بدأتْ تجربتي في النشر الإلكتروني فى منتصف عام 2012 تقريبًا عندما قرأتُ قصة الكاتبة الأمريكية أماندا هوكينج، الفتاة التي حققت أعمالها الإلكترونية مبيعات هائلة تجاوزتْ المليونين من الدولارات!
شعرتُ بالانبهار وقتها، وقلتُ ما المانع أن تكون لدينا تجارب مماثلة في عالمنا العربي، وأن تكون لي تجربتي في النشر الإلكتروني أيضًا، ككاتب يشقّ طريقه.
لم أكن شغوفًا بفكرة النشر الورقي. أعرف أنه غابة كثيفة من المشاكل والعقبات، تتمثل في جشع بعض دور النشر الورقية، وتحقيقها الثراء على أكتاف الكتّاب المبتدئين، والذين يرغبون في رؤية أسمائهم مطبوعة على أغلفة كتبهم.
حلم مشروع، لكن يتم استغلاله بأسوأ طريقة للأسف.
لكن من أجل أن تقنع العالم العربي (وقتها كانت ثقافة الكريديت كارد والباي بال تكاد تكون منعدمة) بالنشر الإلكتروني؛ فهذه عملية ستأخذ الكثير من الوقت والجهد. لهذا قمتُ بعمل هذه المدونة التي تقرأ عليها هذا الموضوع.
نشرتُ روايتين مدفوعتين، ومثلهما مجانيتين، وأتاأهب لنشر رواية جديدة بعنوان" حافة الأبدية".
ويسعدني هنا أن أشارك القارئ العزيز بتجربتي المتواضعة، من باب الشفافية، والتشجيع، حتى لو كانت الأرقام غير مشجعة لكم.
روايتي الأولى: مطلوب عريس غير ممل نُشرت في يناير 2013 أي أكثر من ثلاث سنوات، وباعت 23 نسخة حتى ديسمبر الماضي، بينما النسخ المجانية التي أتيحت للقراء كانت مرضية إلى حد ما.
قد يبدو للبعض أن الرقم محبط. الحقيقة أنى حللتُ الأمر؛ فوجدتُ أن الأسباب قد تعود إلى ضعف التسويق من ناحيتي، وأن الرواية تعد جزءًا في سلسلة، والقارئ يكون متشوقًا لقراءة الجزء التالي بطبيعة الحال ، والمهم ألا يتأخر الكاتب عليه.
حسنًا، لقد وقعتُ في هذا الخطأ للأسف، وهو ما تفاديته في الكتاب الأول من سلسلة حافة الأبدية، حيث يمثل قصة مكتملة ومنتهية.
روايتي الثانية: مخلب القرد الأحمر، والتي صنعت لي انطلاقة حقيقية. الرواية حققت آلاف التحميلات المجانية، وصنعتْ صدي طيبًا.
روايتي الثالثة: قلب نصف معتم، حققت نجاحًا كبيرًا برغم صغر حجمها، وبرغم نهايتها الغريبة؛ فقد تقبلها قراء كثيرون وأحبوها بشكل غير متوقع! الرواية مجانية أيضًا، وتجاوزت تحميلاتها خمسة عشر ألف تحميلة.
روايتي الرابعة: طيف من أهوى صدرت منذ أقل من شهرين، وباعت 6 نسخ على منصة كتبنا، ونسخة على موقع جمرود. وثلاث نسخ على منصة كتبي.
ما هي الملاحظات التي نخرج بها من هنا؟
الموضوع يحتاج للمزيد من الصبر والمثابرة، وأن نهيئ النفوس للنشر الإلكتروني، وأن نتكاتف معًا من أجل حلق بيئة صحية تقوم على التنافس الشريف، والصدق، وكشف أرقام المبيعات للقرّاء والكتّاب الآخرين بكل أمانة.
التعليقات