السلام عليكم .
راودني سؤال تافه قليلا لكنه يستحق التفكير والتمعن . هل الليل مصمم للنوم فقط ؟
هل الله خلق الليل وكل مايحدث فيه من اختفاء للشمس وظهور الشهب (جمع شهاب) و الغسق ...الخ من الاف الظواهر الطبيعية لتفويتها ب 8 ساعات نوم ؟
كما قال الإخوة، الليل - خصوصاً في البلدان القريبة نسبياً من خط الاستواء (حيث يعيش معظم البشر، لا أقصد عند خط الاستواء وإنما في المناطق القريبة منه نسبياً) - يكون طول في حدود 12 ساعة تقريباً - تزيد أو تنقص - وحساب الليل يبدأ من غروب الشمس، وتاريخياً كان البشر يقضون الساعات الأولى منه في تناول الطعام (الذي نسميه العشاء) والحديث الجماعي (وإن كان من المكروه دينيا الحديث بعد صلاة العشاء)، ثم يقضون بقيته في النوم وجزء بسيط قد يذهب في ممارسة الجنس!
والمتدينون عموماً قد يستقطعون منه الثلث الأخير أو جزء منه في قيام الليل والعبادة، وهذا الأمر ليس محصوراً على المسلمين، بل حتى كثير من أتباع الملل الأخرى يفعلون أشياء مشابهة.
في أوروبا العصور الوسطى كان نظامهم مختلفاً إلى حد ما (ولوحظ وجود نفس النظام عند بعض القبائل الإفريقية والهنود الحمر)، فقد كانوا ينامون على مرحلتين، في الأولى أربع ساعات (ويسمونه النوم الأول) ثم يستيقظون ما بين ساعة إلى 3 ساعات، ثم ينامون مرة أخرى أربع ساعات أو ثلاث.
أما ما الذي كانوا يفعلونه خلال فترة الاستيقاظ الليلية تلك، فقد لاحظت العلماء من خلال وثائق المذكرات والروايات وغيرها أن بعض الناس كانوا يستغلون هذا الوقت في الاسترخاء أو تذكر الأحلام أو مشاركتها مع الآخرين! والبعض الآخر كان يقرأ أو يكتب (إن كان متعلماً)، وكثير من الناس كن يمارسن الخياطة على ضوء الشموع! بل والبعض يبدو أنه كان اجتماعياً لدرجة أنه حتى خلال هذه الفترة الليلية كانوا يخرجون من منازلهم ويتزاورون مع الجيران الآخرين الذين يشبهونهم!
وقد بدأ هذا النظام في الاختفاء في أوروبا منذ أواخر القرن السابع عشر، والملفت للانتباه هو أن بدء اختفاؤه ترافق مع زيادة تقارير الأطباء حول انتشار مشكلة الأرق بين الناس!
ويعتقد الكثير من العلماء أن هذا النظام (أو بديله نظام النوم الليلي 6-7 ساعات + قيلولة نهارية) هو الأنسب بيولوجياً للجسم البشري من نظام النوم المتواصل لمدة 8 ساعات بدون انقطاع.
التعليقات