ركضت نحو التل، فوجدت الحياة قابعة تشير بأصبعها نحوي، تسخر من خطواتي حتى بعد أن تعلمت المشي ، فجلست بجانبها، أشعلت سيجارة، وبدأت ألمح أيامها تندثر مع كل رشفة.

توسلت قائلة: اعفُ عني يا سيدي.

فقلت: أين هي الأيادي التي كانت تُربّت على ظهري عندما كنتُ قطعة لحمٍ ناعمة؟

أين هي أحاجي أبي قبل النوم؟

أين هي ملابس أخي العريضة؟

أين هي سكاكر العجوز جارتنا؟

أين هي رسائل القلوب الحمراء التي كانت تحوي كلمة "أحبك"؟

أين هي الدعوات التي كنتُ أنتظر أن تُستجاب؟

أين هي الفتاة التي وعدتني بأن لا يفرق بيننا سوى الموت؟

أين الطفولة؟

أين أنا؟

أين النوم؟

كل شيء خادع ومؤقت..