أكتب هذا وأنا أشعر بنوع من السعادة الطفيفة التي تنتابني كلما تذكرت نتيجتي في شهادة التعليم المتوسط والتي كنت أتمناها ولكني حقا لم أكن واثقة بأنني سأحصل عليها .
أنا مجردة فتاة صنفت طوال حياتها ظمن المتفوقين والمتفوقات ، وهذا أمر أفخر به فعلا ...
عندما دخلت المدرسة المتوسطة كنت متحمسة لها فعلا ، وقد حصلت على أعلى معدل فيها وأنا بالسنة الأولى متوسط ، وهنا بدأت أواجه بعض المشاكل فباعتبار أن أمي كانت مدرسة في هذه المتوسطة فإن بعض الناس ضعاف الشخصية والذين لا يؤمنون بنجاحات غيرهم ( وآسفة على هذا الوصف ) كانوا يشيرون إلى أن هذا النجاح راجع وبحد مطلق إلى أن أمي تدرس بنفس المدرسة " أعتقد أن اجميع الأشخاص الذين يمتلكون معارف في أماكن دراستهم تلصق بهم هذه التهم دوما " . المهم هذه ليست الحكاية لأن أولئك الأشخاص أصلا لا يؤخذ بكلامهم .... ولكن في السنة الثانية من المتوسطة لم يعد الأمر يقتصر فقط عليهم بل فجأة توترت العلاقة بين شقيقتي ( وهي توأمي >-< ) وفتاة اخرى ، وجدير بالذكر أننا كنا أصدقا حقا وأننا قد حصلنا على نفس المعدل في شهادة التعليم الابتدائي 9.70/10. وأنا لا أعرف كيف بدأ هذا الأمر على أية حال ولكنه تطور إلى مشادات كلامية حادة بينهما وعندها فقط بدأت تلك الفتاة بذمي أنا ( بالله عليك ما ذنبي (") ) و وصفي بأنني مجرد رقم 0 وأن والدانا يعتقدان أنهما نبيان
(???WHAT ) وأنها تعلم بالفعل أن درجاتي هي نتيجة لعمل أمي هناك ، وأننا نسهر الليالي لنحاول أن نكون افضل منها ولا ننجح ( ما هذا التناقض ) . أتذكر جيد أنه وفي ذاك اليوم مرت بجانبي فابتسمت لها وردتها بكل لطف ....
لحظة أنا لن أقوال أن هذه الفتاة سيئة ولا أريد أن أظلم أحدا ، فوالداها متدينان وهي تلبس الحجاب وتمتلك صوتا رخيما عند قراءتها للقرآن أنا لن أنكر ذلك أبدا ، فجأة سقطت ( لحظة ماذا ؟؟؟ ) لا أقصد سقطت بل نزلت في الترتيب الخاص بالمدرسة وأصبحت هي الأولى في الحقيقة هي تدرس مع أختي وأعترف أن أختي قد صرعت رؤوسنا كل فترة غداء وهي تقص علينا كيف أن هذه الفتاة مزعجة أو شيء من هذا القبيل أعترف أنني لم أحب ما تقوله إطلاقا لأن كلامها كان يبدو كالغيرة لا أكثر وأنا لا أحب أن يتم كره الشخص على إنجازاته ، ولكن بدأ هوس التفوق يجتاح هذه الفتاة أكثر فأكثر أنا الآن سأقوم بسرد كلام سمعته وليس رأيته وقد كان من معظم التلاميذ الذين يدرسون معها وهذا لا يعني أن أيا منه صحيح أو خاطئ ( هي لا تقبل بالدرجات التي تحصل عليها في الاختبارات تستمر في مجادلة الأساتذة حولها ولا تقبل إلا أن تكون الأولى و الأفضل من الجميع ، تستمر بمقاطعة الناس عندما يحين دورهم في الاجابة عن سؤال ما وتعتبر إجابتها الصحيحة وأتذكر حادثة اختبار الفيزياء عندما حصل جميع التلاميذ في فصل أختي على علامات سيئة غيرها فقررت الأستاذة أن تجري اختبارا سريعا اضافيا وذلك لرفع علامات الفصل لكن تلك الفتاة رفضت رفضا قاطعا بدعوى أن هذا سيجعل البعض يصل لنقطتها ) أشعر بالسوء عند كتابة كلام كهذا ولكن فلنستمر ، غيرت أمي المتوسطة في السنة الثالثة لأنها قد ذاقت ذرعا من تصرفات المدير ( إنه شخص متشدد و يحب أن تكون مدرسته الأولى لكن بشرط أن يعرفه الجميع وحده على أساس أنه السبب الأهم لهذا النجاح وأعترف أنه