يمر البشر أمام ناظريّ كالأطياف لا أرى إلا ظلالهم

لا أحد منهم استطاع أن يصل إلى قوقعتي وكوخي وساحلي، لكن المشكلة أنه عندما يحاول احدهم فعل ذلك أقوم بالخوف منه ودفعه داخل نهري الوهمي حيث كل المعلومات غير حقيقية وغير صريحة ولا صادقة!!

لا أعرف لماذا افعل هذا ولكن لا احب ان أغرق،

عائلتي لا وجود لها حرفيا في حياتي حيث انني مستقل من سنوات الطفولة وعندما اشاهدهم ابتسم فقط واذهب كل ذلك يحدث مرة في السنة

أما أصدقائي فهم كلهم عابرون ولا أدري لماذا

ربما لانني دائم التنقل طوال الوقت

ولكن هناك شخص واحد يستطيع أن يفهمني واحادثه مرتين في السنة ولم يستطع اي شخص في العالم القريب مني ان يصل الى ما وصل إليه معي ولكن مع ذلك اشعر بالاغتراب والبعد

لدي ثلاثة جيران اعرف كل شئ عنهم لكن لا استطيع الحديث معهم ولا الثقة فيهم ولا اراهم إلا مرة كل شهر فأنا طوال الوقت في الخارج

أما على صعيد الانترنت فقد بدأت بتكوين بدايتي قبل سبع أو ثمانِ سنوات واخترعت قرابة 16 هوية كلها لا تمثلني إلا لأجزاء متفرقة مني ومن اهتماماتي وأغلبها اختفي منها تماما بعد أن كنت قد صعدت قدما وكونت لنفسي تلك الجماهيرية وكأن أحدا لم يكن هناك يوماً !!

لا أعرف كيف ولماذا اختفي ولكن هذا ليس خيارا بيدي والمشكلة ان كومة الصداقات التي كونتها تبدأ بالتساؤل عني ولكني أبدوا كغارق في الوحل عاجز عن الكلام، لماذا؟!!!!

عندما أحاول الاقتراب من الغرباء للمرة الأولى فإنني بلا شك لن ارغب برؤيتهم بعد ثاني مرة بل أكره الوقوف بجانبهم بشدة هذا إن لم أحاول عمدا تخريب الصلة بيننا وكسرها و رميها في عرض المحيط

عندما أشاهد الأقارب فإنني أشعر بكمية الغباء والإهانة لتواجدي معهم لذلك رغم أني معروف على محيط واسع منهم لكنني لا اعرف اسم اي احد منهم ولا اريد ان اعرف ولا اطيق التواصل معهم، انهم لا يستحقون مني اي شيء

قبل 4 سنوات تقريباً قال لي أحد الأشباح أنني وحيد في الصحراء وانصدمت فأنا واثق أنني لست وحيد فأنا اعرف الكثير من الأشياء عن الكثيرين وعن الاوهام حتى!!

ولكنني وقعت في فخه وصدقته وتبين أني فاشل في التعامل مع نفسي لكن لا أحد من الشخصيات العابرة استطاع فهم الكارثة ولم يكن هناك من احد فكل أولئك أنا حتى اولئك الأغبياء الذين يطيرون في سلم الذكريات والذاكرة وشخوص المانجا المريضة

عندما تعرضت للصدمة الأولى لم تتوقف الصدمات واستمرت على مدى الشهور الشتوية البليدة تطاردني لعنة المعرفة ولعنة الانتكاسة والشرود

لم انتحر يوماً ولكني كنت ميتا قبل كل شيء لذلك لم استطع تقبل فكرة الانتحار فهو مجرد سخافة عبيطة لأشخاص بسطاء

تسألني كيف استطعت الاستمرار بالحياة؟

لا عليك فالحياة لا تستلزم منك ان تكون كالبشر لتعيش او تموت وإنما كن كالذئاب أو الزومبي فهي تستيقظ يوميا من النوم ليلا لتصطاد ولكن من تصطاد غير ظلها المشؤوم؟

ربما هناك احد يهتم بي بل يجب أن يكون هناك من يظن انه يعرفني ولكن تلك كذبة ككل الكذبات اللعينة ولكن لماذا أهجر مسامعي وأختفي من أمامي؟

كيف استطعت أن أكره و أحب نفسي بشدة بنفس الوقت ؟

أخبرني عمن أكون، ولم يجب أن أكون أي شخص ولماذا هناك لا أحد حتى أنا وإن حقا بالحقيقة الغارقة أنا لست أنا!!