حاليا انتشرت بكثرة بين اوساط الشباب فكرة ان الجامعة ليست الا مضيعة للوقت و ان التعلم الذاتي من خلال الانترنت(مقالات, كتب, فيديوات و كورسات اونلاين) افضل من الدراسة الجامعية التقليدية
بالبداية هذه النظرة منتشرة في معظم دول العالم و فعلا الجامعات لم تعد تواكب السوق بدرجة كبيرة اما بسبب المواد الدراسية او طرق التدريس, كذلك الجامعات تعرض منتجات(الطلبة الخريجين) اكثر بكثير مما يحتاجه سوق العمل.
مع كل هذه التحديات و لكن مع هذا الجامعات لا زالت تحضى باهمية كبيرة مقارنة مع الطرق الغير تقليدية المنتشرة حاليا للتعلم.
بالنسبة لما تقدمه الجامعة للطالب, لا يمكن للطالب مهما كان مجتهد و مهما كانت الجامعة متميزة ان يخرج منها محترف في مجال ما, و السبب ان الجامعة تعطي اساسيات المجال العام و تحاول قدر الامكان تغطية معظم العلوم المرتبطه به. فمثلا في الحاسوب(المجال العام) هناك ست مجالات تخصصية رئيسية: معالجة الاشارة, معمارية الحاسوب, الشبكات, هياكل البيانات, البرمجة و الذكاء الاصطناعي, و داخل هذه المجالات التخصصية هناك مجالات فرعية, مثلا في تخصص الذكاء الاطناعي هناك مجالات كثيرة كالرؤية الحاسوبية و الانظمة الخبيرة و معالجة اللغات الطبيعية و غيرها. بالتالي يستحيل على اي جامعة في غضون 4 او 5 سنوات ان تغطي جميع هذه التخصصات و المجالات و "بعمق", لذلك التخصص يكون اما بممارسة المهنة أو بتكملة الدراسة الاكاديمية(الماجستير و الدكتوراه)
فالجامعة اذا تعطي فقط الاساسيات و الحد الادنى من الخبرة العملية, اي تصقل الطلبة و تهيئهم للاعتماد على انفسهم لممارسة المهنة او تكملة الدراسة الاكاديمية.
كذلك الجامعة تعطي انطباع جيد عن الشخص, فمن يدخل كلية تتطلب مجموع عالي في البكلوريا و تخرج بمعدل جيد منها, فهذا يعني اما انه شديد الذكاء او كان مثابرا في الدروس, بينما بالمقابل من ليس له شهادة جامعية لا يعني انه ليس ذكيا او مثابرا و لكن لا يوجد ما يثبت ذكائه او مثابرته, و طبيعي اي صاحب عمل يفضل الشخص الذكي او المثابر(طبعا بجانب الخبرة اللازمة)
فلو تقدم اثنان الى عمل, احدهم يملك شهادة جامعية و الاخر لا يملك(او لا تتوافق مع طبيعة العمل) و كان الاثنان بلا خبرة او بخبرة متساوية, فصاحب العمل ببداهة سيختار من يملك شهادة جماعية
فصاحب الشهادة الجامعية(المتوافقة مع طبيعة العمل) ممكن ان يتعلم العمل و يحترفه بوقت اقل بكثير من غيره و كذلك له القابلية على تطوير نفسه اكثر و اكثر.
التعليقات