أخبرتني صديقة أنها ترى القمر مرسوم عليه صورة (أرنب) يمسك شيئًا بيديه. بدا لي ما تقول غريبًا، فضحكت؛ لأنني قد اعتدت أن أرى وجه القمر كوجه (إنسان) وأستطيع أن أميز ملامحه.

بعد فترة وجدت أنها ليست الوحيدة التي ترى صورة (الأرنب)، وأنا لست الوحيدة التي ترى (وجه الإنسان)، ولكن المضحك أن جميعنا نرى من الأرض وجهًا واحدًا فقط للقمر، والوجه الآخر قد حُجب عنا. أي أننا لو كنا نعيش على كوكب آخر لرأينا وجهًا جديدًا.

هكذا كل شيء في حياتنا له عدة أوجه، كل منا يفسره حسب اعتقاده، أو خبراته، أو ما تربى عليه.

ما أراه أنا كسلوك قويم، ربما يكون في ثقافة آخرى سلوك معيب. أنا أرى القطة كائن وديع، وأنت تراها كائن مفترس. حتى الكلمة الواحدة قد يختلف معناها بين لهجة وأخرى.

بالنسبة للأشخاص فلاحظت أن معاييرنا في الحكم على الشخص تتحكم فيه عوامل عديدة؛ كدرجة قرب أو بعد الشخص منا.

مدير العمل قد يكون معنا شخص رائع، يساند ويشجع طوال الوقت وسببًا من أسباب تمسكي بالعمل. في الناحية الأخرى، زوجة المدير قد تكون لا تسمع منه سوى عبارات التوبيخ واللوم، وبالتالي؛ فهي تراه شخص سيء. نحن نرى منه جانبا يختلف عن الجانب الذي تراه زوجته.

في الغالب، أقوم بتقييم الشخص وفقًا للجانب الذي يعنيني إن كانت علاقتي به سطحية، فلا أجد أنه ملائم أن أحكم عن شخص وفق التعامل معه مرة واحدة، أو وفق رأي شخص آخر به، خاصة إن كان على خلاف معه، أو وفق دينه أو عرقه أو شكله أو ما ينتمي إليه، ولكن وفقًا لأخلاقه وفكره وأسلوبه في التعامل معي.

قد اتطرق إلى تقييمه من خلال علاقته بالآخرين إن كانت علاقتي به عميقة، بمعنى: إن كانت صديقتي تكذب على والديها أو زوجها، فهذا يزيد من احتمالية أنها تكذب عليّ أنا أيضًا في بعض الأشياء، وهكذا.

على كل حال ما يعنيني في تقييمي للشخص هو خلقه وفكره.

بالنسبة لكم ما هي الاعتبارات التي تقيمون الأشخاص من خلالها؟