كثير منا يتساءل...هل كل الناس تقضي وقتها كما أقضيه ؟؟ من يعمل أكثر؟ هل كل الناس تنام بنفس المقدار؟
كيف يقضي الناس وقتهم في مختلف أنحاء العالم؟
بالنسبة لحاجات الإنسان الأساسية، تتشابه الطريقة التي يقضي بها الأشخاص أوقاتهم عبر البلدان
فنحن جميعًا كبشر ننام ونعمل ونأكل ونستمتع بأوقات فراغنا، ولكن بالنسبة للكيفية التي نستمتع بها في أوقات الفراغ هناك بعض الاختلافات المميزة
الوقت هو المورد المحدود النهائي لكل إنسان، كل منا لديه نفس "ميزانية الوقت" بالضبط: 24 ساعة في اليوم، 365 يومًا في السنة - 8760 ساعة كل عام في حياتنا .
في المخطط المرفق، ووفقا لاستبيانات عديدة من بلدان مختلفة، قارن مجموعة من الباحثين من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الفترات التي يقضيها البشر في الأنشطة المختلفة، وبالطبع أول ما نراه عند النظر لهذا المخطط هو أوجه التشابه.
يحاول معظم الناس تقسيم أيامهم إلى "عمل، راحة ومتعة"
فالأنشطة الرئيسية كالعمل المأجور، والنوم، والطعام، والأعمال المنزلية، وأوقات الراحة، كلها معًا تستغرق 80-90٪ من 1440 دقيقة المتاحة لنا جميعًا كل يوم.
لكن إذا نظرنا عن كثب، سنرى بعض الاختلافات المهمة
فأقل عدد ساعات من النوم نجده لدى الكوريين الجنوبيين - بمتوسط 7 ساعات و51 دقيقة من النوم كل يوم، أما في الهند والولايات المتحدة نجد النقيض حيث ينام الناس بالمتوسط ساعة أكثر.
أما العمل والذي يعتبر من أهم الأنشطة للإنسان، نرى اختلافات كبيرة، حيث يقضي الناس في الصين والمكسيك في أعمالهم، في المتوسط ، ما يقرب من ضعف الوقت الذي يقضيه الأشخاص في إيطاليا وفرنسا.
الاختلافات في التركيبة السكانية ، التعليم و الرخاء الاقتصادي كلها عوامل تساهم في هذه التفاوتات في العمل واستخدام الوقت.
ولكن بعض الاختلافات لم تحظ بتفسير كاف بناء على الاختلافات الاقتصادية أو الديموغرافية، في المملكة المتحدة على سبيل المثال، يقضي الناس وقتًا أطول في العمل مما يقضيه من هم في فرنسا، رغم أنهم يقضون قدرًا مماثلاً من الوقت في الأنشطة الترفيهية.
قد تلعب الاختلافات الثقافية دورًا محتملا، حيث يقضي الفرنسيون وقتًا أطول في الأكل من البريطانيين – أما الدولة التي يقضي فيها الناس أقل وقت في الأكل والشرب فهي الولايات المتحدة الأمريكية (63 دقيقة).
وعند محاولة دراسة الفرق بين الجنسين، نرى أن متوسط وقت الفراغ للرجال أعلى منه بالنسبة للنساء في جميع البلدان، وإن كان بنسب متفاوتة قد تصل للضعف في البرتغال مثلا.
والسبب غالبا أن المرأة لديها الكثير من المسؤوليات غير مدفوعة الأجر، وبالتالي وقت فراغ أقل.
ما أهمية كل هذه الدراسات حول الاختلافات في استخدام الوقت؟
كل منا لديه نفس "ميزانية الوقت" ولكن لا يمكننا جميعًا اختيار قضاء الوقت في الأنشطة التي تمنحنا المتعة
الاختلافات والفروقات بيننا من ناحية الحرية التي نملكها في تخصيص وقتنا للأشياء التي نتمتع بها هي السبب الرئيسي وراء أهمية بيانات استخدام الوقت لدراسة الظروف المعيشية.
كما يمكن للاقتصاديين من خلالها تصنيف الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الناس إلى ترفيهية وغير ترفيهية، فكل ما هو ممتع بنسبة أقل من العمل يعد نشاطا غير ترفيهي، والعكس بالعكس،
والأهم من ذلك، فإن دراسة كيفية استهلاك الوقت يمكن أن تعطي مؤشرا عن مستوى الرفاهية والظروف المعيشية والفرص الاقتصادية، ففي البلدان لتي يمتلك سكانها فرصا أقل لقضاء وقت الفراغ، غالبا ما تكون مستويات السعادة والرضا عن الحياةعندهم أقل.
طالما وصلت لنهاية المقالة أتمنى أن تكون قد وجدت الفائدة التي ترجوها
شاركنا بالتعليقات حول تجربتك , مخاوفك , تحديات التي تواجهه وكيف تمكنت من التغلب عليها
المراجع :
التعليقات