عدم فهمنا الصحيح للآيات في القرآن لا يعتبر خطأ فيه
دعني اشرح لك ..وبالمناسبة سآسف لخطئي بان العالم جاليلو هو الذي اكتشف كروية الارض ..لكن تعرف موضوعنا ليس هذا بالتحديد ما اسم العالم ..المهم ان احدا اكتشف ذلك
اولاً الاغريق يعلمون بكروية الارض قبل المسلمين بمئات السنين
حسنا لكنها لم تكن مؤكده اليس كذلك لم يكن لها اثبات علمي كما أعلم وكانت اعتقادات مختلفة
و الإعجاز هو ان تأتي بشيء لم يأتي العلم به من قبل
صحيح ما تقول لكن ان لم تقتنع لا بأس يمكنني أن آتي لك بدلالة أخرى أكثر اقناعا واكتشفها العلماء بعد نزول القرآن غير كروية الارض
ثانيا ما علاقة تتابع الليل و النهار بشكل الارض ؟
ألم تجد شيئا في الآية غير تتابع الليل والنهار ..لأريك اذا
أولا لم يأت القرآن الكريم بالدلائل التي تؤكد لنا أن الأرض كروية في آية واحدة … بل جاء بها في آيات متعددة ومنها قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ﴾ [يس: 40]. فقد جاء ذلك رداً على السابقين لفهمهم أن اليوم يكون مبدوءاً بالنهار ثم يعقبه الليل، فكأن الله سبحانه يقول لهم: لا يسبق النهار الليل ولا يسبق الليل النهار، ولكنهما كليهما موجودان معاً وفي آن واحد.
ومن المعلوم أن أجزاء الأرض تتفاوت فيما بينها من حيث إقبال النهار بضيائه أو حلول الليل بسواده فبينما تزهو بقاع من الأرض بضياء الشمس، تسكن بقاع أخرى من الأرض بعد أن أرقدها الليل بظلامه، وذلك كله لا يقع بالتعاقب ولكنه واقع في نفس الآن، مما يدل على أن الأرض كروية استناداً إلى الظاهر من دلالة النص القرآني ﴿وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾. والدليل كذلك على كروية الأرض قوله تعالى : ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾
وهذه الآية الآخيرة التي تناولناها لأشرحها لك
إنَّ قوله: "وَيُكَوِّرُ" من التكوير وهو اللف، نقول كار الرجل العمامة كوراً بمعنى أدارها على رأسه، وكورت الشيء إذا لففته على جهة الاستدارة وذلك كقوله تعالى:" إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" يعني طويت كطي السجل، ولابن جرير الطبري في تفسيره أن : يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل، أي يغشى هذا على هذا وهذا على هذا كما قال : ﴿ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ﴾ [الحديد: 6]. يستفاد مما ورد في التكوير أن المراد به اللف على هيئة الاستدارة، وبذلك فإن تكوير الليل على النهار يعني انبساطه عليه بغشائه الملتف وذلك على النحو المستدير وفي ذلك دلالة على أن الأرض مستديرة في هيئتها طبقاً لصورة الغشاء الذي يلف الأرض لفاً دائرياً على شكل الكرة.
ثالثا ما رأيك بهذه الآيات التي تقول بصراحة بان الارض مسطحة ؟
﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 20]
ان القرآن الكريم لا يقول أبداً بثبات الأرض أو بأنها مسطحة، بل قال تعالى: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 20]. وكلمة (سُطِحَتْ) تعني مُهدت وبسطت أمام البشر، فأنت مهما سرت على الأرض تجدها مسطحة وممهدة أمامك، وهذا لا يتحقق إلا بالشكل الكروي. وليس المعنى انها مسطحه بالمعنى الذي قلته
( وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )
دحاها : بسطها
يقول تعالى في الآية 30 من سورة النازعات:(والأرض بعد ذلك دحاها) وفي تفسيره لهذه الآية الكريمة يقول الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله في صفوة التفاسير: (والأرض بعد ذلك دحاها) أي والأرض بعد خلق السماء بسطها ومهدها لسكنى أهلها) ولا ينافي هذا القول بكروية الأرض، فان ذلك مقطوع به حتى قال الإمام الفخر
ما نصه: «وكانت الأرض أولا كالكرة المجتمعة، ثم إن الله تعالى مدها وبسطها، وليس معنى (دحاها) مجرد البسط،بل المراد انه بسطها بسطا مهيئا لنبات الأقوات، يدل عليه قوله (اخرج منها ماءها ومرعاها) والجسم العظيم يكون ظاهره كالسطح المستوي).
إن هذا التفسير يدل على أن الأرض المنبسطة كما نراها جعلها الله كذلك لكي يتمكن الإنسان والحيوان والنبات من العيش عليها بسهولة ويسر، ولكن لا يخالف هذا المعنى كما أوضحه الصابوني رحمه الله من أن تكون الأرض كروية الشكل، فان الأرض المنبسطة هي جزء من جرم كروي ضخم كالأرض مثلا، وهذه من حكمة الخالق عز وجل في أن نعيش على جرم كروي الشكل يحدث فيه تقلب الليل والنهار والفصول الأربعة ونراه منبسطا في نفس الوقت
أما بالنسبة لآخر نقطه عن دوران الشمس اسمح لي بأن أرد عليك فيها في وقت لاحق لأن الوقت متأخر في توقيتي.
القرآن يحتاج مفسرين علماء ودارسين للغة العربية وللشريعة ولا يمكن ان نفسره بحريتنا ..وهذا ما فسروه بعلمهم
أتمنى أن تعطيني رأيك فيما قلت ومدى اقتناعك بالأمر
التعليقات