المايكرو فيكشن هي احدى طرق الكتابة التي ظهرت قبل عدة سنوات و انتشرت بسرعة مذهلة على عدد كبير من المواقع بحيث بات من الصعب تحديد منشأها الأصلي ..
تتلخص فكرتها في تقديم قصص مرعبة للقاريء بأقل عدد ممكن من الكلمات و العبارات ككبسولة مركزة لتعطي له معنى معين و تبث في جسده الرهبة أثناء تخيلها ..
جلس آخر رجل حي على وجه الأرض في غرفة وحده .. ثم سمع صوت طرقة على الباب.
علمتني جدتي أن رؤية ملاك الموت واقفا أمام أحد البيوت هو هبة من الله لأني سأعرف عندئذٍ الشخص التالي الذي سيحصُد روحه .. أنا أيضاً حسبتها هِبة.. حتى جاء اليوم الذي رأيت فيه ملاك الموت واقفا أمام كل بيوت مدينتنا .
اعتدنا لسنوات على سماع الأصوات الخافتة وخطوات الأقدام التي تصدرها أشباح الأطفال الساكنة في بيتنا الريفي القديم .. الأصوات كلها قد توقفت تماماً .. وليتنا عرفنا وقتها أن هذا كان تحذير لنا بالرحيل حالاً.
تقول أختى إن أمي قتلتها .. تقول أمي إن لا أخت لي.
أضع ابني في الفراش وأغطيه .. فيقول لي: ( ابحث عن الوحوش تحت السرير يا أبي )
فأنظر تحت الفراش لأجاريه .. فأرى ابني قابعاً تحت السرير يُحملق بي مرتجفا ويهمس: أبي ثمة أحد على فراشي .
لا يمكنني أن أتحرك أو أتنفس أو أتكلم أو أسمع والظلام سائد طوال الوقت .. لو كنت أعرف أن الموت سيجعلني وحيداً هكذا لكنت طلبت أن يحرقوا جثتي.
استيقظتُ على صوت طرقات على زجاج ..في البدء حسبتها آتية من النافذة .. إلى أن سمعتها تأتي مرة أخرى من المرآة.
احتفل العلماء بنجاح أول تجربة تجميد لمخلوق بشري إلى درجة حرارة شديدة الانخفاض .. لكن البشري لم يجد أي وسيلة لإخبارهم بأنه لا يزال واعياً .
أسمع صرخة ابني فأهرع إليه في الطابق العلوي .. أحاول أن أَُطمئنه وأجعله يخلد إلى النوم من جديد .. لكنه لا يُصدقني .. لعل السبب أنه يرى المخلوق الذي هرع ورائي إلى الغرفة.
ليتني أستطيع أن أتذكر من يكون هؤلاء الذين يقولون لي إنني مصاب بشيء اسمه ألزهايمر.
عندما أطبقتُ على يدها في الأعماق المظلمة أخيرا وبدأت أرفعها الى أعلى .. لم يخطر لي أن الجليد يتجمد على سطح الماء بتلك السرعة.
آخر شيء رأيته هو المنبه يشير إلى 12:07 قبل أن تغرس أظافرها الطويلة المتعفنة في صدري ويدها الأخرى تكتم صرخاتي ..
انتفضت من نومي شاعراً بالراحة لكونه مجرد كابوس .. لأرى المنبه يشير إلى 12:06 وأسمع صوت صرير الباب وهو يُفتح .
منذ سنوات ظهر كرسي وحيد في منتصف القبو .. وكلما حاولت وضعه في الركن كان يعود إلى المنتصف من جديد .. استغرقتُ وقتاً طويلاً حتى لاحظت أنه يقع تحت مائدة غرفة الطعام مباشرة .. كأن أحدا اعتاد مشاركتنا الجلوس أثناء الأكل.
أعتذر عن سؤالي الوقح يا زوجتي العزيزة .. لكن لماذا لك ظِلين؟
أتعرف تلك الرعشة الغريبة التي تجتاح جسمك كله أحيانا وأنت تغيب في النوم؟ لو كانت هناك كاميرا مُصوبة إليك .. ورأيت ما التقطَته الكاميرا في تلك اللحظة .. فلن تنام ثانية أبداً
بالأمس قال لي أبواي إنني كبرت جدا على مسألة أن تكون لي صديقة تخيُلية.. اليوم صباحاً وجدوا جثتها.
هناك وجه مبتسم يحملق بي وسط الظلام من وراء نافذة غرفة نومي .. المشكلة أنني أعيش في الطابق الرابع عشر ..!
رأيتُ انعكاسي في المرآة يرمش بعينه .
