إنها تجربة طويله لست مضطر لقراءتها لكنها تستحق !.

-لم أشعر بالإشتياق إلى هذا الحد من قبل ، طيلة الطريق وأنا أتخيل المشهد فقط ؛ حتى أن عقلي لم يستطع التفكير في شيء غير "ي الهي متى سنصل؟". تخيل معي حينما تنوي "الذهاب ل أداء العمرة" وفي الطريق تسب هذا وتلعن ذاك وتأكل من لحم تلك. فجأة يأمر الله السحب بأن تصفي ما بها !! إنه مشهد مرعب حقا . -أتعلم ماذا ؟ تركت كل ما حولي و.. و فقط تحدثت بهذه العباره " اللهم ال100% في القدرات اللهم ال100%في القدرات " فعلي هذا شنيع جدا جدا .فضلت حياتي الدنيا على حياتي الأبدية ياليتني ما فعلت . لكن لا حاجه للندم الآنن فقد حصل ما حصل !! لكن رغم هذا كان شعورا لا يوصف البته تكون على طريق الله وفي لحظه حالكه تمطر السماء عليك * لنأخذها من ناحية أخرى ولنقل أنها مخصصه لنا نحن ربما كان ذلك تذكير من الله لنا بأنه معنا وأننا على درب الصواب * . ولن أنساها ما حييت "كنت بصحبة رفيقتي ريم وكنا جالستين على درج الناقل الجماعي نستمع لقصة مرعبة واسمها ' نادر فودة والحوت الأزرق الجزء الأول ' اذكر أنه كان يصف وجهه أبيه وبأنه يصبح أزرقا وفي لحظتها أضاء "الباص" باللون الأزرق وقتها تمنيت لو تنشق الأرض وتأخذني ي الهي ما هذا !!.

تم الإعلان بأنه قد حان موعد النزول ومعنا ساعة كاملة الى حين اللقاء . -قلتها في نفسي ( حتى عند الميقات توقفنا في طريق مغاير على عكس العاده إنها بداية مشوقة لحياة أفضل بحق ). توضأت وصليت ومن ثم عدنا للناقل الجماعي لكنه كان مغلقا وعندما قمنا بفتحه وجدنا راعيه ينام على الأرض كان وضعه محزنا بعض الشيء ' جعله الله في ميزان حسناته'. من بعدها إلى حين وصولنا لمكة المكرمة وانا نائمه ولكن نومي كان مقلقا فقد كنت أستيقظ فزعة ولا أعلم ما السبب وثم أعود ل أنام مرة أخرى وهكذا .

وصلنا بحمد الله إلى فندق 'قصر العليان' ويسعدني القول أنها الرحلة الأولى التي لم أشعر أنني قضيت وقت طويل فيها. وضعنا حاجياتنا وتوجهنا إلى الحرم المكي والحمد لله .. وفي أثناء سيري في ساحة المسجد وعقلي مشغول فقط " كيف ستكون رؤية بيت الله بعد عامين من الانقطاع ؟" دخلنا إلى المسجد ويسعدني القول ان في لحظتها جاءتني فكرة غريبة بعض الشيء وهي عدم النظر إلى بيت الله إلا عندما نقترب أكثر منه ونصل إلى الصحن ؛ كنت أشعر كما لو أني في عالم أخر غير الواقع ؛ أتحاشى النظر وقد اعتبرته تحديا جديا وقتها فقط انظر إلى طريق سيرنا ولا شيء غير ذلك ؛ إلى أن وجهة نظري أخيرا إليها .. إنها.. إنها راقيه بالمعنى الحرفي تقف بثبات في مكانها .. شامخه في موضعها

وقتها دارت محادثات كثير في عقلي من بينها . ( سبحانك ي إلهي من جمعت كل هؤلاء من حول العالم وقصدهم عبادتك وحدك لا شريك لك ).

وبدأت بالدعاء وكل ما نظرت من حولي ورأيت جميع المسلمين قلت * اللهم تقبل منا جمعيا *. من الرائع جدا أن تجتمع مع المسلمين من حول العالم وبأشكال وألوان وجنسيات مختلفه وقصدكم واحد وهو عبادة الواحد الأحد. هذا ليس بالشيء الرائع بقدر ما هو فخر لنا .

