اهلا بكم اعزائي واتمني ان تكونوا في دوام الصحة
لدي سؤال مهم للمهتمين بالعمل الحر خاصتا الذين في مراحل دراسية مختلفة.
-كيف تستطيعون التوفيق بين العمل الحر وبين الدراسة بمعني كيف يمكن ان يقسم الانسان وقته بحيث يؤدي كل منهما علي اكمل وجه؟
أهلًا،
ربما سأفيدك قليلًا من تجربتي الخاصة، أنا طالبٌ جامعي صباحًا، وموظفٌ مساء، وعاملٌ حُرٌ ليلًا إلى الساعة الواحدة، أعمل ما يقارب في اليوم 16 ساعة، سأخبرك بتجربتي وبماذا قررت فعله.
لي تقريبًا 9 أشهر على هذا الحال، أدرسُ في منطقةٍ بعيدةٍ عن عائلتي وأسرتي، وأسكنُ في السكن الجامعي، لذلك فإن يومي بأكمله هو ملكٌ لي، وأظن أن هذا ساعدني كثيرًا.
بدايةً، قسّمتُ جدولي اليومي طوال أيام العمل(من الأحد إلى الخميس) كالآتي:
من الساعة الثامنة صباحًا، إلى الثانية عشرة ظهرًا أكون في الجامعة، أنهي محاضراتي.
أصلُ مكتب الشركة على وقتِ الغداء، فأرتاح قليلًا، ثم أشرع العمل من الساعة الواحدة إلى السادسة - الخامسة عصرًا.
من بعد السادسة والنصف، يتوجّب علي الخروج من الشركة(ألزم نفسي بهذا حتى لا أفقد عقلي ووقتي)، وأذهب من بعدها إلى المكتبة الجامعية وأرتاح تقريبًا لنصف ساعة، ثم أجلسُ أقرأ أو أعمل فيها في أعمالي الخاصة من السابعة إلى التاسعة ليلًا (موعد إغلاق المكتبة العامة).
أخرج من المكتبة، وأتجه إلى مطعم الطلاب الخاص بالجامعة(من أجمل الأمور في السكن الجامعي أنه قريب من كل الأماكن الحيوية في الجامعة، مكتبة، مطعم..الخ، فغالبًا أستغل هذا لأقضي وقتي في المشي)، أتناول وجبة العشاء ثم أعود إلى غرفتي الصغيرة.
تقريبًا أعود على العاشرة ليلًا، أكمل العمل على ما يستهويني حينها، أو ما أريد تعلّمه، وغالبًا أراجع المواد في تخصصي الحالي، إلى الواحدة تقريبًا.
بعدها أفتح اليوتيوب، وأشاهد بعض الفيدوهات المسلية(لابد من جرعة تفاهة في يومك p; ، حتى تعي ما الذي يحصل في هذا العالم لتكون ذكيًا حينما يحدثُ حدثُ ما ولا تبدو بمظهر الأبله)، إلى أن أجد نفسي نائمًا دون شعور(أكره النوم من تلقاء نفسي، لابد أن أنام من شدّة التعب أو دون إحساس حتى أكون راضيًا xD).
هذا بالنسبة لأيام الأسبوع، أما نهاية الأسبوع، أغلق كل شيء يربطني بالعمل، سواء كان عملًا حرًا، أم عملي في الشركة، وأركّز على العلوم التي أحبها وأتعلّم فيها ما أستطيع، وما أريد وما أحب من العلوم، القاعدة: لا شيء يمتّ بصلة للمال.
بفضلِ نظامي هذا، تحسّنت أحوالي كثيرًا من ناحية الرضى النفسي عن الذات، حيث أن كل لحظة من يومي هي شيء أصنع به مستقبلي وأرضي به شغفي، ولا يضيع هباءً، لكنه من ناحية الضغط النفسي أيام الأسبوع، مهلك، لكن نهايته سعيدة جدًا.. تُشعرك بمدى ما صنعت، وأن كل لحظة من عمرك لم تضع هباءً.
أتمنى لو تكون تجربتي هذه مفيدة لك..
في النهاية:
يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب بعضك أن يذهب كلك
التعليقات