نقاش: ما هي اسباب تقدم العرب سابقا وتخلفهم حاليا ؟

20

حسب رأييي و من خلال المقارنة بين ما أعيشه في مجتمعي و ما ألاحظه في الفيديوهات التي تتحدث عن تقدم الغرب أرى أن من أهم الاسباب:

  • غياب التكاتف الإجتماعي داخل مجتمعاتنا و تغلب التفكير المقتصر على الأنا في حين نجد أن المجتمعات الغربية متكاتفة مع بعضها داخل مجتمعها ففي اليابان مثلا تكاتف كامل الشعب اليباني لمواجهة كارثة التسونامي و لم تسجل أي عملية سرقة رغم غياب الأمن و تكاتف المجتمع الألماني بعد الدمار الكامل إثر نهاية الحرب العالمية الثانية و اﻷمثلة هنا عديدة.

  • انتشار الرشاوي و المحسوبية رغم حرمتها و غيابها شبه الكلي لشعوب لا تعرف شيئ عن الإسلام.

  • غياب شركات عملاقة تقوم بتشغيل الشركات المتوسطة و الصغرى في حين نجد أن في كوريا الجنوبية و هو بلد نامي تمثل فيه اقتصاد سامسونج لوحدها ما يعادل ثلث الإقتصادي القومي للبلاد.

  • غياب تأطير الدولة للشركات و دعمها فنجد في الو.م.أ أن الحكومة قامت بدعم شركة جنرال موتورز عبر منح ضخمة حتى لا تنهار الشركة.

  • عدم وجود تنوع في الدخل القومي فنجد دول تعتمد إعتماد شبه كامل على النفط و الغاز و أخرى على السياحة في حين نجد ثراء إقتصادي مثلا في فرنسا توجد موازنة بين الفلاحة و الصناعة و الخدمات.

  • كثرة الإضرابات خصوصا في تونس بعد الثورة مما أدى إلى خروج الكثير من المستثمرين الاجانب.

  • الإعتماد الكبير على القروضات من صندوق النقد الدولي الذي يفرض شروط مجحفة بعضها سياسي أي أن اﻷجيال القادمة ستكون مديونة قبل أن تولد رغم حرمة القروض الربوية في حين نجد أن تركيا التي امتنعت عن الحصول على تلك القروض قد انتعش اقتصادها بعد بضع سنين و أصبحت ضمن العشرين دولة من حيث قوة الإقتصاد.

  • ضعف الدخل الفردي جعل الناس يعملون كثيرا و يكسبون قليلا و هو ما أثر على نفسيتهم و إنتاجيتهم.

  • عزوف الشباب عن العمل في الأنشطة الفلاحية رغم ما تدره من دخل هام و ما تمثله من قيمة إقتصادية.

  • هشاشة النظام التعليمي ففي تونس أصبح من الواضح أن المستوى الثقافي للأجيال السابقة أفضل بكثير من الأجيال الحالية خصوصا في ما يتعلق بالتكلم بالفرنسية اللغة الثانية بعد العربية في تونس.

  • التغسخ الأخلاقي و غياب المكانة المرموقة التي كانت تتمتع بها المدرسة و الأستاذ و هو ما ألاحظه شخصيا في التلاميذ عند المرور أمام المعاهد.

  • كثرة الاجراءات الإدارية عند القيام بأي أمر.

  • عدم توظيف التكنولوجيا الإعلامية التوظيف الصحيح في تسيير الأمور العادية

  • ضعف البنية التحتية

  • التمسك بالضرائب (أخذ اموال الناس بالباطل) و التأمين عند الشيخوخة تقليدا للغرب في حين أثبتت هذه الأساليب فشلها خصوصا في جلب المستثمرين

كل هذا فيض من غيض و بإمكاني أن أعدد مائة سبب آخر

لي عديد الإقترحات حبذا لو تكون في موضوع نقاش مستقل من بينها:

  • أن تعمل الدولة على تعميم الشركات الكبرى و أن تديرها بنفسها بحيث تصبح مصدر دخلها الرئيسي و ليس من الأداءات و الضرائب و حبذا لو يقع إنشاء صندوق لجمع الزكاة و توظيف أشخاص ثقاة يقومون بإدارة تلك الاموال بانشاء أحياء سكنية تضمن العيش الكريم لمواطنيها و إعانة كل محتاج.

  • البحث في إعادة هيكلة النظام التعلمي من الصفر و إعادة النظر في القوانين الداخلية للمعاهد بابتكار أساليب عقاب رادعة بدل الطرد لثلاثة أيام و لأسبوع و التي يراها التلاميذ كعطلة و ليست كعقوبة. و جبذا لو يتم إدخال الأنجليزية في التعليم بصفة مبكرة و تأخير دراسة الفرنسية.

  • فرض قوانين لإعطاء كل ذي حق حقه بالنسبة للموظفين فلا يعقل أمام تضخم الاسعار أن يعمل شاب يسعى للزواج و لتأسيس بيت و هو يعمل مقابل 300 دولار كمتوسط دخل بغض النظر عن مستواه الدراسي.

  • تجنب زيادة الحصول على قروض جديدة مهما كانت الدوافع

  • نشر ثقافة قراءة الكتب فلا يعقل أن تمثل الصحف اليومية و الكنب المدرسية أكثر من 90% مما يقرأه الشخص (حتى مع انتشار الكتب المقرصنة)

  • توفير الوسط المناسب حتى يبقى الشاب و خصوصا أصحاب الشهائد في بلده بدل البحث عن استثمار في الخارج. مع توجيه من لا يملك شهائد نحو حرفة مناسبة

وكـأني قرأتك تقول :D كوريا الجنوبية بلد نامي ؟؟؟؟؟

في جل ماتقول واقع دامي نعيشه نحن ،ووضع زاهر يعيشه غيرنا، بلد مثل تركيا أعظم أمثلة الثورة الإقتصادية، وقد فعلت قبلها دول كثيرة كالمعجزة الماليزية، والبرازيلية. كلهم رفضوا السياسة الإمبريالية الإقتصادية الأمريكية. لكن ليكن في علمك أن المستثمرين الأجانب في غالبهيتهم نقمة على البلدان المضيفة، لأنه لن يدعها تقفز باقتصاد وطني وبشركات وطنية.

الذي حطمنا هو وجود فلسفات حمقاء تدور في فلك الأفكار العربية. اتصف التخلف العربي بصفات ذميمة أبشعها هو الجشع وإستغلال الدين لأغراض شخصية.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.6 ألف متابع