كلما تدخل إلى مصعد تمر في تجربة نفسية طبيعية، فلو كنت مثلاً صاعداً للطابق 25 وهناك من هو صاعد للطابق 5، فسوف تشعر بداخلك أنه أكثر حظاً منك، وأن رحلته أسهل من رحلتك، لكن كل شيء يتغير حالما تصل، وتنظر من نافذتك المطلة من أعلى البرج، في حين أن صاحب الرحلة السهلة يعيش تجربته التقليدية بالنظر من طابق عادي.

هذه المسألة تماماً تحدث مع رحلة الإنسان للنجاح، فتماماً كما يبدأ المصعد مزدحماً، يبدأ الساعون لأهدافهم بعدد كبير .. لكن كلما صعدنا طابقاً يقل عدد الموجودين "أصحاب الرحلة الأسهل"، ويبقى بالنهاية قلائل "أصحاب الرحلة الأصعب والأهداف الأكبر".

ومثلما ينعم صاحب الطابق 25 بمنظر أجمل، فإن صاحب الصبر والتحمل في رحلته الأصعب ينعم بالنهاية بنجاح أكبر وتحقيق أهداف أفضل، فهكذا هي رحلة النجاح، تبدأ باعتقاد صاحبها أنه يمر بالطريق الأصعب من غيره، لكن ما إن يهزم هذا الحاجز الذهني، ويتوقف عن مقارنة سهولة حياة وقلة الوقت المبذول من الأخرين وقصر وقت انتظارهم للوصول إلى هدفهم .. حتى يمضي ويصبر إلى النهاية .