ربما يعلم معظمنا بالمقولة الشهيرة “يد واحدة لا تصفق” والتي يُمكن تطبيقها في عالم ريادة الأعمال، فإذا كنت عاجزًا عن بدء مشروعك الناشئ وحدك فأنت بالتاكيد بحاجة إلى شريك مضمون وموثوق فيه ليتقاسم معك المسؤوليات في إنشاء وإدارة المشروع، ولكن لا بد من وجود رؤية مشتركة أو متقاربة لكي لا يحدث صدام في المستقبل، فبلا شك أن اختيار هذ الشريك ليس بالأمر السهل فهذا يعنى أنك لن تصبح وحدك صاحب القرار، وهو ما قد ينعكس بالإيجاب أو السلب على المشروع الصغير الناشئ، وهنا قد يتساءل البعض من أصحاب المشاريع والأفكار الريادية: كيف تكون الشراكة في المشاريع الناشئة؟

قبل التعمق في المعايير والطرق الآمنة لاختيار الشريك في المشاريع الناشئة يتعين علينا توضيح مفهوم الشراكة، والتي تُعرف بأنها عبارة عن اتفاقية أو مجموعة ترتيبات قائمة على التعاون والتقارب فيما بين الشركاء والتي تهدف إلى تطوير مصالحهم المشتركة وإنجاز المهام التي تتعلق بالمشروع الناشئ؛ وذلك من خلال توفير وتكثيف الجهود، فضلًا عن الإمكانات الضرورية والمتطلبات الأساسية التي تُبنى عليها الشراكة سواء كانت المشاركة في رأس المال أو التكنولوجيا أو مشاركة تقنية أو إعلامية، فالشراكة الفعالة من الممكن أن تحقق نتائج رائعة للمشروع الناشئ، والتي قد تكون اختراق منطقة جغرافية جديدة، أو شريحة جديدة بالسوق، وفتح قنوات توزيع إضافية، وتسريع من تطوير المنتج، وتخفيض التكاليف.

كيف تكون الشراكة في المشاريع الناشئة؟

إذا كنت تمتلك فكرة مشروع ناشئ وتبحث عن شريك للعمل معك، فكُن حريصًا على أن يكون الاختيار بناءً على خبراته وأعماله السابقة؛ لذلك يتعين عليك التمهل في اختيارك ولا توافق على أي عرض من أي شريك محتمل بدون التأكد أنه الأصلح لمشروعك، كما ينبغي أيضًا أن يكون الشريكان مكملين لبعضهما البعض؛ بحيث يستطيع أحدكما إنجاز ما لا يستطيع الآخر إنجازه ويتم تقسيم العمل عليكما، فإن توليت أنت الأمور المالية يتولى هو الأمور التسويقية وهكذا بالنسبة لباقي الجوانب، ولا بد من التأكد أن كلا الشريكين سوف يستطيع تغطية كل جوانب المشروع بلا استثناء حتى لا يحدث خلل لاحقًا.

ما هي أنواع الشراكة في المشاريع الناشئة؟

  • الشراكة بالمال

في هذا النوع يُساهم الشريك في المشروع الناشئ بالمال فقط، وهو ما يُعرف بالممول أو المستثمر وربما لا يتدخل في أي عمل من الأعمال الإدارية.

  • الشراكة بالجهد

يُساهم الشريك في المشروع الناشئ بالجهد فقط، وقد يُعرف هنا بالموظف أو الأجير؛ حيث يبذل المزيد من الجهود التي تُساعد في إنجاز المهام التي تتعلق بالمشروع الناشئ.

  • لشراكة بالخبرة

يلعب الشريك بالخبرة دورًا كبيرًا في نجاح المشروع الناشئ، لأنه يُساهم بالخبرة؛ حيث يقوم أحد الأشخاص بتمويل المشروع بالمال اللازم، ويقوم الشخص الآخر بوضع كل خبرته وجهوده في إنجاح المشروع.

  • الشراكة بالعلاقات

تُكمن الشراكة بالعلاقات في الشخص الذي يتمتع بالكثير من العلاقات والمعارف، سواء كانت على المستوى الاقتصادي أو القانوني، فكلاهما يُساعد المشروع في تحقيق المزيد من النجاحات.

مميزات الشراكة في المشاريع الناشئة

  • المساعدة في صنع القرار

بمجرد اختيار شريكك في مشروعك الناشئ لن تكون وحدك صانع القرار، فبوجود الشريك تتعدد الآراء ومناقشة الاقتراحات حتى الوصول الى أفضل حل أو اتخاذ القرار المناسب للمشروع.

  • توفير رأس المال المطلوب

في ظل وجود الشريك بالمشروع الناشئ أصبحت التكلفة أقل بالنسبة للطرفين؛ حيث يمول كلا الشريكين المشروع في بدايته، كما تُسهل أيضًا إمكانية الاقتراض من البنوك، فبدلًا من الحصول على قرض واحد سيصبح متاحًا لكل شريك قرض خاص به يسهم به في تمويل المشروع.

  • توفير الحلول

بلا شك أنه عندما يفكر أكثر من شخص للبحث عن حلول لمشكلة واحدة ستتعدد الحلول، ويتم اختيار الحل الأنسب للمشكلة التي قد تواجه سير العمل في المشروع الناشئ.

  • تقاسم المسؤولية

لا تقتصر الشراكة في المشاريع الناشئة على المال أو القرار فقط، بل يتشاركان أيضًا في جميع الجوانب التي تتعلق بالمشروع، سواء الأرباح أو الخسارة أو القرارات المصيرية التي تحدد مستقبل المشروع.

المصادر