« خوى دَنُّ شَرب فاستَجابوا إلى التقى، فعيسُهُمُ نحوَ الطّوافِ خوادي »
الشاعر الأعمى أبو العلاء المعري (973 – 1057) هو فيلسوف مسلم مشهور من أصل عربي. وُلِد في مدينة معرة النعمان جنوب حلب في سوريا. عاش في العصر العباسي في بيئة مليئة بالمتدينين المتعصبين الذين لم يكن لديهم أي تفكير عقلاني. درس القرآن والعلوم الإسلامية، ويُقال إنه استند إلى تفسير للقرآن لتبرير تبنيه للنباتية الصارمة.
ما يريد قوله هنا هو أنه بعد أن أشبعوا رغباتهم وانغمسوا في ملذاتهم، لجأوا إلى التقوى. يبرز المعري نفاق المتدينين الذين يستخدمون التقوى كدرعٍ كلما ارتكبوا خطأً، ويعتقدون أن ركوب دوابهم والإسراع إلى الطواف حول الكعبة سيمنحهم الخلاص.
وبما أننا نتحدث عن النفاق الديني وفي سياق رمضان الحالي، فإن معظم مدمني الكحول قد توقفوا عن الشرب منذ بضعة أسابيع. يظن هؤلاء أنهم يستطيعون شرب الكحول طوال العام، بشرط أن يتوقفوا قبل 40 يومًا من رمضان ليطهروا أنفسهم استعدادًا لهذا الشهر. أليس هذا تلاعبًا باسم الدين؟
على الرغم من أن هذه الأبيات كُتبت في العصر العباسي، إلا أنني لا أزال أرى الشيء نفسه اليوم. بقي أقل من 30 يومًا على رمضان، وهذا الشهر المقدس يجلب معه واقع مجتمع يعيش النفاق على عدة مستويات. فالمجتمعات المسلمة تمارس دينها بشدة خلال هذا الشهر، لكن بمجرد انتهائه، يعودون إلى عاداتهم السابقة.
الحقيقة أن فهم هذه الأبيات كان صعبًا، فالكلمات المستخدمة تحمل معاني مختلفة حسب السياق، وعندما يتعلق الأمر بالشعر، يصبح الأمر أكثر تعقيدًا.
رابط المقال بالفرنسية : https://mailchi.mp/7e2b1064...
التعليقات