صرعنا خاصة في سنتنا الأخيرة بكلمة مدرستنا الأولىىىىىىىىىىى وخطاباته التي اضطررنا مرارا وتكرارا على سماعها تحت الشمس الحارقة أو قطرات المطر اللاسعة ) وفي الحقيقة لا أحد من الأساتذة ارتضى أن يبقى في هذه المدرسة سنوات طويلة وغادرها الكثيرون ولذلك فقد امتلأت بالأساتذة الجدد في القطاع والذين يعتبرون فئة ملائمة ليفرض عليهم المدير سيطرتهم " أعترف أنه كان يهينهم أمامنا " المهم طوال تلك السنوات كنت الأولى على صفي ولكن رغم ذلك كانت تربطني علاقات طيبة حتى مع مشاغبي الصف ، على العكس بدأت تلك الفتاة في التوحد لا أدري إن كان الجميع بدأ بتجنبها أو هي بدأت بتجنب الجميع ... ولكن ورغم أنني لا أتحدث معها كثيرا أعني ما الداعي للتحدث مع شخص لا يريد هو أساسا التحدث معك ؟ ولكنني كنت أتفاعل معها بطريقة عادية عندما تجمعنا مسابقات بين المدارس فيكون واجبا علينا أن نعمل كفريق واحد . المهم وصلنا لآخر سنة في المتوسطة سنة ال BEM الكبير ههه ليس كبير لهذه الدرجة عندما تجتازه . وكانت أستاذة الرياضيات هي آخر شخص أريده أن يدرسني وهي أيضا زوجة المدير ( لو تعرفون فإن هناك قانون في سلك التعليم بالجزائر يمنع أن يعمل الزوجان كمدير وأستاذ في نفس المؤسسة التعليمية ولكن المدير قام بالتحايل في الأمر وبغض النظر على أنه لم يذكر كونه مديرا فقد قال أن المتوسطة التي كانت تدرس فيها زوجته بعيدة عن مقر سكناها "هي تسكن بمنزل داخل متوسطتنا " والمضحك في الموضوع ان كلا المتوسطتين كانتا شبه ملتصقتين وذلك لأن منطقتنا السكنية مكتظة لذلك يوجد فيها متوسطتان بدل واحدة ) المهم يمكنك أن تعرف معدن هذه الأستاذة رغم أنها تحب التظاهر بالتقوى من وقت لآخر والأسوء أنها تدرس دروسا خصوصية ويمكنك أن تعرف كمية الفساد الذي يحصل عندما يحصل تلاميذ الأستاذة على دروس خصوصية عندها هي نفسها وأعترف أن معظم طلابها قرروا أخذ دوس خصوصية عندا لنفس الأسباب . المهم رغم أن البداية معها كانت حقا سيئة لكنني من الأشخاص الذين يفرضون أنفسهم دون قصد لذلك فقد مر الأمر على سلام ، أنا لن أتحدث عن المواقف التي شعرت بنبرة إهانة لي فيها ومقارنة مع تلك الفتاة لكن في آخر يوم من المدرسة وقد كان مقررا لنا أن نحصل على استدعاءتنا للشهادة جمعنا المدير مرة أخرى في احدى القاعات وبدأ بالقاء خطابه والذي كان باديا على الجميع الإنزعاج منه ثم طلب منا أن ندعو لتلك الفتاة كي تحصل على معدل 19 من 20 في تلك اللحظة التفتت احدى صديقاتي لي وقد أعطتني تلك النظرة لكني فقط أظهرت وجه غير المهتمة لكني فعلا كنت محبطة قليلا لأنني في النهاية إنسان ولم أكن محبطة من أجل نفسي فقط بل من أجل الآخرين الذين كانوا متفوقين هم أيضا ولا ينقصهم شيء للحصول على ذلك المعدل . المهم بدأت فترة الشهادة و لأننا نوضع في صفوف من أشخاص يحملون نفس الحرف الأول من اسمك فقد تعرفت على الكثير من النهادات من متوسطات أخرى ( لم تكن تلك الفتاة معي في نفس مركز الامتحان بل كانت مع أختي ليس في نفس القسم ولكن في نفس المركز وقد سمعت منها أن أم الفتاة كانت تصحبها ويظلان يراجعان الدروس معا حتى قبل الدخول الى الاختبار) انتهينا وحصلنا على العطلة الصيقية أخيرا لكن حقيقة كان الجميع مترقبا لنتيجته في الشهادة فمنهم من كان شاكا في