الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله،،،،،،،،،
في كل مرة أرى نوعًا معينًا من المشاريع، لا يسعني إلا أن أبتسم. ليست سخرية، بل استغراب من بعض طرق التفكير في السوق الحر.
تجد مستقلاً اجتهد وبنى معرض أعماله بعناية، طوّر مهاراته بمرور الوقت، ويقدم خدماته باحترافية والتزام. ينتظر الفرصة المناسبة ليقدم عرضه على مشروع يقدّر جهده ويليق بخبرته. لكن فجأة يظهر مشروع بطلبات من هذا النوع:
"مطلوب عمل بجودة ممتازة
بسعر رمزي
وتسليم فوري
ويُفضل ألا يكون عبر الذكاء الاصطناعي!"
وهنا يكمن التناقض المؤلم.
كيف يمكن لمستقل محترف أن يقدم جودة عالية، يدويًا، بسرعة، وبسعر يكاد يكون معدومًا؟
هل أصبح من المقبول أن نطلب الأفضل دون أن ندفع مقابلًا منصفًا؟
إلى بعض المشترين:
نتفهم أن كل شخص لديه ميزانية، وهذا طبيعي. لكن لا تجعلوا من قلة الميزانية سببًا في بخس الناس أشياءهم. خلف كل خدمة مستقلة ساعات من التعلم، وتجارب عملية، وتكاليف تطوير ذاتي. تذكروا دائمًا:
"الجودة لها ثمن، كما للوقت ثمن، وكما لخبرة المستقل ثمن."
إلى زملائي المستقلين:
في أحيان كثيرة، ما يُشجع على هذا النوع من الطلبات هو قبولنا المتكرر لعروض غير عادلة، بدافع الحاجة. احفظوا قيمة أعمالكم، وضعوا حدودًا لما تقبلونه. السوق لا يحترم من لا يضع لنفسه قيمة واضحة.
ومن الملاحظ أيضًا أن بعض المشترين يتجهون لطرح المشاريع من خلال "الطلبات غير الموجودة"، فقط لتجنب الأسعار الثابتة في الخدمات المصغرة، وفتح باب التفاوض. وهذا سبب من ضمن الأسباب وليس الوحيد.
في النهاية، الهدف من هذا المنشور ليس الهجوم، بل التوعية:
المستقل يحتاج لمن يقدّر جهده
والمشتري يحتاج لمن يؤدي عمله بإخلاص.
وعندما يُحترم الطرفان، ينجح الجميع.
أفضل أن أعرف وجهة نظركم أيضاً
وفقنا الله وإياكم إلى الرزق الحلال والتعامل الراقي
التعليقات