كتاب اليوم هو: القراءة المثمرة، وعنوانه الفرعي: مفاهيم وآليات، وهو للأستاذ والدكتور عبد الكريم بكّار.
وقد اقتصرت في هذا الملخص على الجوانب العملية والتي يمكن أن تساعدك في تحسين طريقتك في القراءة -إن كنت تقرأ بالفعل- أو تساعدك في البدء بالقراءة، وتجنبت الجوانب النظرية؛ تجنبًا للإطالة.
الكتاب مناسب للمبتدئ والمتقدم في القراءة ومن لا يقرأ حتى؛ فهو يبدأ معك من سؤال: لماذا نقرأ؟ حتى أنواع متقدمة من القراءة لينتهي بتطبيق كلامه على أحد كتب التاريخ.
أركان القراءة:
أقصد هنا بأركان القراءة: ما يلزم توفيره من أجل إشاعة ثقافة القراءة في مجتمعنا وهي كالآتي:
١- الدافع
إذا أردت أن تقرأ، فعليك بإيجاد حافز للقراءة؛ حتى لا تتوقف في منتصف الطريق، وحتى لا تمل أو تشعر بأن قرائتك ليست ذا قيمة.
٢- تكوين عادة القراءة
وهذه مسؤولية تقع على عاتق الوالدين، ثم المؤسسات التعليمية في إكمال ما بدأه الأبوين. وإن كنت تفضل بناء عادة القراءة بنفسك فأنصحك بالاطلاع على كتاب ”قوة العادات“.
٣- توفير الكتاب
وقد دحض الكاتب هنا حجة القائلين بأن أسعار الكتب مرتفعة، بقوله أن المشكلة ليست في شح المال وإنما في انعدام أي رغبة لديهم في صحبة الكتاب، كما أتبع ذلك بعرض حلول مركبة -على حد وصفه- لتوفير الكتب.
٤- توفير الوقت للقراءة
وهذا عذر آخر من أعذار من لا يقرءون، والحل؟ ينصحنك الكاتب بإيجاد “ساعتك الذهبية” التي تكون فيها في قمة نشاطك واستغلالها في القراءة.
٥- تهيئة جو القراءة
يمكنك تهيئة جو القراءة المناسب لك باتباع النصائح الآتية:
• تنظيم مكان القراءة وتنظيفه دوريًا
• فليكن المكان حسن التهوية وجيد الإضاءة
• فلتبتعد عن الصخب والضوضاء بقدر استطاعتك
•اجلس على كرسي مريح؛ يشجعك على مواصلة القراءة
•وفِر الأدوات اللازمة للقراءة؛ كالمراجع والمعاجم
•خصص فواصل للراحة بين الحين والآخر تجنبًا للتعب
أنواع القراءة
أولاً- القراءة الاكتشافيَّة:
أعداد الكتب في تضخم وزيادة مستمرين؛ وذلك يحتم علينا تعلم مهارة تمكننا من اختيار الكتاب المناسب من بين ملايين الكتب الأخرى.
وبتطبيق هذه الخطوات ستتمكن من تخيُّر الكتاب الأنسب لك:
١- قراءة مقدمة الكتاب: وذلك لمعرفة الفئة التي يخدمها الكتاب، وما إذا كان يشرح أو يعالج قضية معينة.
٢- قراءة فهرس الموضوعات: لتكوين مخطط كلي للكتاب يعبر عن تماسكه ووحدته الموضوعية.
٣- الاطلاع على فهرس المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه: سيمكنك ذلك من معرفة خلفية القارئ الفكرية والثقافية.
٤- إلقاء نظرة سريعة على عناوين فصول الكتاب
٥- قراءة بعض الصفحات أو فقرات الكتاب: حتى تعرف مستوى معالجة الكتاب للموضوع ومدى كمية المعلومات التي يحويها الكتاب
ثانيًا- القراءة السريعة:
يقول الكاتب أن المعرفة تتضاعف -على الأقل- كل ١٥ سنة؛ وذلك يتطلب منا المزيد من الوقت؛ من أجل الاستفادة من كل هذه المعرفة.
تقوم فكرة هذا النوع من القراءة على أن البصر عندما يستقر على مساحة معينة، فإنه يلتقط عددًا من الرموز والإشارات (كلمات) ومدة استقراره هي ثانية واحدة مهما كانت القراءة سريعة أو بطيئة.
وأبسط أدوات التدرب على القراءة السريعة هي كالآتي:
١- ضُم إبهامك إلى سبابتك لتكوين مؤشر
٢- حرك هذا المؤشر تحت السطر بسرعة أكثر قليلًا من حركة عينيك.
حينما تجبر نفسك على متابعة القراءة مع حركة يديك؛ ستزيد سرعة قراءتك وستزداد أكثر كلما تابعت التمرن.
ثالثًا- القراءة الانتقائية:
عندما تريد البحث عن موضوع معين أو التعمق فيه؛ فستحتاج إلى قراءة العديد من الكتب والمراجع، قراءةً سريعة جدًا، رفرفةً فوق السطور؛ للاطلاع على أكبر قدر من الصفحات في وقت قليل، وبالتالي تكوين صورة جيدة عن هذا الموضوع.
وهذه الكتب تنقسم إلى نوعين:
النوع الأول:
كتب تنتمي إلى الحقل الذي يحتوي على الموضوع الذي تريد التعمق فيه، وهذا هو المصدر الأساسي للبحث. لكن الاقتصار على هذا النوع من الكتب في القراءة يجعل المعرفة بالموضوع شبه معزولة عما يمثل امتدادات ذلك الموضوع في فروع المعرفة الأخرى.
