في العلاقة بين الرجل والمرأة، كثر من مدربي واستشاري العلاقات يشير إلى أن الاستقلال العاطفي واعتماد على طرف على نفسه عاطفيا يمثل مؤشر للنضج الشخصي، بحيث لا يثقل على الشريك بمسؤولية إسعاد الطرف الآخر بالكامل، لكن دائما ما أجد هذا الكلام يسبب جفاءً وتباعدا بين الأزواج، فتخيلوا اثنان متزوجان كل طرف يعتمد على نفسه في إسعادها، ودعمها عاطفيا، كل شخص لا يتأثر بمشاعر الطرف الآخر حتى لو كانت سلبية كأن يكون حزين أو متضايق مثلا، فما دور العلاقة هنا، إن لم تكن العلاقة بين الزوجين تكاملية فمتى تكون؟!
الاستقلال العاطفي يؤدي إلى حب أكثر أم تباعد بين الأزواج
نحن جميعا بشر وأي كلام جيد أو سيء حتى من شخص لا نعرفه مار بالشارع قد يزعجنا أو يحفزنا, فبالأحرى مقربين من عائلة وأصدقاء.
الاستقلال العاطفي مفهوم لا يكرس للانعزالية والنرجسية والتقوقع على الذات, بل المقصود به أن يكون هناك نضح عاطفي بالقدر الذي لا نحمل الأشياء والأقوال أكثر مما تحتمل كما يفعل الأطفال, فمن الطبيعي أن يحزن المرء من انتقادات الأهل وعدم تلقي الدعم, أو يسعد ويتحفز بها, ولكن ليس من الطبيعي أن يربط الإنسان هويته ككل وقراراته ومصير سعادته من تعاسته حسب ما يقدمه الآخرون من دعم.
فمثلا لو لديك مشروع وتتعب للعمل به ألن يكون للدعم العاطفي من المقربين لك دفعة لتشعر بأن ما تفعله مقدر نوعا ما
بالتأكيد أي إنسان يحب ذلك! ولكن لنفترض أنهم لم يقدموا أي دعم عاطفي فشعر المرء بالاحباط وأغلق المشروع, فهنا نحن نتحدث عن شخص غير مستقل عاطفيا, قراراته ومشاعره تعتمد على كيفية تفاعل الآخرين, وليس حسب قناعاته الشخصية ورؤيته لمدى جدوى المشروع وتقييمه الذاتي لقدراته الشخصية.
التعليقات