بقلم: مارغريت واتسن
ترجمة: رند يوسف
تدقيق: بهاء محمد
قبل اثنين وخمسين عاماً ولدت الشبكة العنكبوتية العالمية، أي قبل نصف قرن.
عندما كانت المعجزة الحضارية لا تعمل في أوقات ما ببساطة. في السابق لم يكن هناك اتصال بالشبكة إلا لمدة 6 ساعات. في الخمس وعشرين سنة السابقة، عندما بدأ كل شيء وبدا هذا الاتصال كأنه معجزة – والآن هو فقط أمر مزعج.
إذا أردنا أن نحجز لبطاقات طائرة، سنحتاج إلى الذهاب إلى المدينة (لن نفعل ذلك، ولكن ربما رغبنا بفعله).
إذا أردنا أن نتصل بشخص في فرنسا، و لكن عنوانهم موجود على بريدي الالكتروني، والذي لا يمكنني الاتصال به لان لا يوجد انترنيت، وبالتالي لا يمكنني أن أكتب لهم رسالة ولا أن أتصل بهم هاتفياً بدون عملٍ تحرّيّ.
وأيضاً عندما نريد تمنّي عيد ميلادٍ سعيد لأحدهم، لابد أن نذهب إلى المتجر، نشتري بطاقة وطابع، و نقوم بذلك قبل أيام من الموعد.
الأسوأ من ذلك، إذا أريد أن ألتحق بدورات جامعتي، و لكنني لا أستطيع أن أعرف أصلاً ما الذي علي فعله.
أنا أيضاً أعمل من منزلي، ولكنني لا أستطيع الاتصال بأي من زبائني. كما كانت تقول معلمة ابنتي، "إنني غاضبة جدا وأكاد أنفث النار من أذني".
لا تفهموني بشكل خاطئ، التكنولوجيا الحديثة هي أمر رائع. ولكن حقيقة أنني في الأمس على الأقل لبضع ساعات قادرة على مشاهدة التلفاز من أميركا الجنوبية، و أتصل ببعض الأصدقاء القدامى، والاستجابة للدعوات، وأقوم بتنظيم زيارة ما وغير ذلك. بالطبع أستطيع أن ألعب دائماً السوليتير أثناء انتظاري إلى حين تصليح الخط.
في الليلة الماضية كنت أتحدث لطفلة بعمر العشر سنوات، حيث أن هناك صندوق كبير من الكتب والذي تركه أحد ما. واحد من هذه الكتب كان لوح ألعاب واعتقدت أنها ربما تكون مهتمةً بهذا، "هايدي" صدمت عندما اقترحت أنها تستطيع إلقاء نظرة عليه.
أنا لا ألعب بهذا النوع من الالعاب فأنا استخدم الانترنت.
وسألتها. ماذا إذا لم يكن الانترنت يعمل؟
أستخدم جهاز التابليت الخاص بي.
أنت لا تعتقدين أن العالم كان بدون انترنت في السابق أليس كذلك؟
بالطبع لا، لا يوجد أي شيء مهم حدث قبل وجود الانترنت.
ردة الفعل هذه غالباً ليست ردة فعل الجميع، ولكنها تعرض درجة أهمية التي وصلت لها ضغطات عديدة على الانترنت. أتذكر عندما تم تركيب الانترنت في مجلس المدينة المحلي، بقي ينطفئ و يتشغل و ينطفئ لمدة عشر أسابيع، ولكن المشكلة الحقيقية في ذلك الوقت كانت أنهم لم يعودوا قادرين على التعامل مع الاشخاص الذين يأتون بأنفسهم.
كانت بداية الصيف عندما كان الكثير من الأطفال ليسوا على علم بالمدرسة الثانوية التي سيرتادونها. حيث كان هناك طلاب سيذهبون إلى الجامعة. و لكن عندما أتوا من أجل القيام بالأمور اللازمة لم تكن موجودة. كانت غير موجودة لدرجة أنني اقتنعت أخيراً بأن أطبع لابنتي الأوراق الرسمية، بدلا من التنقل من مكتب لآخر، والتي كانت كل هذا الوقت تردد "الناس تقوم بهذه الأمور عن طريق الانترنت هذه الأيام" متجاهلة حقيقة أننا منذ أسابيع مضت ونحن نعاني من مشكلة في الانترنت.
على ما يبدو أن الأطفال في سن العاشرة يشكل الانترنت لهم كل شي، ومؤخراً حتى ولو كان هذا منتشراً بشكل كبير، الكثير من الأشياء تستمر بدون الانترنت. يزرع الناس الفواكه والخضروات، ويصنعون الملابس ويطهون الوجبات، ويربون الحيوانات، تماما كما كانوا يفعلون في السابق. يتزوج الناس وينجبون الأطفال ويكبرون و في وقت ما سيموت الجميع، بدون أي مساعدة، أو دعم من الانترنت.
الحقيقة أننا نستطيع تخيل حياتنا بدون الانترنت، ولكن لأكون صادقة، أفضل حتى عدم التفكير في ذلك.
المصدر :
http://goo.gl/3RsqMK
التعليقات