اين هوا العدل في هذا ؟؟ ...


أرى أنك تلقيتَ ردوداً كثيرة على هذا الموضوع، وسوف تتلقّى المزيد أيضاً خلال الأيام القادمة، لكن دعني أختصر عليك الأمر.

ما تطرحه هو أسئلة أزلية، لو كانت لدى أيّ أحد إجابة عنها لوجدتَ الناس يتوقفون عن طرحها منذ زمنٍ بعيد. لماذا لا زالت هذه الأسئلة تطرحُ إذاً؟ لماذا لا يزال الكثيرون يتعجبّون لماذا لا يعطينا الله دليلاً على وجوده؟ ببساطة، لأن لا أحد يملك الإجابة.

كلّ دين يزعمُ أن هذه الإجابة عنده، وسيحاضرُكَ بهراءٍ عن "الاختبار" و"الامتحان" الذي وضعهُ الله لك في أن تتبّع الحق بـ"إيمانك" وليسَ بالدليل الملموس. والحقيقة أني لا أعرفُ ما الاختبار في ذلك بالضبط. الأمرُ يماثل أن يعطيك الأستاذ امتحاناً في مادة لم تدرسها ويُقرّر مستقبلك الأبدي بناء على النتيجة. الاختبار يفترضُ أن يكون في اتّباع الحق بعد معرفتك ما هو الحق، وأما أن تكون معرفة الحق بدون أي دليل اختباراً بحدّ ذاتها، فهي لا تختلفُ عن الخوض في لعبة مقامرة غبية لاكتشاف أيّ واحد من الأديان التي تعجّ بها الكرة الأرضية هو الدين الصّحيح، إلا أنَّ الاختلاف في حالتنا هو أن نتيجة هذه المقامرة (بحسب ما تزعمه الأديان) ستكون المسؤولة عن تحديد مصيرك بنعيمٍ أو جحيم أبديّ.

لا أدري لو كانت الأديان حقاً أم لا، ولو كان الله موجوداً أم لا، لكن لا تدع أحداً يحاولُ إقناعك بهذا الهراء وكأنه مثالٌ في المنطقية والعدالة، لأنه لا يمتّ للمنطق بذرة من الصلة. لو كانت الأديان منطقية والحقّ الذي أتت به واضحاً فعلاً، لما رأيتَ البشر يقتلونَ بعضهم في كل مكانٍ بالعالم لأنهم يحاولون إقناع الآخرين بصحّة دينهم وتفوّقه على كل الأديان والمعتقدات الأخرى. لو كان "الحقّ" واضحاً فعلاً فلماذا لا يتّبعه الجميع...


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.6 ألف متابع