كارل ماركس كان ينظر للدين على انه افيون الشعوب, نظام و عقيدة وجد للسيطرة على الطبقات الدنيا من المجتمع كي يرضوا بوضعهم, و كي تستفيد الطبقات العليا من بقاء الوضع كما هو لصالحهم. ربما هذه النظرة اخذها من الديانة الهندوسية فالديانات الابراهيمية ليس فيها نظام طبقي الا في حالات ضيقة.
الديانة الهندوسية تكرس الطبقية في المجتمع الهندي, و تقسمه الى اربع طبقات رئيسية تسمى الفارنه(Varṇa) و هناك تقسيمات فرعية لكل طبقة تسمى جاتي Jāti:
رجال الدين(Brahmin) يقومون بممارسة طقوس الكهانة و تعليم الدين و تعد الطبقة الاعلى شأنا, هذه الطبقة خلقت من رأس او فم الاله براهما
طبقة النبلاء(Kshatriyas) و هم المقاتلين و الحكام, خلقوا من ذراع الاله
طبقة التجار و المزارعين (Vaishyas) و قد خلقوا من فخذ الاله
طبقة العمال و الخدم(Shudras) و هي اسفل طبقة, خلقوا من قدم الاله
نظام الطبقات هذا وراثي(يؤمنون بتناسخ الارواح), لا يسمح بالزواج بين الطبقات المختلفة, فلا يجوز الزواج الا من نفس الطبقة, بل يجب او يفضل ان يكون من نفس التقسيم الفرعي للطبقة.
بالاضافة لذلك يوجد طبقة اخرى في المجتمع الهندوسي, هم المنبوذين يسمون بـ داليت Dalit (تقدر اعدادهم ب 200 مليون اي 16% من الهند) و هي طبقة خارج المجتمع اي لا ينتمون للتصنيفات الاربع, عبارة عن حثالة بشرية لا يجوز لهم الاختلاط بباقي المجتمع و يوضعون خارج القرى, يمتهنون جمع و تنظيف براز/فضلات البشر و الحيوانات و تنظيف بقايا الحيوانات النافقة و الاستفادة منها(دبغ جلد البقر النافق), يعاملون بطريقة مزرية من قبل باقي المجتمع, بحيث لو مرة رجل دين او نبيل فانهم يحنون رأسهم بالارض كي لا يلوثوهم بظلهم القذر.
يقول الهنود ان النظام الاجتماعي هذا لم يكن صارم لهذه الدرجة و من جعله كذلك هم البريطانيين عبر تشريع القوانين الرسمية و اعطاء الوضائف الحكومية للطبقات العليا, و كانوا يساهمون بازدراء الطبقات الدنيا و المنبوذين, و لكنهم عدلوا عن ذلك من بعد الحرب العالمية الاولى(بسبب نشوء اضطرابات)
مع تأسيس الهند و استقلالها عن بريطانيا فان الدستور و القوانين ترفض تلك التقسيمات الطبقية, و الحكومات ساهمت برفع او تقليل المعاملة السيئة للطبقات الدنيا عن طريق التعليم و توظيف ابنائها بالقطاع العام و بعضهم تقلد مناصب رفيعة, و لكن مع ذلك لغاية اليوم مئات الملايين من الهنود يعاملون بازدراء قاسي خصوصا المنبوذين الداليت, فالمئات يقتلون شهريا و النساء تغتصب و الشرطة لا تتحرك.
بالنسبة للمنبوذين ليسوا حكرا على الهندوس فقد اصبحت ثقافة مترسخة في الهند عموما, فيوجد منبوذين سيخ و مسلمين و مسيحيين و بوذيين.
و قد يسأل احدهم لماذا لا تثور هذه الطبقات الدنيا؟ السبب انهم يعيشون بجهل مطلق فغالبيتهم اميين و فوق ذلك ديانتهم ترسخ الاعتقاد بالقبول بالوضع الاجتماعي المنحط
لكن رغم ذلك حاليا تحدث تظاهرات و اشتباكات من قبل الطبقات الدنيا, و بعضهم يتحول لديانات اخرى اقل وطأة من الهندوسية.
التعليقات