ما الذي يحرّكك ويعطيك الاندفاع على الصعيد المهني: قلبك، عقلك، حدسك أم حظك؟
طوني تجان هو رائد أعمال متسلسل تحوّل إلى صاحب صندوق رأسمال مخاطر، قام بإعداد اختبار وقدّمه لأكثر من 25 ألف صاحب مشروع حول العالم، للمساعدة في العثور على مجموعات من الصفات التي يمكن أن تشرح ما هي محركات النجاح لدى رائد الأعمال.
وخرج تجان بأربعة نماذج لقادة الأعمال. ولكن يجب التأكيد على عدم وجود وصفة سحرية هنا، ولا نموذج واحد أكثر نجاحا من النماذج الأخرى، بل المطلوب هو أن يكون لديك أساس لإحدى هذه المحركات الأربعة المهيمنة.
الأشخاص الذين يتبعون قلبهم
60% من رواد الأعمال مندفعون بالشغف ما يعني أن لديهم:
ـ شغف بالهدف، أي أنهم شغوفون بما يفعلون
ـ مندهشون (Agape) باليونانية وهو مفهوم يوناني للحب الذي يقوم على التضحية والقيام بأمر يستحق أن نضحّي من أجله
ـ اختلاف بسيط يميّز رائد الأعمال الجيد عن ذلك اللامع
هؤلاء الرواد يقدمّون منتجات مختلفة بطريقة قد لا تستطيعون رؤيتها بل الشعور بها.
الأشخاص الذين يتبعون ذكاؤهم
هذا النوع من الرواد ناجح لأنه يفهم كيف يعمل العالم. ولكن لا تقع في الخطأ، فـ تجان لا يتحدث عن بلوغ المرتبة الأولى في الصف، بل عن القدرة على استخلاص دروس من تجارب قديمة ومشاهدات وآراء آخرين قبل اتخاذ قرارات أساسية.
الأشخاص الذين يتبعون حدسهم
يُعرفون أيضاً بالمنفّذين، وهم يبادرون بحدسهم (يبدأون من الصفر ويوظفون ويقيلون إلخ..) ويتحمّلون ويتطورون (ويستمرون بعد تجربة نجاح أو فشل). وهؤلاء الأشخاص مرجّح أن يصبحوا رواد أعمال متسلسلين، وفي الواقع واحد من أصل ثلاثة رواد أعمال متسلسلين في دراسة تجان تحرّكهم غريزتهم الحدسية بشكل أساسي. و30% منهم فشلوا ومن ثم وقفوا على أقدامهم بشكل أكثر ثباتاً.
الأشخاص المحظوظون
لا يقرع الحظّ باب أي كان، بل باب الأشخاص الذين يتمتعون بسلوك محظوظ. هؤلاء الرواد متواضعون وفي الوقت نفسه لديهم فضول فكري ومتفائلون. وهم يفكرون لماذا قد ينجح شيء ما أو قد يفشل.
يقول تجان إن معرفتك لأي فئة تنتمي ستساعدك على فهم نقاط قوتك وعلى تحسين مهاراتك الريادية. وبإمكانك الوصول إلى مستوى من الوعي الذاتي من خلال الخضوع لهذا النوع من الاختبار ولكن أيضاً من خلال كتابة ما تقول إنك ستفعله (والتأكّد من أن بإمكانك فعله) ومن خلال الاستماع إلى نظرائك ومرشديك الذين سيخبروك بالأمور التي لا تريد أن تسمعها، ومن خلال التوقف والتفكير بما الذي يحرّكك ووضع مبادئك ومعاييرك للتميّز.
يمكنك أن تجري اختبار تجان للجهوزية على الإنترنت كي تعرف أي رائد أعمال أنت. كن مستعداً لأي مفاجأة. فقد تبيّن لي أني لست شخصاً يحركه قلبه كما اعتقدت، بل حظه. وهذا ما شغل بالي بما يكفي ليدفعني إلى شراء كتاب "القلب والذكاء والحدس والحظ" (Heart, Smarts, Guts and Luck) لكي أتعلّم أكثر عن كيفية النجاح مهنياً.
التعليقات