بعد انتهائنا قلت *اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم *

وألتقطت بعضا من الصور وعدنا بحمد لله الى محل الإقامه .. تحللنا وخلدنا إلى النوم بعد شعور بالإرهاق والتعب.

إستيقظت وكأنني ناجية من حرب قاسية ؛كنت أنا العدو البغيض والجميع من حولي في أيديهم سوط وكل منهم أخذ نصيبه من جسدي.

ذهبنا إلى الحرم المكي مرة أخرى ولكن هذه المرة ليس ل أداء العمرة وإنما ل أداء صلاتي المغرب والعشاء . فكما تعلم الصلاه في الحرم المكي تعدل 100 ألف صلاة .

" الله أكبر الله أكبر..." يا الله صوت عذب ينادي المسلمين هيا للصلاه هيا للصلاة.

لبيك ي الله !

في أثناء صلاتنا هبت ريح بارده لم أشعر بها بقدر م شعرت بداخلي بأنها جاءت وكأن الله يخبرنا * ياعبادي قبلت عمراتكم ودعواتكم فأستقيموا على الصراط*.

سبحانك ربي ما أعظمك ! إحساس عال من الراحة وطمأنينة القلب .

وأصبحت أبتسم تلقائيا لأي شيء كان بعدها بمدة كان أخي الصغير يبتسم ويلعب مع رجل من شرق أسيا تقريبا وقتها سألني (Do you speak English? ? ).

وقد أجبته بنعم وقد عرفني على نفسه وأنه من منطقة ما في الهند * لقد كان لطيفا بحق*.

أكرمني الله وذهبت في الساعات الاخيرة من الليل الى التنعيم وأحرمت بنية أداء العمرة عن فاطمة أحمد ابنة عمتي المتوفاه. ذهبنا الى الحرم وبدأنا بالطواف كنت بصحبة أختي وأبي بالعامية* الله لا يوريكم ايش صار لي! ؛ ضاع برستيجي ك بنت والله!*.

اقتربنا بشده من الكعبة الشريفه وهناك كان التزاحم يبلغ اقصاه ؛ وقتها من استطاع التنفس فهو الفائز ؛ حالتي كانت مزرية بشكل!! جسدي كان يتقدم ويسحب رأسي من خلفه وان نجح الأمر نأخذ 5 ثواني حتا أسحب غطاء رأسي أستطيع وصف المواقف بأني كنت كالوسادة أحتضنتي أخت مسلمه تبدو في ال30 من عمرها لدرجه تؤلم . وبعض المسلمين من يضرب ومن يقول فتوة ومن يدعي ومن يبكي كان منظرا مرعبا .

وقبل غروب الشمس توجهنا للمسجد وجلست مع امي واخواتي واخي في الطابق الأول منه . طبعا التقطت بعض الصور وعدت ادراجي وقبل اذان العشاء بدقائق تحدثت إلى فتاه يبدو أنها من باكستان ! لن أذكر المحادثه لكن ما أريد قوله هو " شعور فخم عندما تتحدث إلى المسلمين من حول العالم باللغة الإنجليزية مع أنني أفضل العربية لكنهم لا يفهمونها جيدا " .. لحظات ونصل إلى مدينة رسول الله صلى الله علليه وسلم * اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم*

تأخرنا قليلا وانقسمت جماعة الناقل الجماعي على فندقين . ذهبت لأداء صلاة العشاء وعدت . لا تعلم م الذي حدث ؛ أنقلب الأجواء رأسا على عقب وشعر كل إخوتي بالمرض ! لا لا ليس شعور بالمرض ولكن حقيقه أصابهم المرض جميعا حتا أخي الصغير .

