مرحبًا
ذات مرة أخبرني أحد أصدقائي بأنه خلال الفترة القادمة سيفتح صفحة جديدة في حياته -يقصد بأنه سيترك كل شيء خلفه بمن فيهم أصدقائه، نحن- فقلت له مازحًا، يعني تنسانا؟ قال نعم.
فضحكت وأكملنا باقي الأيام بطريقة طبيعية، وبالفعل عندما وصلنا لـ"الفترة القادمة" التي ذكرها توقف عن الخروج معنا، والاتصال بنا، وعندما كنتُ أراسله يرد فقط بأقل الكلمات.
بعد ما رأيت حالة كذلك، تركته في شأنه، هذا اختياره، وهو من حقه، فكما أنه من حق الأصدقاء أن يكونوا أصدقاء، من حقهم أيضًا ألا يكونوا أصدقاء.
لم نزعج منه، ولا من تصرفه، ولم ألمه على اختياره. لم أصفه بالخائن ولا بالغدار، بل على العكس وجدته شخص صادق، وصريح، وهذا شيء يحسب له لا عليه.
وللتوضيح، صحيح أني موافق لهذا المبدأ، ولكني ولله الحمد لم ولن أتخلى عن صديق لي قط.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " متفق عليه ، رواه البخاري (2/144-174) ومسلم برقم 1712.
كتبت هذا الموضوع لسماع آراءكم، حول هذه النقطة بالتحديد، أليس من حق الأصدقاء ألا يكونوا أصدقاء.
التعليقات