والحل؟ اجمع في قراءتك بين النوع الأول والنوع الثاني.
النوع الثاني:
كتب لا تنتمي إلى الحقل الذي يحتوي على الموضوع الذي تريد التعمق فيه، والقراءة في هذا النوع أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، كالبحث في كتاب فقه عن فكرة اجتماعية؛ لذلك يكتفي معظم القراء بالنوع الأول فقط.
لكن فوائد الجمع بين النوعين أشبه بالفوائد التي نحصل عليها من وراء رحلة خارج حدود الوطن … فوائد مجهولة لكنها تكون رائعة وعظيمة!
رابعًا- القراءة التحليلية:
عندما ترتقي إلى مستوىً عالٍ من القراءة ستتمكن من محاورة الكتاب ونقده والوقوف على جوانب قصوره.
إن دور الكاتب هو إيصال المعاني والأفكار إلينا، فلا يجب على الكاتب توضيح مراده من كل نص وفقرة، ولن تجد دائمًا من يوضح لك قصدَ الكاتب وما يعنيه من أقواله، وهنا يأتي دور القراءة التحليلية التي تهيئ عقل القارئ لاستيعاب النص على أفضل نحو ممكن.
وهذه بعض النصائح الواردة في الكتاب التي ستدربك على هذه القراءة:
• معرفة نوع الكتاب الذي تقرأه وبالتالي طريقة قراءته، فهناك ما لا يُقرأ دفعة واحدة كالمراجع، وهناك ما يحتاج إلى قراءة بطيئة وتركيز جيد وتشعر بعد الانتهاء منه أنك بحاجة إلى قرائته مرة أخرى؛ من أجل إنعاش ذاكرتك، فيفضل في هذا النوع من الكتب تدوين الملاحظات وكتابة ردود الفعل تجاه الكتاب؛ لتسهُل مراجعته.
• اعتمد على السياق ونو الكتاب في معرفة معنى أحد الكلمات متعددة المعنى -مثل كلمة (عامل).
• هيئ آلية الفهم المناسبة للمجال الذي تقرأ فيه، فكتاب القانون يكون أقرب للحرفية، على عكس كتب الأدب والشعر -مثلًا.
• اطلع على مراجع ومصادر المؤلف؛ لأن ذلك يسهل عليك معرفة طبيعة تناوله لموضوعه، كما أن فيها الكثير من الشروح والتعمق لما طرحه الكاتب، مما يزيد فهمك للكاتب -اطلع ولو على مصدر واحد فقط كما ينصحك الكاتب.
• فهمك لتاريخ العلم الذي تقرأ فيه؛ يجعلك على دراية بجوهر هذا العلم. وفي الحقيقة -كما يقول الكاتب- أنك لن تفهم أي علم حتى تفهم تاريخه.
• نظم محتوى الكتاب؛ -بالطريقة الملاءمة لك- حتى تسهل استيعابه.
• اطرح على نفسك أسئلة قبل شراء الكتاب وأثناء قراءته وبعد الفراغ منه؛ لأن ذلك يعمق وعيك للكتاب ويساعدك على تفحص مكاسب قراءتك لهذا الكتاب. وكلما استطعت طرح أسئلة أكثر دقة وإيجازًا كلما عظُمت فائدتك من القراءة.
• اختبر فهمك للكتاب، وطرق ذلك عديدة منها: إإت بأمثلة وملاحظات على القواعد والأفكار والملاحظات التي يثيرها الكاتب. حاول تلخيص ما قرأته في عبارات وفقر محددة بأسلوبك الخاص.
خامسًا- القراءة المحورية:
إنها تلك القراءة التي تستهدف الوقوف على معلومات وأفكار ومفاهيم، تتعلق بموضوع معين، كما يفعل باحث أراد الكتابة في موضوع ما. فالغاية منها هو تملُّك الكتاب وفقهه.
وإليك طريقة تطبيق هذا النوع من القراءة:
١- اطلع على الكتب والمراجع التي تعرض الأدبيات العامة للعلم الذي ينتمي إليه الموضوع الي تقرأمن أجله.
٢- اقرأ الفصول والمقاطع والنصوص التي ترى أنها لصيقة بموضوعك، ولتكن قراءة تحليلية.
٣- صِغ أسئلة تغطي موضوعك، والتي تشكل أجوبتها المقاطع والنصوص السابقة.
٤- وزع النصوص التي اخترتها على الأسئلة التي طرحتها في الخطوة السابقة.
ربما تود أن تشاركني رأيك في أسلوبي وملاحظاتك حول أخطائي وما إلى ذلك؛ فهذا أول ملخص أقوم بإعداده ونشره.
ولا تنس إلقاء نظرة على الملخص في مدونتي -التي أنشأتها بالأمس- الخلاصة فزيارتك تعني الكثير لي :)
https://alkholasa.home.blog...ملخص-كتاب-القراءة-المثمرة-دليلك-لاحت/
في النهاية دعني أطرح عليك سؤالا: هل تعتقد أن المحتوى العربي بحاجة إلى مدونة لتلخيص الكتب أم أن هذا النوع متوافر وبكثرة ولا حاجة لمدونة أخرى؟ إذا كان جوابك بنعم فاقترح علي مجالات للتدوين، وأفكر في شرح قواعد اللغة العربية بشكل مبسط، فهل هذا المجال في التدوين منتشر أيضا؟ والمحتوى العربي في غنى عنه؟
التعليقات