العربية، لغة تتلاشى و نحن السبب :
في يومنا هذا، أصبحنا نسمع عن اللغة المكسّرة، إذا صحّ هذا التعبيـر، لغة الفايسبوك و الماسنجر، لغة الياهو و الأسك، حيث تمزج نقاوة و رقي اللغة العربية، مع لغات أخرى، كالإنجلزية و الفرنسية، فضلاً عن بعض الرموز المعقّدة و الأعداد !
و لقد صدرت مجموعة محاولات للحد من هذه الظواهر - بالمغرب - السنة الماضية، عبر مجموعة حملات و ندوات بالمدارس و الجامعات، لكن لم يتم التوصّل لأية نتيجة، و أنا متأكد أن العرب لن يغيروآ عاداتهم هذه إلا بأنفسهم، مصداقتاً لقوله تعالى :
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ - [الرعد :11]
و الآن، صار بإمكاننا أن نقول : أن اللغة العربية، لم تحد فقط على الحواسيب، بل صارت جزءً لا يجزء من حياتنا اليومية، بالمدرسة و السوق و الدّكان و الجمعية ...
و ترجع أسباب إعتماد هذه اللغة لدى العديد من الأشخاص -بتجربتي الشخصية - إلى :
الجهل برقي اللغة العربية، جماليتها، بساطتها، و كذا بتميّزها !
النشأة في مجتمع لا يدعّم لغته الأم، إذ هي اللغة العربية الأصيلة الخالية من الأرقام و الحروف الّلاتينية.
أغلب الحواسيب من صناعة أجنبية : يابانية، إنجليزية، فرنسية ....
المدارس الخصوصية، و هذا ما صرنا نلاحظه و نراه بكثرة يومنا هذا، إذ و هو التعامل باللغات الأجنبية، فقط، بين التلميذ و المدرّس بمدارس لا تنتمي للحكومات.
هذا طبعاً ما يعود التلميذ على تدوالها و تلاشي اللغة العربية.
- الإبتعاد عن القراءة، و تهميش الكتب، و الإعتماد على الأنترنيت و الذي طبعاً جل برامجه أجنبية، إلا القليل منها !
و هناك العديد من الأسباب، كنت بنفسي عرضة لها، إلا أنه بفضل مبادراتي و جهوذي، إستطعت أن أتقن اللغة العربية بعد أن أضفت اللغة العربية لحاسوبي الفرنسي.
و قد عارضني العديد من الأشخاص، و السبب هو تعلم اللغات الأجنبية ! مع أنني لم أنصحهم بتركها، و إنما بفرزها عن العربية ...
فالعربية لها ميزاتها ، و كذا لبقية اللغات خصائصها !!
و أنا أكتب هذا الموضوع، عادت بي الذاكرة إلى 5 سنين مضت، حين كنت أكلم أبي بالهاتف و يردّ علي بالعربية تتخللها اللغة الفرنسية :
- لا أظن ذلك، le car سينطلق après quelques minutes، أليس كذلك ؟
-نعم، لكن أظن أن هناك عطل ما !
-une panne ? لكن الموعد مهم، يجب أن تذهب en train ....
و اليوم، و أنا بعمر الـ14 سنة، لا زالت من حين لآخر أرتكب أخطاءً فادحة في النطق العربي، إلا أنني اقرأ الكتب بكثرة قصد معالجتها !!
و نصائحي لمن يريد التخلي عن اللغات المكسّرة، و إعتماد العربية :
شراء لوحة مفاتيح تدعّم اللغة العربية.
إضافة اللغة العربية للحواسيب.
على الأهل، تنظيم مسابقات لأبنائهم حتى يشجعوهم على تداول العربية، مثلاً، من سيكتب أفضل قصة قصيرة عربية في البيت هو الذي سيحصل على جائزة مالية معيّنة، أو من سيقرأ رواية كاملة خلال شهرين، سيكافئ بجائزة قيّمة !!
المدارس و المؤسسات، يرجى منهم إعتماد اللغة الرسمية للعرب، و هي العربية، و الخالية من بقية اللغات ... و ذلك قصد التعويد و التمرين !
من المؤكد أننا كلّنا - أقصد المراهقين - نستعمل الفايسبوك و التويتر و الساكيب، لكن قليلون من يغرّدون و يكتبون بالعربية، فعلى الأهل معاقبة الأبناء الذين يكسّرون لغتهم، او يعتمدون لهجات خاصة !!
محاولة التخلي عن اللهجات، الدراجة المغربية، اللهجة العربية المصرية، اليمنية، السعودية ... بل غلينا توحيد اللغة، العربية الفصحى الفصيـحة !!
نماذج من الفايسبوك :
lool : و هي تعريب لجملة Laughing Out Loud ومعناها الحرفي : الضحك بصوت عال جدآ، و تستعمل للتعبير عن الإبتسام أو الرضى أو الضحك !
tc : إختصار لـ take care، أي إنتبه لنفسك جيدآ !
talaba minii abi an adhaba liso9 alyom, ana mach4ol katiran ! w lan al3aba ma3akom : طلب مني أبي أن أذهب للسوق اليوم، أنا مشغول كثيراً، لن ألعب معكم !
2 : همزة و 3 : عين و 9 : قاف و 6 : طاء و 4 : ثاء و 7 : حاء ....
ما هذه إلا اراء من طرف شخص لا يدري و لا يعلم شيء غير ما علّمه الله تعالى !!
اللعربية كنز قيّم، و ثرات نفيس، فلنحافظ عليها ... يد في يد بناء مجمتع عربي متكامل.
هذه هي مواقفي إتجاه هذه الظاهرة، فماذا عنكم أنتم ؟ و ما رأيكم بمبادراتي ؟ و ما تقييمكم لمستواي اللغوي ؟ و آسف عن كل خطأ لغوي أو إملائي إرتكبته !
عبد الكريم السكوري - المغرب - 14 سنة .
التعليقات