الإجابة المنطقية لهذا السؤال بدون التفكير في تفاصيل الموقف ستختار مجموعة الأطفال أليس كذلك؟ و هذا هو القرار الشائع، لكن لنرى إذا عرفت التحليل العميق له هل ستبقي على نفس الرأي أم لا ؟

الموقف بإختصار هو وجود مجموعتين من الأطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين في السكة الحديدية .. المجموعة الأولى (مجموعة من الأطفال) يلعبون في المسار الغير معطل و المجموعة الثانية (طفل واحد) يلعب في المسار المعطل.

أنت الآن تقف أمام محول اتجاه القطار، مع إقتراب هذا الأخير، لديك ثوانى لإتخاد القرار هل تترك القطار يمشى في مساره الصحيح بإتجاه الأطفال أو تغيره ليسير بإتجاه الطفل؟

وجدت الجواب ؟ ... حسنا إحتفظ به و أخبرنا به بعد انهاء القراءة... لنكمل.

لنفترض أنك غيرت المسار"القرار الشائع" سيتجه القطار نحو الطفل، وعندما يسمع الطفل صفيره او صوته لن يهرب لأنه يعتقد ان القطار سيذهب في الاتجاه الغير معطل وبالتالى احتمال كبير أنه سيموت.

أما إذا اخترت ترك القطار لمساره الصحيح "القرار الصحيح" احتمال كبير عندما يسمع الأطفال صوته سيهربون، و ذلك لأنهم يعلمون أنهم في المسار الغير معطل أي أن القطار متجه إليهم.

حسنا إذا فضلت تغييره أين العدل؟ و لماذا سيكون الطفل الأكثر وعيا الضحية؟

و هذا ما ينطبق على الكثير من قراراتنا في الحياة ....

يقول محمد عبد الله بن محمد الفريح في كتابه فن إدارة المواقف " تذكر دائما أن الصحيح ليس دائما الشائع، و أن الشائع ليس صحيحا دائما. ابعاد العواطف عن القرارات المصيرية و الحاسمة غالبا ما ينجيك من عواقب وخيمة انت في غني عنها ".

هل علينا إتباع العاطفة أم العقلانية في اتخاد القرارات؟

وهل القرارات المتخذة بشكل عاطفيّ دائمًا ما تكون مخطئة في جوهرها؟ وهل نخدع أنفسنا عندما نتخذ قرارات تستند إلى العقل وحده؟