إنه يُراقبني منذ ساعات.. أحيانا ألمح انعكاسه على شاشة الكمبيوتر .. لكني لا أجرؤ على الالتفات.
بعد محاولات يائسة لتحريك أي جزء من جسده المشلول كي ينبه الأطباء أو الممرضات أنه واعٍ قبل أن يفتحوا بطنه .. مالت عليه إحدى الممرضات هامسة : أتحسب أننا لا نعرف أنك مستيقظ؟
لا أخاف المقابر .. فهي المكان الوحيد الذي لا تُطاردني الأشباح فيه.
أترك صغيرتي تنام في سريري ليلاً .. فما زلت أحب احتضانها على الرغم من رائحة جسدها الذي بدأ يتعفَّن.
جاء إلى بابي وقت الغروب .. ووضع يده الباردة على يدي وهمس لي أنه "رآه" ثم خر ميتاً .. المشكلة أننا ما زلنا لا ندري كيف غادر المشرحة.
اكسر واحدة من تلك الدُمى المصنوعة من البورسلين .. وستجد بداخلها عظام رضيع جهيض مع بقايا الدود الذي مات جوعاً .
فكرت وهو يقيدني إلى قضبان القطار أنني لست في مأزق كبير حقاً فهذا الخط لم يعُد مُستعملاً منذ سنوات.. فابتسم وقال وهو يبتعد: ( بالضبط .. لم يعُد أحد يأتي هنا على الإطلاق. )
أستيقظ فأشعر أن ثمة شيئا ما على غير ما يرام .. أنظرُ من النافذة لأرى الجميع واقفين تحت المطر يحدقون بمنزلي .
اكتملت آلة الزمن لكن هناك خطأ بسيط .. اكتملت آلة الزمن لكن هناك خطأ بسيط .. اكتملت آلة الزمن لكن هناك خطأ بسيط ..
28 تجاهلتُ صوت طرقات أخي على الباب وهو يُطالبني بأن أسمح له بالدخول.. تجاهلتُها لأنه كان نائما بجانبي في سريره .
نظرتُ في عينيها وقلت إنني أحبها ثم وضعتُ العينين بوعائهما الزجاجي على الرف مرة أخرى.
لا شيء يُعادل وقع مئات من الأقدام الصغيرة التي تتحرك نحوك بمنتهى الثقة.. إنهم خارج الباب ولسوف يخنقونك خنقاً ما لم تستيقظ الآن .. الآن! استيقظ الآن !
حاضر يا أمي سأخلد إلى النوم ولن أتكلم عن الرجل الذي يسكن خزانتي بعد الآن.. إنه ذاهب إلى غرفتك على كلِّ حال .. أليس كذلك يا سيدي؟
32.اعتقدتُ دائمًا أن قطتي لديها مشكلة في النظر إذ تبدو عيناها طوال الوقت مسلطتين على وجهي .. حتى جاء اليوم الذي أدركتُ فيه أنها لا تنظر لي أنا .. بل إلى الشيء الواقف ورائي دائما .
ثمَّة صورة لي على هاتفي التقطها أحدهم وأنا نائم .. لكنني أعيش وحيداً .
لا تريد ابنتي الكف عن البكاء والصراخ في عز الليل .. أزورها في قبرها وأطلب منها أن تتوقف لكن لا حياة لمن تُنادي.
ترقد في الفراش وقد خرجت قدماك من تحت الأغطية .. وتشعر بيدً تُمسك بقدمك.
لم يخرج حاضرو الجنازة من سرداب الدفن تحت الأرض .. لأن أحدهم أوصد الباب من الداخل.
أيقظتني زوجتي ليلة أمس لتقول لي إن هناك متسلل في البيت.
زوجتي قتلها متسلل إلى البيت منذ سنتين .!
كنت مستغرقاً في حلم جميل عندما استيقظت على ما بدا لي كصوت جواريف تتحرك .. وبعدها أصبحت بالكاد أسمع صوت التراب الذي يُغطي التابوت كاتماً صرخاتي.
بعد يوم من العمل المُرهق أعود إلى البيت لأجد زوجتي تهديء طفلتنا في مهدها.
لا أدري أيهما أثار في الرعب أكثر .. رؤية زوجتي الميتة وطفلتنا الجهيضة ..أم فكرة أن أحداً اقتحم شقتي ووضعهما هناك.
- صعدَت إلى الطابق العلوي لتتفقد رضيعها النائم .. فوجدت النافذة مفتوحة والفراش خالياً .
ليلة سعيدة أتمناها لكم
المصدر :
التعليقات