دائمًا ما أخبر زملائي في الدفعة أن كلية الطب عبارة عن سجن، بمجرد أن قُبلتَ فيها، فقد حكم عليك بالسَّجن، حيث أنك ستكون حارسًا لتلك المراجع الضخمة، والمقررات الكبيرة، تعكف على دراستها ليل نهار؛ هذا إن كنتَ تريد أن تتفوق، حيث أنه لا مكان لأي أنشطة مفيدة أخرى فضلًا عن الترفيه في حياة طالب الطب، يجب أن تختار بين التفوق الدراسي وبين حياتك المعتدلة ولا يمكن اختيارهما معًا.
حسنًا تغيرت تلك النظرة الآن، لمعرفتي بأحد زملائي الذي يعد من أوائل الدفعة، وهو كذلك لاعب كرة قدم ماهر؛ ولكن لم تتغير تلك النظرة بالنسبة للمجال الطبي عمومًا، حيث أني إذا أصبحتُ طبيبًا كبيرًا كما أطمح، فلن أملك وقتي، سأكون منشغلًا بالعمليات التي تستمر لست ساعات، وعندما أرجع إلى المنزل لكي أرتاح وآخذ قسطًا من النوم، يتم إيقاظي الساعة الساعة الثالثة صباحًا لأقوم بعملية مستعجلة لأني الطبيب الوحيد في المستشفى الذي يمكنه عملها.
من يتابع مواضيعي هنا في I/O يعلم أني أرغب بدخول عالم البرمجة، حتى إذا احترفت فيها، فلن أجد وقتًا للعمل على المشاريع المختلفة: الشخصية، وتلك التي أكسب منها؛ وزاد الأمر سوءًا عند قراءتي لهذا الموضوع
السبب-الذي-يجعل-المبرمجين-يعشقون-القهوة ، حقًا؟! ألا تكفيني تلك القواميس العملاقة التي لديّ والتي يسمونها مراجع طبية، كم لترًا من القهوة سأحتاج لأصبح ما أريد أن أصبو إليه، طبيبٌ ينقذ الحياة مع احتفاظه بحياته الشخصية ويمكنه ممارسة اهتماماته الأخرى.
فكرتُ في حلول، منها أن أدخل مجال الأبحاث، حيث أنه أقرب مجال يمكن أن يحقق أهدافي التي دخلتُ كلية الطب لأجلها، بالإضافة إلى أن الضغط فيه ليس بتلك الشدة بالنسبة للتخصصات الأخرى ، لكن هل ترون هذا الحل مناسبًا؟ أم أني على خطأ، ومهما كان التخصص يمكنني عيش حياتي الشخصية بدون هذا الضغط الذي أتصوره؟
هذا موضوع مفتوح للنقاش، شاركوني آراءكم وخبراتكم في هذا الأمر.
التعليقات