يمكني هُنا سرد العديد والعديد عن نقاط تميز لوحة الموناليزا أو الجيوكاندا، ولكني اعترف إني لا أحبها على الإطلاق، بل هي لوحة تثير الريبة في نفسي. لعدة أسباب:

في البداية المنظر الغريب المضطرب في خلفية اللوحة، بتقنية المنظور الجوي/الهوائي في الخلفية Aerial perspective، جعل الموناليزا تجلس على كرسي يتوسط الغلاف الجوي بين السماء والأرض! وهذا خيالي لأقصى درجة ولا يمكن أن يحدث في الواقع.

المرأة المرسومة ذاتها لا يعرف حتى الآن هل هي شخصية حقيقية أم من وحي خيال الرسام، وهذا يقودنا إلى تأملها لنكتشف أنها مزج بين ملامح مريم العذراء وبين ملاح دافنشي نفسه، أو بمعنى أخر، وكأن دافنشي أراد منح نفسه قداسة ما في اللوحة.

ولكن لماذا جعل اللوحة أنثوية؟!، أما كان يمكنه تحقيق هدفه برسمه لرجل لا لامرأة؟! هُنا يبرز الاعتقاد الصادم بأن دافنشي كان مثلي الجنس، وهو ما جعله يصور نفسه كامرأة انتصارًا لميوله، بل وأن يضيف عليها ملامح مقدسة.

كل هذا وأكثر يجعل إبتسامة الموناليزا بالنسبة لي -ليست غامضة أو حتى خبيثة- بل مخيفة جدًا، مما يجعلني دائمًا أفكر في شخصية دافنشي والصراع الداخلي الذي كان يعيشه حتى يرسم مثل تلك اللوحة بكل تفاصيلها المرهقة المعقدة...