و أشعر دائماً بالنقص لأنني املك المعلومات و سبق أن قرأتها الا انني دائماً ما افشل في استرجاعها في النقاشات أو عندما يسألني أحد عنها
و هو ما يدعوني للشعور بالاحباط
المعرفة تراكمية بطبيعتها .. أنت تقرأ معلومات من هنا وهناك في أوقات متفرقة ، غالباً تحتاج لسنوات حتى تتشابك الخطوط وتترابط هذا المعلومات بعضها ببعض لتنتج ثقافة أو فِكر تستطيع حينها أن تناقش بأريحية وستتذكر المعلومات حينها، لإنها أصبحت مترابطة، بحيث تكررت عليك نفس المعلومة أحيانا، وأحيان أخرى قرأت أجزاء من الموضوع في مكان وقرأت عنه في مكان وزمان آخر فترابطت المعلومات وإكتملت .. لا تشغل نفسك كثيراً بالحفظ! الحياة ليست مدرسة وسيكون هناك إختبار في آخر الفصل، ليست كذلك.. الكتب التي تقرأها حاول فقط أن تفهمها وإن إستطعت أن تكتب عنها أو تناقشها سيكون عظيم ..
يمكنك دائماً أن تكتب مراجعة سريعة لكل كتاب بعد قراءته مباشرة .. إكتب تدوينة عنه .. ناقش (ولو إن هذا صعب أحياناً إن لم تجد حولك أحد مهتم بذات الموضوع) .. هذه قد تفيدك كثيراً في تثبيت بعض المعلومات التفصيلية
لكن بكل حال، لا تقلق، المعلومات تحتاج إلى فترة "تختمر" وتتراكم وتنضج، عندها يمكنك الحديث والنقاش بثقة .. ركّز فقط بأن تقرأ بإستمرار بلا ملل وإترك موضوع إسترجاع هذه المعلومات للزمن، لإنه لا شيء يذهب سدى، كل ما قرأته غالباً سيكون مخزّن في مكان ما في ذاكرتك وسيأتي اليوم الذي تستفيد بهذه المعلومات بطريقة أو بأخرى ..
نقطة أخرى، المعلومات والثقافة الحقيقية لا تأتي إلا من خلال الكتب، إن كان كل ما تقرؤه هو مقالات من هنا وهناك وتغريدات وحِكم مبتورة عن سياقها، ستظل معلوماتك مشتتة ولن تكتمل لك صورة لأي موضوع أو قضية .. الكتب وحدها تفعل ذلك .. فإن كانت مشكلتك هذه رغم قراءتك للكتب فـ لا تقلق، أنت غالباً بالطريق الصحيح، إستمر ..
رد الأخ أحمد ممتاز وقال ما كنت أود أن أقوله وبشكل أفضل.
أضيف إلى أن الحاسوب يمكن أن يكون ذاكرتك، أي كتاب يقرأ لا بد أن فيه معلومات وفقرات وجمل تستحق أن تنسخ، هناك العديد من البرامج وخدمات الويب التي تساعد على تنظيم مثل هذه المعلومات، Evernote كمثال، وإن كان لديك هاتف ذكي أو حاسوب لوحي دائماً يمكنك أن تحفظي نسخة من قاعدة المعرفة هذه في الجهاز فيكون معك طوال الوقت.
التعليقات