"اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"، هذا ما تعلمناه وتربينا عليه. في الوقت الحالي وخاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح مجرد الاختلاف في الرأي قد يفسد كل سنوات المودة (إلا من رحم ربي).

للأسف تنقصنا ثقافة الاختلاف، كيف تختلف مع غيرك، وتنقصنا ثقافة تقبل الاختلاف، كيف تتقبل غيرك المختلف معك.

يزعجني ما أجده ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم كله، في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي؛ ما أن تفتح موضوعًا للنقاش حتى تبدأ الخلافات والاتهامات.

علينا أن ندرك، أن اختلافي مع رأيك، لا يعني كرهي لك أو اختلافي مع شخصك. فالنقد هو نقد للفكرة وليس لصاحبها، ولا يقلل هذا من احترام وتقبل أحد أطراف الحوار للآخر.

قد نكون صديقين ولكل منا رأيه. ليس معنى أننا أصدقاء أنني يجب أن أكون نسخة منك، أو أن تكون نسخة مني.

ما الفائدة التي سنجنيها إن كان رأيي ورأيك واحدًا طوال الوقت؟

ربما يوقعني رأيي في مشكلة، إن طلبت منك نصيحة وكان رأيك ورأيي واحدًا فأنت تزيد مشكلتي، ولكن اختلافك مع رأيي ربما يكون هو حل المشكلة. ولهذا عُظمت الشورى.

علينا أن نتقبل الآخر كما هو؛ فالاختلاف سنة وضعها الله في الأرض، اختلاف الأشكال، والألوان، والشخصيات، والأفكار، والاعتقادات.

الورد كله جميل. كله ورد، ولكن كل وردة جميلة بنوعها، ومتفردة بلونها؛ وهكذا نحن، (كلنا بشر)، قد نختلف في أفكارنا وآراءنا، ولكننا نبقى بشر، والاختلاف بيننا هو ما يبني الحضارة.