نفس سؤال موجه للانثى
اجابتك يجب ان تكون مدروسة وخالية من العاطفة
ننظر إلى ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلّم في الرجل الذي هو مناط التكليف بمؤونة المرأة، كسوة وسكن ورعاية ماذا قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلّم؟ هل كل رجل يصلح أن يزوج إمرأة؟ الجواب: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا لم تفعلوا تكن فتنه في الأرض وفساد عريض»، وجاء عن الحسن بن على رضى الله عنهما قال لرجل سأله عنده أبنة فبمن يزوجها؟ قال: ((زوجها من يتقي الله، فإنه إن أحبها أكرمها وإن سخطها لم يظلمها))، فالناظر لهاذين الأثرين: أحدهما نبوي عن النبي صلى الله عليه وسلّم والأخر نصيحة من صاحبي أحد السيدين لشباب ألجنة يظهر له أن اختيار الرجل ليكون زوجه وإن شئت قل إن في هذين الخبرين التنبيه لأولياء الأمور إلى ألا يزوجوا مولياتهم إلا إلى مرضي الدين والخلق فليس العبرة بالجاه والنسب والقرابة مجردة عن الرضى، رضي الدين وحسن الخلق، لأن الرجل إن توفر فيه هذان الوصفان كان محل تكريم المرأة والعدل معها وتقوى الله فيها فإنه بدينه يحسن ما بينه وبين الله وحسن خلقه يحسن ما بينه وبين الناس وأقرب الناس إليه بعد أبويه وذوي رحمه: زوجه، ولهذا لما غفل الناس عن هذا الجانب كان كثيرا من الزوجات في جحيم لا في نعيم، كان الظلم والقهر والتسلط بالأزواج على نسائهم والسبب في ذلك هو الولي لم يحسن اختيار زوج موليته إنما لأوصاف واعتبارات أخرى يرتضي هو مصالح شخصيه أو مالية.
هذا في جانب الرجل فماذا في جانب المرأة؟ المرأة الزوجة هي الطرف الثاني في بناء المجتمع لأن المجتمع أول ما يتكون بين الرجل والمرأة، لاحظنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم نبهنا إلى من يصلح زوجا لموالياتنا فمن هي التي تصلح زوجه حتى يكتمل البناء ويكون قويا متماسكا قائما على البر والصلاح والتقوى وحسن التدين والمعاملة من هي؟
قال صلى الله عليه وسلّم: «تُنكَح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فأظفر بذات الدين تربت يداك»، هذه من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلّم فأولا أخبر بالأمور التي يطلبها كثيرا من الناس في المرأة وهي الجمال والمال والحسب وعراقة النسب ثم حظ على صفه يغفل عنها كثير من الناس كثير يطلبونها وقد يكونوا الأكثر يغفلون عنها وهي الدين، فقال لدينها: «فأظفر بذات الدين تربت يداك»، المرأة تنكح لهذه الأربع لكن الأخيرة يغفل الناس عنها إلا من رحم الله لهذا قال: «فأظفر بذات الدين تربت يداك»، لأنه لا يعين على بناء المجتمع الصالح مجتمع البر والتقوى والهدى وكرم الخلق إلا من كانت صالحة من النساء وهذه المرأة الصالحة ذكر وصفها صلى الله عليه وسلّم، أخرج النسائي عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلّم: أي النساء خير؟ قال: «من تطيعه إذا أمر، وتسره إذا نظر»، ولا تخالفه في شيء بنفسها ومالها ولا تخالفه بما يكره في نفسها ومالها تكون طيعة له لينة هينه معه بالمعروف لابد أن يكون ذلك مقيدا وذلك بالمعروف في غير معصية الله سبحانه وتعالى وحسب طاقتها.
هذا هو محل الإختيار وضابط الإختيار الدين والخلق والصلاح والمروءة فإذا أجتمع الدين وحسن الخلق مع عراقة النسب فذلك فضل على فضل ولكن الذي يجب أن يعول عليه هو الرضى في الدين والخلق والصلاح من كلا الزوجين حتى يتحقق لهما النجاح في زواجهما حاضرا ومستقبلا وما وقع من هدم من الزواج وفشل فمرده إلى مخالفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد حذر سبحانه وتعالى من مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلّم قال: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:63].
التعليقات