الإنسان يولَد بطبيعتهِ ويحتاج الى الغذاء ليمدَ جسدهُ بالطاقةِ وتبقى خلاياهُ على قيد الحياة ويستمر بالنمو, ولكن هنالك أيضاً الجانب الروحي الذي يحتاج الى الغذاء ذلك هو الآخر كما يحتاج الجسد الى الغذاء, ولكن الفرق إن لكل ٍ غذاءهُ الخاص ! فالجسد عندما لانقوم بتغذيته ستذبل خلاياهُ ويصبحُ الجسم هزيلاً ضعيفاً ويصبح الأنسانُ غير قادر على إنجاز ابسط مهامهُ, ولكن عندما نتسائل أن في الجسد خلايا فما الذي سيذبل في الروح وماهو غذاءها اصلاً ! , الغذاء مختلف ولكنه يبقى غذاءَ والذبول مختلف ولكنه يبقى ذبولاً ومن كان يعتقدُ إن الجانبَ الجسديُ والروحيُ منفصلان فهو واهمٌ, فبذبول إحداهما يبدأ الآخر بالتداعي شيئاً فشيئاً فالجسد مادة يحتاج الى غذاء مادي كالأطعمة والأشربة المادية المُختلفة أما الروح فهي ليست مادية ولانعلم عن ماهيتها ولكن نعلم عن غذاءها وُنسميه الغذاء الروحي نسبةً الى اسمها والغذاء الروحي يحتاج إليه كُل آدمي بغض النظر عن دينه فتجدُ في كل الأديان يُمارسون جانبا روحياً معين ولكن الأسلام برأيي يملكُ اعظمُ جانباً روحياً متكاملاً حرفياً من كل جوانبهِ, فعند الأطلاع على الأغذية الروحية في الديانات الأخرى تجدها ناقصة ولاتمد الروح بالغذاء الكافي تماماً كغذاء الجسد, فليست كُل أغذية الجسد تعطي نفسَ الفوائد بل وربما بعضها يُعد غذاءً ضاراً كذلك الأمر ينطبق على الأغذيةِ الروحيةِ المختلفة فهنالك من الأغذية الروحية التي تنعكس سلباً على الروح وتقودها للظلام, فالأسلام يقدم لنا غذاءً روحياً عظيماً متكاملاً لايحتوي على ضرر ومهما اكلت منه لاتشبع بل تزدادَ قوةً ونورا, والأجمل أنه غذاءٌ لاينفذ أما عندما يغيبُ هذا الغذاء, فتداعي الروح يتمثلُ بغرقها في بحرٍ لُجيٍ مُظلم من فوقَهُ غنى جسدي لانفعَ منهُ وهذهِ التي تقود الجانب الجسدي الى الهاوية فتجد من أغنى الأغنياء الذين لايكاد ينقصهم في حياتهم شيءٍ من صحة وتوافر أسباب النعيم, ولكنكَ تتفاجئ بسماع خبر انتحارهم ولاعجب!, فهم اغنياء من جانب واحد الا وهو الجانب الجسدي اما الجانب الروحي فنسوا تغذيته حتى غاص في قاع ذلك البحر, فبات الجسد لايطيق هذا الكم الهائل من الظلام في داخله مما يدفعه إلى الأنتحار فهذه هي سنة الحياة .

سامر جمال .