لطالما ارتبطت ريادة الأعمال بالصعود من الصفر، لكن ماذا لو كانت القصة عن وريث لعائلة ثرية، قرر أن يغير مسارها بالكامل؟

هذه قصة حقيقية – أو على الأقل محتملة – عن عائلة الحوت، ذات الأصول السورية واللبنانية، التي انتشرت بين الشام وأوروبا منذ منتصف القرن الماضي. الجد ترك وطنه في الخمسينيات متجهًا إلى النمسا، حيث أسس لنفسه اسمًا في تجارة العقارات. وبمرور الوقت، غير العائلة اسمها إلى "حسن" وواصلت بناء إرثها المالي في أوروبا.

لكن في العقود الأخيرة، لم يعد العالم كما كان. ومع الثورة التكنولوجية والتحول الرقمي، برز حفيد وحيد من هذا الفرع الأوروبي، وكان مختلفًا عن الجميع. لم يكن مهتمًا بالعقارات أو التجارة التقليدية، بل غاص في عالم التكنولوجيا، والهندسة العكسية، والعملات الرقمية.

ريادة من نوع مختلف

هذا الحفيد لم يبدأ من الصفر، لكنه أعاد بناء "هوية اقتصادية" جديدة للعائلة. استثمر جزءًا كبيرًا من ثروة العائلة في الأصول الرقمية والعملات المشفّرة، وقاد مشاريع تقنية متعددة في الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وأنظمة البلوكشين.

من خلال هذه الاستثمارات، تحوّل من وريث إلى رائد أعمال رقمي يمتلك شبكة استثمارات واسعة، غير مرتبطة بأي نظام بنكي تقليدي، وغير خاضعة للرقابة المركزية.

العائلة القديمة VS الجيل الريادي الجديد

رغم أن فروع العائلة الأخرى استمرت في أعمال قانونية أو تجارية تقليدية، إلا أن الحفيد اختار طريقًا رياديًا بالكامل. رفض فكرة الاكتفاء بـ"الحفاظ على الثروة"، وركّز على "إعادة تدويرها" لتخدم مستقبله الرقمي. قد تكون هناك شبهات أو إرث رمادي يحيط بالعائلة، لكن الأكيد أن هذا الجيل الجديد قرر الابتكار بدل الاستنساخ.

ما الذي نتعلمه من هذه القصة؟

  • ريادة الأعمال لا تعني دائمًا البدء من الصفر، بل أحيانًا تبدأ من إعادة تعريف الإرث.
  • في عصر العملات المشفرة والاستثمار الرقمي، أصبحت "اللاملموسية" ميزة، لا عيبًا.
  • رواد الأعمال الرقميون يمكنهم أن يعيدوا رسم مستقبل عائلات بأكملها، إذا امتلكوا الجرأة والرؤية.
  • الانفصال عن الماضي لا يعني نكران الأصل، بل أحيانًا يعني تحررًا ضروريًا لبناء شيء جديد.

هل تؤمن أن الريادة يمكن أن تكون وراثية، أم أنها دائمًا نتاج التحديات؟

هل الثروة تُفسد الريادة أم تُسرّع نضجها؟

شاركني رأيك.