذ هذا الدواء إلا تحت إشراف طبي وبعد اجراء فحص للدم والقلب وغيره من الفحوصات الدورية لتجنب الاعراض الجانبية،
الدراسة شملت حوالين 80 الف ممن لم يخضعوا للعلاج بهذا الدواء وتحسنوا دون دواء، وحوالي 6 آلاف ممن خضعوا للعلاج وظهرت لدى بعضهم أعراض جانبية أو توفوا، ونحن نعلم ان غالبية المصابين بكورونا يتعافون دون أي علاج سوى نسبة ضئيلة قد تحتاج للعلاج وهؤلاء عادة تكون حالتهم الصحية اصلا غير مستقرة ويعانون من أمراض مزمنة مثل الضغط والسكري فمن الطبيعي أن تزداد لديهم الاعراض الجانبية لمختلف الأدوية وكذلك نسبة الوفيات، ولا يخفى هذا على أصحاب الدراسة بكل تأكيد ولكنها نقطة مفصلية في طبيعة النتائج التي حصلنا عليها ان سلمنا بها،
بروتوكول العلاج الذي تم استعماله منذ بداية الجائحة أظهر بلا شك نتائج جيدة جدا وخاصة في دول العالم الثالث حسب ما شاهدناه واطلعنا عليه، وبالتالي فأظن أن نتائج الدراسة لا تنطبق على هذه الدول على أقل تقدير ان لم نقل غيرها من الدول،
لا يوجد بديل قدمته منظمة الصحة العالمية لهذا الدواء، واكتفت باظهاره بصورة سيئة أمام العالم باتباعها لتلك الدراسة، وبالتالي لا يمكن الاخذ بنتائج هذه الدراسة ووقف هذا الدواء عن المرضى والاكتفاء بانتظار نتائج علاجات جديدة باهظة الثمن،
إضافة إلى كل ذلك فقد تعرضت الدراسة إلى نقد من قبل الداعمين لدواء الهيدروكسيكلوروكين واشهرهم البروفيسور الفرنسي راووت والذي هاجم هذه الدراسة بشكل قوي، وهو الذي أشرف على علاج 4000 حالة بهذا الدواء وكانت نسبة الوفيات لديه ضئيلة جدا حوالي 26 مريض ووفاتهم لم يكن لها علاقة بدواء الهيدروكسيكلوروكين، وسأنشر رده على الدراسة ان شاء الله.
الدكتور أسامة أبو قدوم
التعليقات