يا عم .. ياعم!

عذراً بكم هذا الكتاب

نظر لي بستغراب وقال

بص عليه من الخلف يبني مكتوب اهو!

وكنت قد نظرتُ ولكنه سؤال لتأكيد استعجابي

كتاب يتحدث عن بني أمية اورقه المادية أغلى من ثمنه فضلا عن ان أوراقه المعنوية أغلى بكثير من ثمنه فلماذا يباع بهذا السعر البخس امر عجيب !

أجبت على نفسي بأنه حتما هذا البائع يأس من بيع هذا الكتاب فقرر ان يرخص ثمنه

وفعلا اشتريت هذا الكنز بسعره وخرجت من هذا المعرض القابع في احدى صالات معرض الكتاب في القاهرة

واذا بي أُصْدَمُ على الرصيف بعدت لافتات وقعت عيني على اثنان منها تقول

_ اي كتاب ب٢جنيه

_ اي كتاب ب٥ جنيه

حينها أيقنت اننا امام اجابتين أخريين لذلك السؤال

الأولى ان الورثة لم يقدروا جيدا قيمة هذه الكتب التي ورثوها عن متوفاهم عندما باعوها ووجدوا بائعا شاركهم جهلهم في ذلك

الثانية ان جوع الطعام تغلب على جوع الفكر عند القارئ فقرر ان يبع من طعام عقله ليشبع بطنه

وانا لست هنا ضد بيع الكتب بأسعارها هذه

لا بل انا سعيد ان غذاء الفكر والمشاعر سيصل لكل طبقات المجتمع.

ولكني بصدد إيضاح فكرة مفادها ان كنز الكتب الحقيقي يكمن في معانيها لا في قيمتها المادية او اوراقها الجميلة.

فقد تصنع من المعاني

ملايين الجنيهات

تبني مدنا

تبني شخصية الإنسان

تحي إنسانية ماتت في الوجدان

تحي المشاعر والفكر في الكيان

ترسم بالخيال عالما متعدد الألوان

وتقتلع أشواك الجهل

وتفتّح أزهار العلم في كل مكان

فحينما ننظر للمعنى من هذا المنطلق سنصل للإعجاب مع الإستعجاب عندما نجد كتبه هكذا كالذهب على أرصفة الطرقات! .

قال تعالى :

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ( ١) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ( ٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ( ٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ( ٥) ﴾ (العلق)