هي تجربة شخصية نجحت بها احببت اشارككم اياها
قبل سنوات، دخلت معهداً لتعلم اللغة الانجليزية وتعلمت اساسيات الكتابة الى أن تمكنت من قواعد اللغة الى حدٍ ما انذآك
لكن المشكلة الكبيرة التي واجهتني هي المصطلحات فلم أكن اعرف كثيراً من المصطلحات.
ففي الاختبارات النهائية للكتابة يعطوننا ثلاثة عنواين يختار كل طالب منها واحداً ليكتب عنه فلشدة ضعفي في اللغة هناك بعض العناوين لم أكن افهمها. فأختار العناوين بناء على فهمي. لم يتطور مستواي، وأدركت ان هناك خللاً قررت ان اجمع كل اسباب الخلل وأختار حلاً مناسباً. فكانت بعض اسباب الخلل الاكتفاء بما لدي من مصطلحات، كانت علاماتي عالية بعد كل اختبار، وهذا يشعرني بالاكتفاء ولكن عندما اقراء صحيفة مثلاً ارى أن كتاب المقالات افضل كتابتاً مني.
يعرفونني في المعهد بأني من اكثر الطلاب اجتهاداً، لذلك كان الحل هو تغيير المعهد لاكتسب تجربة جديدة! واختلط مع أناس اساليبهم مختلفه عن مدرسيننا ولا يعرفونني بجتهادي ليجاملونني احياناً. ولا احاول ان اثبت لهم ابداعي! احاول ان اكون في موضع الطالب الذي يحتاج انتقادات كثيرة. لذا منذ بداية تسجيلي احاول ان اختار مصطلحات غير التي اعتدت عليها وفي حالة لم اجد مصطلح اخر في عقلي، استخدم لغة الاشارة الى ان اسمع التصحيح من الشخص الذي يستمع الي فلربما يكون مصطلحاً جديداً. ليست رغبتي ان اكون كالاحمق بل للبحث عن مصطلح جديد حتى ان قال لي ذلك الرجل سوف أجعلك في مستوىٍ متدنٍ. وكان في المعهد عشرة مستويات ابتداء من المستوى صفر انتهاء بالمستوى التاسع. بدأت من جديد (من الصفر)
وفي أول حصة كتابة طلبت منا المعلمة كتابة فقرة يصف بها كل طالب نفسة. وكانت في جدران القاعة بعض اللوحات تحتوي على مصطلحات كثيرة جداً لا اعرف معنى اغلبها. مافعلته يا هو كتابة تعريف عن نفسي في فقرة كما طلبت المعلمة ولكن مع استخدام خاطئ وعشوائي لبعض المصطلحات التي كانت مكتوبة في جدار القاعة.
في اليوم التالي جاءت المعلمة بضحكٍ هستيري. قبل أن تفصح بالسبب عرفته، وكنت في ذلك الوقت هزوة للطلاب أكثر من المعلمة التي لاتكاد تقول شيئاً حتى تضحك، وخصوصاً حينما عرفت أن المصطلحات من الجدار! وكانت المحاضرة كاملة عن المصطلحات التي اخترتها عشوائياً وقامت المعلمة بشرحها شرحاً تفصيلياً وشرح كلمات اخرى من الجدار ايضاً. شخصياً لم أشعر حينها بالسوء لأنها كانت خطتي. وكنت صامتاً مستمتعاً بالنتيجة متضاهراً بالاستياء.
في الاسبوع التالي قررت أن اقوم بنفس العملية "كانت ممتعة" فأخذت بعض المصطلحات من الصحيفة التي توزع مجاناً عند محطة القطار. وكان موضوع الكتابة هو وصف شخصان تحبهما أحداهما أنثى والآخر ذكر. كباقِ الطلاب اخترت ان أصف أمي وأبي. مع مزيج من المصطلحات التي اخبرتكم بها. ولم أكثر هذه المرة حتى لاتكشف الخطة.
حتى في اليوم التالي جاءت المعلمة غاضبة ليست ضاحكة كا المرة السابقة وسألتني من أين آتي بتلك المصطلحات؟ أخبرتها من الصحيفة وسألتني لما وضعتها في سياق خاطئ؟ (حينها كانوا الطلاب يتضاحكون بهدوء وبنظرات استهزاء "تستهويني") فأجبت بأني قد اكون فهمت معانيها فهماً مغلوطاً. فأخبرتني أنه من المستحيل أن اتعلّم بهذه الطريقة وأنها بدأت تشك اني غير ملائم للدراسة في هذا المعهد حيث الطالب في هذا المعهد يجب ان تكون لديه بعض اساسيات مسبقة. وقامت بشرح سريع للمصطلحات (التي اشعرتني بالذنب حينها – ولم أعد اشعر به الان -).
