ها نحن نصل لمنتصف شهر رمضان الفضيل، ومن المؤكد أن فينا من وصل لمنتصف خطته التي وضعها مسبقًا لقضاء هذا الشهر وفقًا لرؤيته وأهدافه.

بالنسبة لي، لم افتح اي قناة تلفزيونية، لم أشاهد التليفزيون مطلقًا، وذلك مُنذ بداية العام، أكتفيتُ بسماع المذياع. وكُنت أخشي مع قرب شهر رمضان أن أنزلق لمشاهدته، لكني نجحت في تجاهله وتجاهل كًل ما يعرض عليه؛ لذلك فأنا لا أعرف مطلقًا أي تفاصيل عن أي مسلسل او برنامج مما يذاع في رمضان هذا العام.

وأعتقد إنه لم تفوتني شيء، فالمادة المقدمة معروفة مقدمًا، برامج تافهة للمقالب تبث الإيحاءات والألفاظ البذيئة طول الوقت، برامج فضائح ما يقال عليهم فنانين، والفن في حد ذاته من برئ، مسلسلات سخيفة بى قصة أو مضمون يدور حول تيمة الخيانة الزوجية أو العلاقات الغير شرعية.. فهل فاتني شيء أخر؟!

ولأكون صادقة معك، لم أتجاهل كل ما يعرض على التلفزيون تمامًا، بل احتفظت بمتابعة برنامجي المفضل «العباقرة: عائلات» ولكن أشاهد حلقاته على القناة المخصصة له على يوتيوب. حيث يزخر البرنامج بالمعلومات القيمة والتي يقدمها فى جو أسري لطيف كمسابقة ثقافية بين العائلات المتسابقة.

في رمضان اقرأ كثيرًا، اكتب، وأشاهد القليل من البرامج والوثائقيات الجيدة على يوتيوب أو نتفليكس، واستمع إلى المذياع.

في الحقيقة التجربة عظيمة جدًا، أجد الكثير من الوقت للعمل والدراسة والقراءة، فقد كان التلفزيون مضيعة حقيقية للوقت، فضلًا عن ما يقدمه من مواد مسفة لا طائل من أغلبها، مع تدني المحتوى العلمي فيها لدرجة تقارب الصفر، بإستثناء القنوات الوثائقية والأخبارية.

كما أن سماع المذيع في حد ذاته تجربة غنية جدًا.. فالمذياع ينمي الخيال، وهناك محطات إذاعية تقدم محتوى جيد جدًا، مثل محطة «البرنامج الثقافي»، والتي تقدم سهرات إذاعية في هيئة مسلسلات بالغة العربية مقتبسة من روائع الأدب العالمي، فضلًا عن إنه لا يربطك بضرورة الجلوس للمشاهدة فتسطيع سماعه وأنت تفعل أي شيء.


وهكذا، تجدني لم أشاهد التليفزيون مطلقًا في رمضان.. فماذا عنك؟! هل أنذلق في مشاهدته، أم أنك أخترت مجموعة منتقاة مما يعرض عليه؟ شاركنا تجربتك...