أتدري يا ايها القارئ عندما تكون حياتك مرهونة بشيئ واحد
او ان مصيرك او كيف ستجري امورك تحدد بامتحان وطني موحد و به سيحدد مصيرك
هذا ما يحدث في بلدي . . .
امتحان عامة ما يدعونه بالمصيري او "الباكالوريا" .حضي بمكانة اجتماعية كبيرة لدى الشعبو اصبح من اهم المعايير الخاصة بتصنيف الناس الى مراتب
و للاسف كنت انا من المترشحين لهذا الامتحان الذي سيحدد مصيري
انا طالب عادي لكن طموحي و افكاري غيرتني ... و ليس مجهوداتي
كان الجميع في العام الدراسي منهمك في الدراسة و حل الكثير من المواضيع و الحفظ ...الخ بينما كنت انا اشاهد المسلسلات و الافلام و ادرس لكن ليس بنفس وتيرتهم ... كنت احس بضيق في صدري او غيرة لانهم يدرسون اغلب الوقت و لكنني كنت اخصص وقتا محددا فقط و ان تجاوزت هذا الوقت اذهب للخلود الى النوم
اقترب وقت الامتحان و اصبح الكل خاشعا مضاعفا وقته في الدراسة بينما كنت اسير على نفس الوتيرة
لكنني بقولي هذا لا تتخيلو انني كنت عاكفا عن الدراسة بلا كنت ادرس لكن ليس بنفس طريقتهم و وتيرتهم و هذا كان يجعلي اخاف ان اصبح كالنعجة التي خرجت عن القطبع و اصطادها الذئب لكنني وثقت بنفسي بطريقة ما و واصلت ما بداته
اجتزت الامتحان . . . كان سهلا
و اتت مرحلة انتظار النتائج ... قبل دقائق معدودة من الاعلان عن النتائج بدأت نبضات قلبي تتسارع و الادرينالين يرتفع في الدم و اذا بالنتائج تخرج
لقد نجحت باجتياز الامتحان لكن . . . كان المعدل مرتفعا و جيد جدا
ظننت في البداية ان الامتحان كان سهلا و لهذا حصلت على هذا المعدل و ان الجميع قد تحصل على معدلات عالية و لكن المفاجئة كانت ان نسبة النجاح قد انخفضت و زملائي في القسم معدلاتهم ضعيفة
لكنني اؤمن بنفسي و لطالما اعتقدت انني مميز جدا لاني " لم اعمل بجد بل عملت بذكاء "
مرت ايام معدودة و اتى يوم استلام كشف النقاط و الشهادة . . . لكن مدير مدرستي لم يعطني الشهادة و قال لي " لن تستلم الشهدة اليوم . عليك الحضور غدا في حفل لتكريم النوابغ و المتفوقين لتكرم و تستلم شهادتك "
مهلا . . . هل انا نابغة ؟
حسنا . ذهبت يوم غد الى المؤسسة لحضور الحفل و الاهم هو اخذ شهادتي ... دخلت للقاعة و جلست في كرسي خشبي انتظر فبدأ المتفوقون بالدخول و اذا بي ارى اشخاصا سهروا الليالي و استيقظوا باكرا من اجل الدراسة ... بينما لم افعل هذا . كان هؤلاء الاشخاص يدرسون ما يعادل ما ادرس ثلاثة اضعاف لكنني معهم الان .هل هذه هي الحياة عندما تمزح معك ؟
انتهى الحفل و لكنني لم اتوقف عن تحليل تصرفات و شخصيات هؤلاء الطلبة و انتهيت بقولي
انهم لم يكونو متميزين لقد كانو مجدين في دراستهم فقط
-لم يمتلك اي احد منهم مهارات اجتماعية
-لم يمتلك احد منهم شخصية قيادية
-لم يمتلك احد منهم ابداعا او افكارا ثورية
-لم يمتلك احد منهم هدفا غير تقليدي
لقد كانوا كأشخاص من الممكن ان اوظفهم في شركتي المستقبلية كموظفين مجتهدين برواتب تناسبهم
كوني جالس معهم لا يجعلني مثلهم بالطبع . لم ارد حتى ان اكون مثلهم كما يريد الاغلبية فانا متميز بنفسي ووصلت لما وصلوا له بجهد اقل
كوني طالب متوسط جعلني لا اخصص كل وقتي للدراسة و بهذا تعلمت الكثير من المهارات عكسهم (البرمجة - السياسة- علم النفس-قيادة المشاريع- التدريس - الحوار و الاقناع) بالاضافة لهذا استمتعت بوقتي
و بهذا استطعت الالتحاق بكلية الطب الان + ساواصل تعلمي للبرمجة لتحقيق اهدافي ان شاء الله
خاتمة الموضوع انه و بكل بساطة عليك التميز بنفسك و عدم الخوف لاختيار طريق اخر
فليس للنجاح طريق واحد .
التعليقات