لدي صديق ما شاء الله لديه كل شيء يُريده، وما يتمناه أي شخص آخر، وصل إلى مرحلة أنّ العمل كل شيء في حياته حتى بعد حصوله على كل شيء، أي مكان نذهب إليه يكون معه اللابتوب الخاص به، على ما اتذكر، في إحدى المرات دخلنا السينما، كان معه اللابتوب الخاص به، ماذا فعل برأيكم؟ لم يُشاهد الفيلم، وقام بإخراج اللابتوب، وبدأ العمل داخل صالة السينما... عندما نكون في طريق سفر يخرج اللابتوب، ويبدأ بالتعلم، نكون في الفندق، يخرج اللابتوب، إما يتعلم ما هو جديد أو يبدأ بالعمل، حيث أصبحت شنطة اللابتوب مثل روحه الذي لا يستطيع التخلي عنها.
أتت علي فترة من الوقت، أصحبت أغار منه لأنّه يعمل كثيرًا، فأصبحت نسخة شبيهة منه في العمل، أحيانًا كنت أعمل إلى ما يصل أكثر من 12 ساعة يوميًا... 12 ساعة متواصلة، حيث كنا نقوم بوضع تارجت معين لنا في الشهر، ونحاول الوصول إليه بأي شكل من الأشكال، حتى لو كان ذلك على حساب صحتنا.
بعد فترة من الوقت، انا وصلت إلى مرحلة سيئة، دائمًا ما كنت أشعر بإرهاق، اكتئاب بدون أي سبب، الغضب بشكل سريع من أي كلمة أو صوت مزعج بالنسبة لي، وعلى ما اذكر، احيانًا من كثر جلوسي أمام حاسوبي كانت دموعي تنزل من دون سبب أو بدون أي شعور، من بعدها اصبحت انتاجيتي أكثر من سيئة، أصبحت أخسر الكثير من المال، أصبح يوجد الكثير من الاخطاء في عملي، وفي النهاية بسبب عدم التركيز رجعت إلى اللـ 0 بعد ما وصلنا إلى ما يقل 10.000$ شهريًا أرباح، وصراحًة لا اعرف كيف وصلت إلى الـ 0، صدقًا بدون مبالغة في يوم وليلة وجدت أنّي لا أملك شيء... أما بالنسبة له، فهو مستمر للآن، ولكن الآن أصبح يشعر بنفس شعوري، الفرق بيني وبينه، أنّه استطاع الشعور بنفسه، ولم يخسر شيء،، ويحاول الإصلاح من ذلك، ولكن بصعوبة، أو يُمكن القول أنّ لا يستطيع الرجوع إلى الحياة الطبيعية.
من ثم حاولنا البحث عن الأمر، واكتشفنا أنّ الموجود لدينا يُسمى بالـ Burn out، أو ما تُسمى بالكاروشي، وهي متلازمة فرط الاهتمام بواجبات العمل بشكل يحيل الحياة الطبيعية للإنسان إلى جحيم... ولكن حياتنا لم تكن جحيم، فنحن كنا نستمتع بالعمل رغم الإرهاق الذهني، والنفسي، فلم يكن الأمر شبيه بالاحتراق الوظيفي، بعد صعوبات استطعت الخروج من هذه الحالة في خلال 12 شهرًا تقريبًا... واقتنعت بـ إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ
لذلك نصيحة
تاني وتالت ورابع، العمل ليس حياة!!
مُنذ بدء الخليقة، أهمية العمل تكمُن في أنّه يقوم بتوفير لك حياة آدمية، إنما العمل في حد ذاته ليست حياة!
العمل فقط وسيلة تستطيع من خلاله ربح المال الذي سوف يجعلك تعيش حياتك مبسوط.
لذلك:
لا تُسخر حياتك للعمل.
عندما تنتهي من مواعيد العمل الرسمية لا تفكر به.
لا تؤجل زيارات أو مناسبات عائلية بسبب العمل.
لا تأتي على حساب صحتك، والـ Inner Peace بسبب العمل.
صدقًا اتت فترة علي أسمع الكثير من الأشخاص في سني أو أصغر مني توفى بسبب ضغط في العمل أو بسبب الضغط النفسي الخاص بالعمل، لذلك نصحية لا أحد يتذكر أحد بعد ما يموت، ويقول الله يرحمه كان بيحقق التارجت
الخلاصة:
حاول دائمًا أنّ تحافظ على الـ WORK LIFE BALANCE.
تذكر دائمًا أنّ الذي يبقى أوفر تايم في عمله ليس ذكي، هو فقط لا يعرف كيف يقوم بعمل Manage his Time.
حاول البحث عن الأمر الذي يجعلك سعيد، وابدأ به فورًا! العب رياضة، إقرأ، أرسم، ساهم في نشاط خيري، قم بعمل أعمال تطوعية، خصص وقت أكبر لأسرتك، قم بإعادة اكتشاف نفسك، واهتماماتك مرة أخرة.
لما تموت، وانت مؤجل شعمل، أفضل من أنّ تموت وأنت مؤجل حياة
هل مررت أو تمر بهذه الحالة أو بدأ يظهر عليك أي بوادر مثل التي ظهرت معنا؟ وهل خضت هذه التجربة سابقًا، وكيف استطعت الخروج منها، أو ما هو النهج الذي استخدمته للخروج من هذه الحالة أو اسلوب معين تشاركنا به؟
التعليقات