لأنه من الصعب أن تقوم بكل الأشياء دفعة واحدة فكان لزاماً علينا أن نحدد أولوياتنا أي ماهو الشيء المهم و ما هو الأهم بالنسبة لنا .

سابقا كانت أولى أولوياتي هي الدراسة (الشهادة أولا ) , في حينها كنت أقترب من سن الزواج لكن لم أشأ أن أدخل هذا العالم قبل أن أؤمن على مستقبلي لأني على قناعة بأن كل شيء في الحياة يمكن تأجيله إلا الشهادة فهي السلاح التي تستطيع أن تدافع به عن نفسك عندما تُسَد الأبواب ويتخلى عنك الجميع فمهما كان الأشخاص الذين هم حولك الآن لا تدري إلى أين تأخذك الدنيا وإياهم لهذا لا أحد مسؤول عن مستقبلك سواك , في ذلك الوقت كان سقف الطموح عاليا والأحلام تنسج بخيوط من حرير .

اقترب نهاية المشوار وأصبحت أولى الأولويات الآن هي العمل و البحث عن وظيفة مناسبة تليق بما بذلته من جهد سابقا و لأنه في قرارة نفسي لم أقضي كل هذا العمر بين الأوراق والكتب لأكون ربة بيت كل حياتها بين جدرانه فأصبح هذا أول الشروط لمن يدق الباب , من وافق ينتقل إلى خطوة المقابلة ومن لم يوافق يعود من حيث أتى لأنه ليس لدي الوقت لتضييعه على موضوع أعتبره فاشلا من قبل أن يبدأ ..

ولأن هذه سنة الحياة والقدر الذي لا يمكننا مواجهته كثيرا جاء من يلبي النداء بما اشترطته , وبدت الحياة في هذه المرحلة مختلفة كثيراً لكن تبقى الأولويات هي ذاتها قائمة إلى أن استقبل سكون الجدران ضيفا لطيفا (للدقة لم يكن ضيفا بل مقيم جديد) وهنا فقط تغير جدول الأولويات والاهتمامات وأشياء كثيرة وأصبح سقف الطموح بين ارتفاع وهبوط لأن كل مشاريعك يدخل فيها بجرأة لا تستطيع رفضها .

حتى الكتب التي تُقرأ أصبحت عن الأطفال وتربيتهم وكل ما يخصهم , أصبح كل الوقت وجل التفكير مسخر لهذا المخلوق الصغير وله فقط أما الدراسة والعمل و التطوير الذاتي وكل هذه الأشياء أصبحت تحتل مراتب أقل لأن أولى أولوياتك الآن هو هذا الملاك الصغير .

قبل أن تفكر في أي شيء ضعه على رأس القائمة وأدخله في جدول الأعمال ومن ثم اذهب إلى حيث شئت .