نجاحه ومنهم من كان يريد المعدل لأنه يعلم بنجاحه . جلست على الحاسوب و دخلت الى الموقع ولم يفتح في البداية ولكن عندما وصلت الساعة الرابعة مساء فتح فوضعت بياناتي وظهرت النتيجة .... يا إلاهي ... نعم لقد حصلت على معدل 19.14 و يايييي بالطبع كنت سأفرح وفجأة بدأت العواتف بالرنين أجل إنهم أقاربي يسألون عن النتيجة .. وبعد ذلك اقترح علينا أبي أن نذهب الى المتوسطة لأنه عادة ما يتم تعليق قوائم الناجحين لنرى إن كنت الاولى فأخبرته أنه لا داعي لنكون متحمسين وواثقين لهذه الدرجة .. ورغم ذلك فقد كنت أنا بنفسي متحمسة وعندما وصلنا للمدرسة كان ذلك المدير مختبئا في مكتبه وقد عرفنا لماذا بعد ذلك في الحقيقة أجل كنت أنا الأولى في المدرسة وكانت صديقة لي لا يتحدث عنها الجميع لكنني كنت أعلم أنها مجتهدة قد حصلت على 19.02 وقد سرني هذا كثيرا وقد كنا الوحيدتين اللتان تحصلتا على هذا المعدل على ما أعتقد في الشهادة ، فلم يصل أحد الى 19 بمدرستنا من قبل في شهادة التعليم المتوسط لا حظنا وجود أخ تلك الفتاة وهو يراقب القوائم وفي الحقيقة سمعناه يتحدث معها ويطلب منها أن تصبر على الهاتف و يبدو أنها قد أرسلته لتعرف إن كانت الأولى أو لا . المهم كانت أول مرة شعرت فيها بلذة الانتصار لهذه الدرجة وقد توالت الأشياء بعد ذلك فأمي كانت مصممة على أن تقوم بتنظيم نوع من .. لا أدري كيف يقولونها ولكننا ندعوه بالجزائرية بالفال ، للادارة والأساتذة حتى قبل ظهور النتائج ن إنه يبدو كواجب على أية حال وقد كان ضخما بحق حيث حصل الجميع على حصتهم منه ، المهم كان المدير مضطرا لاعطائي جائزة كانت عبارة عن جهاز لوحي ورغم أنه بدأيطبل كعادته إلا أنه لم يخفي عدم توقعه النتيجة ودعني أخبركم أن هذا قد حصل منذ سنتين مع ابنته ( حيث كان متوقعا أنها ستكون الحاصلة على أعلى معدل لكن في النهاية حصلت عليه فتاة لم تكن مشهورة كثيرا في المؤسسة ) لم تكن الهدية هي الشيئ الوحيد الذي حصلت عليه فبالإضافة الى الثروة التي يجنيها الناجحون في الشهادات المختلفة >-< فإن الكثير من التكريمات تقام من أجل الأوائل في الولاية يحصلون فيها على المال أيضا ، وبما أنني الخامسة على مستوى الولاية فانني سأكون ضمن العشرة متفوقين الذين سيتم ارسالهم لقضاء عطلتهم في تونس لمدة أسبوع وأنا الآن أحضر لها ،
بالرجوع الى تلك الفتاة فان أمها كانت رافضة للنتيجة لدرجة عزمها على أن تقوم بشيء يسمى ضد التصحيح حيث تطالب باعادة تصحيح أوراق ابنتها ، والمشكلة هي أننا حقا لا ندري أين تم تصحيح أوراقنا لأنها لا تصحح في نفس الولاية بل ترسل لمكان آخر لذا عادة لا يوجد مجال للبيروقراطية في التصحيح فلا أسماء ولا ألقاب تكتب بل يتم تشفيرها بأعداد تتكون من 7 أو 8 أرقام وهذا مايجعل المصحح الى جانب أنه من ولاية أخرى فهو لا يعرف اسمك أو من تكون أصلا .
في النهاية إن كنت وصلت الى هذه النقطة من القراءة فشكرا على صبرك ، وعليك دوما أن تعرف : رغم أننا نشعر لمدة طويلة بأننا مظلومون وأننا لن نشعر بالعدل أبدا لكن في النهاية هذا يعتبر ظنا خاطئا وثق بي لم أقرأ هذا الكلام في كتاب للتنمية أو زيادة الايجابية بل أنا عشته حقا .
آسفة على أية أخطاء كتابية أو إملائية فمن الصعب أنت تعيد مراقبة الموضوع عندما يكون طويلا .
التعليقات