حذرتني المعلمة تحذير خاص امام الطلبة بالاسبوع الثالث ماقبل الاخير قبل تمرين الكتابة أن لا اكتب مصطلحات لست متأكداً من معانيها. ولكني فعلت، وقامت برفع تقرير للادارة اني غير مؤهل للدراسة في هذا المعهد. وقامت الادارة بتخاذ قرار بناء على نتيجة الامتحان النهائي. في حال لم اوفق في الامتحان النهائي انا مطرود.
لم يحن الاختبار النهائي حتى كانت لدي كلمات جديدة وفهمت الغاية من الاختبار النهائي (يريدون أن يختبروا قدراتي على الكتابة) لايهمهم ما اذا كنت كتبت حقائق ام لا.
حذرتني المعلمة، وبعض الطلبة الضاحكين حذروني ايضاً، واخبرتني ان قمت بكتابة شيء لا افهمة سيكون مصيري خارج المعهد. قمت بمحورة العنوان المعطى لي وهو تحدث عن قصة حصلت لك مع صديق في الماضي وما الذي تستفيد من تلك القصة حالياً. خلال فترة الامتحان التي كانت ستون دقيقة كتبت تقريباً صفحتين مايعادل ستمائة كلمة.
قد تركت المعهد السابق بعدما انهيت المستوى السابع (الثامن اذا بدأنا العد من ١) فكانت مواضيع الكتابة آنذاك قوية كا العنف الأسري و التصنيف العرقي (العنصرية). وكان التقييم انذاك يعتمد على اسلوب طرح الثقافة العامة ليس القواعد والاملاء بحيث لو كان هناك خطأ املائي واحد او خطأ قواعدي لايتم تقييم الورقة. وهناك تقنيات واساليب رائعة تعلمتها مسبقاً طبقتها وأبدعت بها في الاختبار النهائي. حيث بدأت بمقدمة تاريخية عامة عن هدف القصة التي اريد ان اطرحها وانتهيت بخاتمة رائعة وتأكدت من خلو ورقتي من الاخطاء الاملائية والقواعدية ايضاً. وخرجت ضاحكاً فيما كان بعض زملائي آنذاك تضحك عيونهم وافواههم تقول لي لانريدك ان تترك المعهد هل لغوت كثيراً؟ فكان جوابي اكثر من ما لغوت في السابق.
التحدي كان ان الاختبار كان في يوم الثلاثاء بينما تسليم النتائج يوم الجمعة. والتصحيح كان معقداً ودقيقاً في ذلك المعهد حيث اخذت افضل علامة بين كل من اختبر في هذا المستوى. وظنت معلمتي أني حفظت النص كما حفظت بعض الكلمات التي القيها عشوائياً وكان شكاً غير منطقياً لاني لم اكن بدراية عن العنوان. وقاموا بستدعائي! حينها اتهمتني المعلمة بنسخ مقالة من صحيفة ما (وهذا اكثر جزء اعجبني) وسألوني عدة اسألة وطلبوا مني كتابة مقالة جديدة "كأنها اعادة اختبار" وكان العنوان ايهما تفضل العمل بعد الدراسة، او اكمال المسيرة الدراسية وأبدعت به ايضاً.
عندما سألتني المعلمة لمذا كنت تستغبي دائماً طالما تستطيع الكتابة بشكل صحيح؟ أخبرتها بالحقيقة امام زميلاتها وزملائها. واعتمدوا في مناهجهم في كل محاضرة على المعلم\ة تعليم الطلبة مصطلحات جديدة.
الجميل كان تسليم النتائج والتكريم في يوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الواحدة والنصف مسائاً. حينها يتم تسليم جوائز الطلاب الاوائل فقامت المعلمة بطرح قصتي اولاً ومن ثم اسمي وتسليمي الجائزة والشهادة. وكانت اثار المفاجئة في عيون زملائي رائعة جداً.
والليس جميلاً نقلوني من المستوى صفر الى المستوى الثامن (التاسع اذا بدأنا العد من واحد) وكان محور المستويات العليا هو الكتابة الاكاديمية او الصحفية.
شخصياً أحببت فن الكتابة بالانجليزي، ثم احببته بالعربي ايضاً ولكن للاسف لا اجيد العربية كتابتاً كما اجيد اللغة الانجليزية.
ما اظنه يستفاد من هذه القصة:
أن الانتقاد من شدة أهميته تحتاج احياناً ان تضحي من أجله. المجاملة تشعر الشخص بالاكتفاء والمديح ايضاً، بينما الشخص الذي يتطلع الى النجاح لابد ان يعرف اهمية الانتقاد ويسعى الية.
يعجبونني بعض اعضاء Arabia I/O في صراحة طرحهم للانتقاد. بينما في احدى مجموعات Facebook الانتقاد يعتبرونه تحطيماً والمجاملة والمديح التي تشعر الشخص بالاكتفاء يعتبرونها تشجيع. وشخصياً! وجهة نظري لاعلاقة للانتقاد بالتحطيم ولا المدح والمجاملة بالتشجيع. مصطلحان مختلفان تماماً.
التعليقات