العنوان استوحيته من الأخ محمود في موضوعة الجديد "كبسولة لغوية #٢ ، "أنا ٱحب البلطجيّ!!"

قرات عن الكثير من المفاهيم التي غير معناها الزمن. ما كان مألوفاً وجميلا اصبح مرفوضا في الزمن المعاصر. المشكلة نواجها عند محاولة فهم التاريخ بعقلية معاصرة بدلا من الاخذ بعين الاعتبار المفاهيم المتجددة.

ساوضح بالامثلة التالية ولكن قبل ان تتابع القراءة دعني اركز على فكرة الموضوع وهي: انني لا اناقش ايهما افضل، القديم ام المعاصر ولكنني اسلط الضوء على اهمية فهم التاريخ كما كان اصحابه يالفونه. اي لا تستنكر الفعل القديم بعقلية اليوم (ان لم يكن هذا الفعل مستنكرا في زمانه). اعتمد على عقلية من عاش ذاك الزمن لفهم الاحداث واثرها.

الزواج 

قديماً: الزواج في عمر صغير كان شائعا متعارف عليه. لا ينكره احد بل يشجع عليه المجتمع

حديثاً: الزواج في عمر صغير هو جريمة قد يعاقب عليها القانون

الوصول للسلطة

قديماً: في زمن الرومان مثلا. يصل للسلطة من يتمتع بالقوة العسكرية. المجتمع تحترم القوى. كان ملوك الرومان يحصلون على تاييد الشعب من خلال سفك الدماء في الارينا او حلبة المصارعة. كلما قلت شعبيتهم، سارعوا باعلان العاب القتال حتى الموت

حديثا: من يصل للسطة بسفك الدماء هو مذموم

الصيد

قديماً: الصياد الماهر كان يتفاخر بصيدة الثمين. يضع راس الفريسة على كتفيه المفتولتين معبرا عن مهاراته في الصيد. هو انسان يمكن الاعتماد عليه لتامين احتياجات الطعام

حديثاً: الصياد قد يكون منتهكا لحقوق الحيوان. ،مستقبلا من ياكل اللحوم قد يحارب

الديمقراطية وحرية التعبير

قديماً: يتكلم العالم، الكبير، شيخ القبيلة، فينصت العوام. يدلي بدلوه من يعرف ماذا يقول. فتعم الفائدة من أولي الخبرة

حديثاً: يتلكم الجميع ولا يتنصت احد. اختلط الحامل بالنابل. مشكلة الديمقراطية لعلها واضحة في قصة التصويت على خروج بريطانيا من المملكة المتحدة. الديمقراطية تفترض ان المجتمع يعلم اتخاذ القرار الصحيح. الا ان الواقع يوحي ان الشعب غير مؤهل في علم الاقتصاد مثلا ليحكم في موضوع جوهري كهذا. لست مع الديمقراطية المطلقة. الاجدر ان يحظى بها الخبراء في مجالاتهم المخصصة

الطب

قديماً: الطبيب هو سيد الرئي. يملي على المريض العلاج المناسب

حديثا: الطبيب يعطيك كافة المعلومات والخيارات ويكون القرار لك. انت تعلم ما يناسبك اكثر منه

التربية

قديماً: الابوين هما المرجعية التربوية للطفل. من منطلق، لا احد يرغب لك الخير مثل والديك

حديثاً: الابوين لهم دور الانجاب وفقط، قراراتك شخصية. انتقلت السلطة للدولة والمدرسة. في بلاد الغرب، تتاكد المدرسة من ان الطفل يختار ما يريد بدون تاثير او توجيه من الابوين. تاديب الطفل المنزلي هو عدوان لا يغفره القانون. تم سن قوانين تنهى الوالدين عن تانيب الطفل شفهيا