موسم امتحانات الثانوية العامة.. الكل متوتر، الكل يراقب، حالة من الضغط والاحباط، إجابات خاطئة، مشاكل في الامتحانات، والمحصلة هي...؟

كل عام في نفس الوقت نقوم بطرح السؤال ذاته، هل هناك أهمية للثانوية العامة؟ هل حقًا تحدد مصير الطلاب ومستقبلهم كما هو شائع في فِكر النسبة الأكبر من أولياء الأمور؟ دعوني أخبركم بتجربتي الشخصية في هذا الأمر.

أنهيت دراسة الثانوية بمجموع 98 % ، ومثل الجميع هدفي كان دخول كلية الطب حتى أصبح مثل مجدي يعقوب بالرغم من أنني لم أكن أدري ما معنى الطب من الأساس سوى أنني أود أن أصبح جراحًا متخصصًا في جراحات القلب. وقد حدث بالفعل ما أتمناه والتحقت بكلية الطب البشري.. لمدة 4 أريام .. ولم يعجبني وضع الجامعة التي التحقت بها لذا قررت التحويل منها إلى كلية طب الأسنان. طب الأسنان خمس سنوات فقط، وهم يكسبون أموالًا وفيرة، ولا داعي لدراسة الماجستير والدكتوراة مثل الطب البشري الذي يفني فيه الطلاب عمرهم حتى يصبحون قادرين على فتح عيادة متخصصة.. هذا إن توفرت لديهم الأموال الكافية للقيام بهذا الأمر.

وحدث بالفعل أنني التحقت بكلية طب الأسنان، وأنهيت الكلية بالإضافة إلى سنة الإمتياز التي يجب قضاؤها في مستشفى عام بعد التخرج.. والآن أنا طبيب أسنان رسمي لكني لم أعد أعمل بالمهنة بعد :) أنا مجرد طبيب في الأوراق الرسمية وفي شهادة البطاقة، لكن فعليًا تركت المهنة بعد الامتياز وأعمل في المجالات التي اكتشفت حبي لها أثناء الدراسة وهي توصيل وتبسيط العلوم، والتعليم التفاعلي، وصناعة المحتوى.

لا يعتمد حاضري الآن على درجاتي في الثانوية أو ما درسته داخل الجامعة، وبالتأكيد لن يعتمد مستقبلي على هذا الأمر، بل قد أصبح غدًا مهتمًا بمجالٍ جديد وشغوفُ به فأبدأ في تعلمه حتى يصبح مجال عملي في المستقبل.

شخصيًا ليس لدي أي شك في أن الثانوية العامة لا تحدد مصير الطلاب نظرًا لكونهم قادرين على تعلم أي شيء بغض النظر عن درجاتهم، وكذلك لأن معظم الطلاب لا يمتلكون شغفًا حقيقيًا لدراسة موضوع معين بل هم فقط يحبون ظاهر الموضوع، وعندما يبدأون في دراسته بعد الثانوية فالجزء الأكبر منهم يكتشف أنه كان مخطئًا.

ما هو رأيكم؟ هل تعتقدون أن الثانوية مهمة؟ وهل يُصاب أقاربكم بالتوتر كل عام نتيجة امتحانات أبنائهم في الثانوية؟