أدريانوس فتى مبجل منذ ان كان في الثانية عشر من عمره بعد ان حصل على حجر النرجسية
كان للحجر اشعاع يعطي أدريانوس شعورا بالعظمة و التبجيل
عاش في الصحراء في زمن الفراعنة المصرين و اراد من نعومة اظفاره ان يكون اكبر و اعظم من بيل غيتس و ستيف جوبز
لا تستغرب فبواسطة حجر النرجسية استطاع ان يسافر عبر العصور و الأمكنة و استطاع التعرف على مختلف الحضارات .
في البداية كان جاهلا يعبر عن قناعاته كما هي
فقد كان يؤكد ان السمك يسبح في الفضاء و أن الأحصنة تحديدا من بين الحيوانات تستطيع التحدث فيما بينها و أن الأشجار تنام في الليل
و في كل مرة يقابل بالسخرية من أفكاره العظيمة و يصاب باليأس و الاحباط قبل أن يقترب من الحجر ليعيد له الشعور بالفخر و العظمة و التبجيل
وهذا قبل ان يتعلم قواعد اللعبة ... فقد رفض ان يكون محتاجا دائما لحجر أصم في كل مرة
عندها توجه للحكيم "هو" (اسمه هكذا لانه صيني ) و طلب منه الحصول على موقع منجم الأفكار
كان يعتبر منجم الأفكار اسطورة قبل ان يتأكد أدريانوس المبجل من وجوده و من أن الحكيم "هو" يعرف مكانه
منجم الافكار هو من أعطى العظماء على مدى التاريخ الأفكار العظيمة
الفيسبوك و تويتر و البايبال و حتى ماينكرافت هل تعتقد انها قادمة من الفراغ ؟
كان الحكيم "هو" من التواضع أن أعطى أدريانوس المبجل احداثيات كهف الأفكار دون اي سؤال
توجه أدريانوس المبجل لكهف الأفكار بلمح البصر باستخدام حجر النرجسية و شاهد نص منقوش على صخرة قرب الكهف بعنوان "طريقة الاستعمال" و فهم ان عليه دفن افكاره للحصول على افكار من كهف الأفكار
فأجبر حينها على دفن افكاره العظيمة في الكهف حتى فكرة أن السمك يمكن أن يسبح في الفضاء ...
و بعد ان ضحى بافكاره النيرة حصلة على فكرة تمكنه من الحصول على شعور التبجيل و العظمة دون الحاجة لحجر النرجسية
فعند تواجده في الصين أخذ يمدح ماوتسي تونغ و يعدد انجازاته و عند ذهابه لأميركا اخذ يؤكد على أهمية النظام الرأسمالي و عند ذهابه لفنزويلا او كوبا يتحدث عن عظمة الاشتراكية
حتى هنا في مجتمع حسوب اخذ يضيف مواضيع .... ويوضح عظمة ....
طبعا لم يعتبر أن بعض هذه المواضيع تجارة او أن بعضها عنصري او ان بعضها طفولي مضحك ... الخ لانها تأتي في قائمة طويلة من المواضيع ذات النقاط الايجابية مما جعلها تحصل أيضا على نقاط ايجابية لأن البعض أصبح يقيمه ما إن يرى اسمه "أدريانوس المبجل"
المديح الذي بدأ من روسيا مرورا بأوربا و انتهاءً بأميركا و جزر الواق واق أعطى أدريانوس المبجل شعورا بالعظمة و النرجسية دون الحاجة لذلك الحجر السخيف
صحيح أنه لم يعرف لماذا لكن هذا غير مهم فكل ما يهم انه يحصل على المديح الذي يحتاجه في نهاية كل يوم
قبل ان ينام دائما يفكر لمذا يحب الناس في الصين ان يمدحوا ماوتسي تونغ و لماذا يحب الناس في فرنسا مدح نابليون
لم يفهم لمذا يحب المواطنون اليابانيون الامبراطور و لم يعرف لماذا حاربت بريطانيا للحصول على التوابل
لم يجد يوما اجابة لكن هذا كما قلت غير مهم
صحيح انه لم يصبح يوما مثل بيل غيتس او ستيف جوبز لكنه كان ينال من المديح و الفخر و العظمة كل يوم أكثر من كل مدراء شركات التقنية في العالم
الى ان توفي سنة 104 قبل الميلاد عظيما و مبجلا ....
السؤال هنا : هل كان بالفعل عظيما و مبجلاً ؟
التعليقات