أول يوم لك في الجامعة ، و من المعروف أن النظرات بين الطلاب في هذا اليوم قد تكون مريبة بعض الشيء ، فلا أحد يعرفك و لا أنت تعرف أحد ، و تبدأ أنت في تحليل كل من وقعت عيناك عليه ، فهذا الولد يبدو كسولاً ، و هذا ذكياً ، و هذا متكبر ، و ذاك متنمر ، و الٱخرى منطوية ، و تلك اجتماعية.
لا ٱريد أن افاجأك و لكن إن لم تكن درست علم نفس و تخضرمت فيه ، فإن 80% من تلك الإحتمالات التي وضعها عقلك هي خاطئة! لأنك للإسف حكمت على الكتاب من غلافه.
عن أي كتاب تتحدث يا محمود! نتحدث عن اشخاص و أنت تتحدث عن غلاف كتاب؟
عزيزي ، هل لك أن تهدأ؟ أنا و أنت كتاب والحقيقة ان لنا غلاف أيضا! فكيف ذلك إذاً؟
هناك جملة إنجليزية تقول"Don't judge a book by it's cover" ، فإذا ترجمناها ترجمة حرفية سيصبح معناها: "لا تحكم على الكتاب من غلافه" ، و لكن إذا رجعنا الى مضمونها اللغوي و المراد فهي تعني: "لا تحكم على الشيء من ظاهره".
حقيقةً ، قد أخذت بعض الوقت لٱقنع نفسي بإن هذه الجملة صحيحة ، فهي تشتمل الكثير من التناقضات.
فمثلا نحن كُتَّاب المحتوى ، و أتحدث عن نفسي بصفتي كاتب محتوى ، لدينا قاعدة نسير عليها في أغلب مشروعات الكتابة التي نعمل عليها و هي: "المحتوى هو الملك" ، فقد تكون صاحب شركة ، و قد تقدم خدمات افضل من بعض الشركات المنافسة لك ، و لكن يكون العيب على المحتوى و التصميم مثلاً ، فهناك شركة قد تكون اسعارها اغلى منك و تقدم نفس الجودة و لكنها تهتم مثلا بتصميم صور المنشورات الخاصة بها على مواقع التواصل الإجتماعي ، بينما أنت ليس لديك امكانية لتصميم صورة بتفس الجودة التي تصممها الشركة الٱخرى ، فيختار العميل تلك الشركة لمجرد ارتياح عينه لتصميم الصفحة الإجتماعية و تناسق الألوان التي من شأنها التأثير على نفسيته. رغم أنه من الممكن ان لا يقرأ من الأساس محتوى صفحتك الاجتماعية ، و لكنه قد يقرأ محتوى صفحة الشركة الٱخرى.
فهذا العميل يقال عنه أنه قد حكم على الكتاب من غلافه ، و هذا خاطئ و لكنها ما زالت قاعدتين متناقضتين نحاول أن نجمع بينهم "لا تحكم على الكتاب من غلافه" ، "المحتوى هو الملك".
بعيدا عن هذا الأمر ، فاليوم لدينا كبسولة انجليزية لغوية جديدة ، تُقال عند حكم شخص على شيء من ظاهره.
التعليقات