اخذه أبي وأمي إلى المشفى وكنت انا مع إخوتي ننتظر عودتهم في الفندق وفجأه هاتف أمي يدق  (صوت أبي : فين ماما؟ هي مأخدتش الجوال معاها؟) وأغلق وبعدها بلحظات رن الهاتف مرة أخرى وأجابت أختي ومن ثم قالت لي بسرعه تجهزي واذهبي عند باب السلام حمامات رقم (٣) ولكن انا من العجله سمعتها باب السلام مواقف رقم (٩). وأنا أسير في الطريق بالعامية (ضاع برستيجي ك بنوته والله للمرة التانية . مرحبا 2019 عامله شغلك ). أسير بسرعة رهيبه لا لا لا ! ليست سرعه هذا ركض أكرمكم الله وكأنني أسير ابتعادا عن قنبلة ستنفجر ولا يعلم أحد غيري!!

وصلت بحمد الله بعد صراخ أبي المتواضع في الهاتف! وأخذت أخي منه وقال لي أن أذهب انا به للطبيب وأخبره عن حاله واذا سألني عن أمي لأخبره بأنها مريضه !! كل هذا وانا لا أعلم أين أمي أساسا شعور بالتوتر والقلق !!

لحظه : عندما أخذت أخي منه وكأنك وضعت جمرة ملتهبة على يدي !! يا إلهي !!! حرارته مرتفعة جدا!!

لحظات ووجدت أمي ! ماذا يحدث ؟ أشعر بالتوهان ! أمي هنا إذا لماذا أنا هنا ؟؟ ذهبا للطبيبة وكانت لطيفه حرفيا وقالت لنا اذهبوا لتقيسوا حرارة الطفل ونبضاته ! ذهبنا وتبين أنه 39c° !!!!! و98 نبضه !

وقالت أن لديه إلتهاب في الصدر !! يعمرررييي ..

عدت مسرعة وراء أبي ودموعي تكاد تسقط ولكني تماسكت وطيلة الطريق * اللهم إحميه* .

وحمد لله هدأت حرارته الأن.

اليوم الثاني أخذنا جولة في المول الذي لم أعلم م اسمه. وهناك رأينا عجائب !!

كل أصحاب المحلات يريدونا منا الشراء من بضاعتهم!!

منهم رجل عربي تقريبا أخذني وكان يريد أمساكي من يدي حتى ولكنه تذكر أنه مسلم وان هذا حرام في ديننا أراني قطعة قطعه في دكانه وقالي لي اشتري ماشئت وما عليك من السعر فأنت زبونة خاصه وفي كل كلمه قالها كان يقول يا دكتورة !! (يسمع منك لباب السماء).

وأخر أخذ يرينا العطور والمسك عنده وكان يمزح معنا ويبدو عليه أنه شاب في نهاية العشرينات تقريبا .

ويقول (إحنا منا نتحمل برد المدينة ) قالت امي (برد المدينة ولا شي بالنسبة لبرد تبوك )

وأخر اخذ يرقص أمامنا ويرينا مزايا الميكروفون الخاص عنده .

وانتهت رحلتنا .

في طريق عودتنا ( آيبون تائبون عابدون لربنا حافظون).. لا أعلم ما هذا لكن بدأت بالغناء بصوت خافت كان هذا ملائما مع منظر الجبال والسماء..  كان منظرها خرافيا جدا جدا والتقطت لها بعض الصور الإحترافيه!!.

وصلنا بحمد الله الساعه 11 ليلا وكان الجو باردا بعض الشيء حتى إن أخي الصغير كان يرتدي ثيابا أضخم منه وكأنه ذاهب إلى القطب الجنوبي!!

عدت مع أبي وأختي سيرا على الأقدام إلى المنزل ليحضر أبي السيارة ويذهب ليأخذ البقية!!

في أثناء سيري بين المنازل كان إحساس بالرضاء عن كل شيء منظر المنازل مصطفه وهادئه وسكون الطريق ليلا والريح الباردة كان يحز في داخلي شيئا ما وكان رائعا جدا ..

إستمتع باللحظات مهما كانت بسيطه فلربما غيرت فيك شيئا وأنت لا تدري

أستطيع القول كانت مغامرة رائعه لختام سنة 2018 .

                                           الأرنوب الأزرق.